الدبلوماسية التركية وطابعها الإنساني

إسطنبول
نشر في 22.06.2021 12:52

أكدت تركيا في منتدى أنطاليا للدبلوماسية على ريادة الأعمال والدبلوماسية الإنسانية، فيما بدت النوايا غير الحسنة لمنتقدي السياسة الخارجية الناجحة للبلاد والقائمة على الدبلوماسية الإنسانية.

فقد اختتم الرئيس رجب طيب أردوغان أسبوعاً مكثفاً من الدبلوماسية في منتدى أنطاليا للدبلوماسية الذي عقد في مدينة باتارا القديمة تكريماً لأول برلمان في العالم وجد في تلك المدينة، وجاء هذا الحدث استجابةً للتحديات الحالية التي تشهدها المنطقة.

وخلال عطلة نهاية الأسبوع، عقد منتدى أنطاليا الذي يجمع سنوياً القادة والسياسيين والأكاديميين والدبلوماسيين ورجال الأعمال، جلسته الأولى بحضور 10 رؤساء دول و 41 وزيراً للخارجية شاركوا في 25 جلسة نقاش إلى جانب 140 متحدثاً.

وأشار وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الذي يستحق وفريقه الثناء على استضافة هذا الحدث الفريد إلى أن المنتدى مستوحى من مفهوم "ريادة الأعمال والدبلوماسية الإنسانية" الذي صاغه أردوغان عام 2017.

وفي كلمته التي ألقاها في افتتاح المنتدى في 18 يونيو/حزيران شدد أردوغان على أهمية الدبلوماسية في معالجة المشاكل العالمية وحذر من أنه "لا يمكنك المصافحة بقبضة مشدودة".

وسلط الضوء على النقص في العمل المشترك وانعدام التضامن بين الحكومات في جميع أنحاء العالم في مكافحة جائحة الفيروس المستجد. وفي إشارة إلى قيام تركيا بتسليم إمدادات طبية إلى 158 دولة كمثال على الدبلوماسية الإنسانية، قال الرئيس التركي إن الإنسانية لا يمكنها حل المشاكل المعاصرة بمفاهيم ضيقة عفا عليها الزمن.

ومن هنا جاءت إشارته إلى شعار تركيا "العالم أكبر من خمسة" ودعوته المتجددة لإصلاح الهيكل غير العادل لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

كما أعلن أردوغان في إشارة إلى أن بلاده تقود خامس أكبر شبكة دبلوماسية في العالم مع 252 بعثة في الخارج، أن تركيا ستتبنى نهجاً دبلوماسياً جديداً في إفريقيا وأمريكا اللاتينية والمحيط الهادئ.

وختم كلمته بالحديث عن الاختلاف بين تركيا والدول الأخرى فيما يتعلق بمحاربة الجماعات الإرهابية ومن ضمنها داعش، وحماية اللاجئين السوريين.

وأنا شخصياً أجد تركيز تركيا على "دبلوماسية ريادة الأعمال" في غاية الأهمية. إذ لا يمكن أن تعزل تركيا نفسها عن بقية دول العالم، بل يجب أن لا يعيق كفاحنا ضد الإرهاب واستخدامنا الضروري للقوة الصلبة سعينا إلى التطبيع.

كذلك يمكن لتركيا أن تزيد قدراتها من خلال الاندماج مع دول العالم. وخير مثال على ذلك تعاونها مع قطر وأذربيجان وأوكرانيا في مجال الدفاع وكذلك بحثها عن أرضية مشتركة مع مصر وفرنسا والولايات المتحدة في المسرح الليبي.

لكن بعض الأطراف في واشنطن وأنقرة مستاؤون بشكل واضح من اجتماع أردوغان الثنائي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي سار بشكل جيد.

وكان بعض الخبراء الذين يناصبون تركيا العداء يتوقعون من الرئيس الأمريكي محاربة نظيره التركي بشأن "حقوق الإنسان والديمقراطية" أو بشأن قرار شراء نظام الدفاع الجوي إس-400 ، وقد مارسوا كثيراً من الضغوط من أجل هذا الغرض وزادت عدوانيتهم بشكل كبير بعدما أدركوا أنهم أصبحوا مهمشين بسبب جهلهم بطبيعة الواقعية الدبلوماسية، شأنهم في ذلك شأن بعض شخصيات المعارضة في تركيا الذين اعتقدوا أن بإمكانهم الاستفادة من التوترات بين بايدن وأردوغان.

وختاماً لا بد من القول بأن تركيا التي تدافع عن مصالحها الوطنية، تمتلك القدرة والقيادة القوية اللازمة لتطبيع علاقاتها مع الدول الأخرى.

وعلى الأتراك التمسك بالدبلوماسية النشطة التي "تتمحور حول تركيا" بدلاً من الانصياع للمقاربات المصبوغة أيديولوجياً. وهو بالضبط نوع النظام الأساسي الذي يحاول منتدى أنطاليا الدبلوماسي إنشاؤه.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.