سفير باكستان لدى تركيا يدعو المجتمع الدولي لدعم الشعب الأفغاني

وكالة الأناضول للأنباء
أنقرة
نشر في 12.10.2021 22:09
السفير الباكستاني لدى تركيا محمد سيروس سجاد قاضي أثناء مشاركته في ندوة بعنوان أفغانستان والعالم عند مفترق طرق في العاصمة أنقرة AA السفير الباكستاني لدى تركيا محمد سيروس سجاد قاضي أثناء مشاركته في ندوة بعنوان "أفغانستان والعالم عند مفترق طرق" في العاصمة أنقرة (AA)

قال محمد سيروس سجاد قاضي، السفير الباكستاني لدى تركيا، الاثنين، إن المجتمع الدولي يجب أن يضع احتياجات الشعب الأفغاني "أولاً"، ويقدم ما يحتاجه عامة الناس في الدولة التي مزقتها الحرب، حيث تلوح في الأفق كارثة إنسانية.

وأضاف: "سيواجه دائماً الأفغان العاديون والباكستانيون أكبر المخاطر من عدم الاستقرار في أفغانستان. تدفقات الهجرة الجماعية والإرهاب يهددان العالم بأسره".

جاء ذلك أثناء مشاركته في ندوة بعنوان "أفغانستان والعالم عند مفترق طرق"، أقامها معهد التفكير الاستراتيجي، في العاصمة التركية أنقرة.

وفي إشارة إلى خروج الاتحاد السوفييتي من أفغانستان عام 1989، قال قاضي إن المجتمع الدولي ترك أفغانستان تواجه مصيرها في التسعينيات.

وأضاف أن "اتباع سياسة مجربة ومختبرة في التسعينيات لن يقودنا إلى تحقيق السلام. لذلك من مصلحة كل الدولة منع التاريخ من تكرار نفسه".

وأكد أنه يجب على المجتمع الدولي أن يضع الشعب الأفغاني في المقام الأول، مشيرا إلى أنه يجب "الحرص على ألا يؤدي حرمان أفغانستان من الوصول إلى احتياطاتها الأجنبية أو المؤسسات المالية الدولية إلى المزيد من مآسي الشعب الأفغاني الذي يعاني منذ فترة طويلة".

شهدت أفغانستان نهاية غير مسبوقة للاحتلال الأجنبي بعد مغادرة القوات الأجنبية التي تقودها الولايات المتحدة البلاد في أغسطس الماضي، منهية بذلك حرباً استمرت 20 عامًا، شهدت في نهايتها عودة طالبان إلى السلطة، والتي فرضت منذ ذلك الحين حكمها على البلاد.

ومع ذلك، فإن إدارة طالبان لم يتم الاعتراف بها رسميًا من قبل أي دولة.

وقال قاضي إن البنك المركزي الأفغاني لديه فقط ما بين 100 إلى 200 مليون دولار، ولكن "تم تجميد وصوله إلى 19 مليار دولار من أصول أفغانستان".

"دور تركيا مهم جدا"

وحث قاضي على المشاركة المتبادلة مع طالبان، مشيراً إلى أن أكثر من نصف سكان أفغانستان البالغ عددهم 38 مليون نسمة "بحاجة إلى مساعدات إنسانية".

وأوضح أن "واحد من كل 3 أفغان لا يعرف من أين ستأتي وجبته التالية"، كما يُتوقع أن يعاني ما يقرب من نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء التغذية الحاد خلال الاثني عشر شهرًا القادمة.

وبين السفير الباكستاني أنه لأجل ضمان سلام دائم، "يجب على المجتمع الدولي تحديد الوسائل التي يمكن من خلالها تقديم المساعدة الإنمائية، مع ضمان معالجة مخاوفه بشأن الوضع في البلاد".

وحذر من أن "نهج الانتظار والترقب" من قبل أي دولة سيكون بمثابة "التخلي" عن الشعب الأفغاني.

وقال قاضي إن توقعات باكستان، "التي تعد أطول مضيف لأكبر عدد من اللاجئين الأفغان"، تتماشى مع توقعات الحكومات الغربية من حكومة طالبان.

وأضاف أن باكستان تريد "دولة شاملة، تحترم حقوق جميع الأفغان، وتضمن عدم استخدام الأراضي الأفغانية للإرهاب ضد أي دولة".

وأكد السفير أن باكستان قادت مبادرات دبلوماسية مع جيران أفغانستان المباشرين ودول أخرى في المنطقة لبحث سبل المضي قدما.

وقال قاضي: "يجب أن تكون الدبلوماسية الغربية مرتبطة بشكل أفضل بالمبادرات الإقليمية لصياغة أجندة مشتركة للعمل واتخاذ القرار بشأن السبل الثنائية والمتعددة الأطراف المتاحة لتوجيه المساعدة".

وحث على "نهج عالمي متناسق" لتقليل مخاطر الانقسامات الدولية حول ماهية أفضل السبل لإشراك طالبان.

وأشار في حديثه إلى تركيا، واصفاً دور أنقرة في أفغانستان بأنه "مهم جدا جدا".

وقال قاضي أن دور تركيا يتمثل في 3 جزئيات؛ فأنقرة لديها علاقات تاريخية قديمة مع أفغانستان، ويمكن أن تساعد الأفغان على التعامل مع الأزمة الإنسانية الحالية، وتساعدهم على فهم توقعات المجتمع الدولي، كما يمكن لتركيا العمل كمُحاور بين المجتمع الدولي وطالبان".

وأوضح قاضي أن تركيا تتمتع "بمصداقية وقبول أكبر لدى الأفغان".

وقال إن تركيا في وضع أفضل "لتقديم المساعدة الفنية الضرورية لإدارة المطار وتشغيل نظام المرور".