المعارضة التركية تغذي مخاوف مستقبلية بحدوث المزيد من الزلازل

إسطنبول
نشر في 03.03.2023 14:02

بعد رفضه لقاء أردوغان حتى باسم التضامن الوطني لمواجهة الزلازل، أثار رئيس حزب الشعب الجمهوري قليجدار أوغلو موجة من الانتقادات العنيفة بقوله إن رئيس تركيا رجب طيب أردوغان هو "كارثة القرن''.

ومما لا شك فيه أن الجميع متفقون على أن زلازل 6 فبراير/شباط وما أتبعها من هزات ارتدادية، ستكون الموضوع الرئيسي للنقاش قبل الانتخابات التركية المقبلة.

وكان أول ما فعله قادة المعارضة بعد الزلزال هو انتقاد "إدارة الكوارث والطوارئ" التركية بشدة، بحجة تقصيرها في اتخاذ التدابير والإجراءات الضرورية.

وبعد رفضه لقاء الرئيس رجب طيب أردوغان حتى باسم التضامن الوطني على خلفية جهود البحث والإنقاذ، أثار رئيس حزب الشعب الجمهوري كمال قليجدار أوغلو، موجة واسعة من الانتقاد بقوله إن الرئيس أردوغان هو "كارثة القرن". وسرعان ما حذت رئيسة حزب جيد ميرال أكشينار والأعضاء الآخرون في "طاولة الستة" حذوه.

وفي الوقت الحالي، تحاول بعض شخصيات المعارضة خلق موجات احتجاجية بحملات تضليل حول "كيف انتهى الأمر بالدولة تحت الأنقاض" وتدعو إلى استقالة الحكومة. إنهم يأملون في دمج نقد الديمقراطية والاقتصاد مع نقد الاستجابة للزلزال لتعزيز "القرن الثاني للجمهورية" على حساب الحكومة.

وأنا كمراقب متخصص افترضتُ حتى قبل حدوث الزلازل، أن الحملة الانتخابية ستُحدَّد من خلال صدام بين مفهومين: "القرن التركي" و "القرن الثاني". ويرى كلا الجانبين أن الانتخابات المقبلة "مهمة للغاية" ويريدان تقييم القرن الأول للجمهورية، وبرأيي فإن الوضع المشحون سياسياً وعاطفياً والذي تكشفت عنه الكارثة، يجعل المواجهة الصريحة واللا متحفظة أكثر احتمالاً.

فما هي المرحلة النهائية من خطة قليجدار أوغلو؟

في المرحلة الأخيرة والحالية من خطته لفرض نفسه كمرشح رئاسي مشترك للمعارضة، لا يبدو قليجدار أوغلو السياسي الوحيد المتشوق لخوض المعركة. ويصر المعلقون المؤيدون للمعارضة على أن الانتخابات المقبلة تمثل "مسألة حياة أو موت" من خلال الاستفادة من كارثة الزلازل التي وقعت. وهم يجادلون بأن النصر المحتمل لتحالف الشعب سوف "يعزز النظام الاستبدادي" ويجعل من المستحيل على الشعب التركي "حتى أن يحلم بالديمقراطية" لفترة غير محددة من الوقت.

وفي هذه الأثناء، يصف المعارضون في الأوساط الأكاديمية، تركيا مستفيدين من خطابات الشعراء والكتّاب حول "الاستبداد التنافسي" لإثارة مخاوف مستقبلية حول مزيج من الديمقراطية والزلازل. وبهذا المعنى، فإنهم يحاولون التقليل من شأن قدرة الدولة والديمقراطية.

وبوصفها الرئيس أردوغان بأنه "الكارثة الحقيقية الوحيدة"، تحاول المعارضة إسقاط "الخوف" من الزلازل وتحويله نحو الخوف من الحكومة. لكن الأخيرة لم ترد حتى الآن على تلك الاتهامات. وبدلاً من ذلك، يشرف الرئيس أردوغان شخصياً على تعافي وإعادة بناء المدن التي ضربها الزلزال. وقام الرئيس يوم الإثنين بزيارة ولاية أديامان حيث تسببت الكارثة في دمار شديد، وقال: "لسوء الحظ، لم نتمكن من أداء الأنشطة هنا بفعالية كما أردنا بسبب التأثير المدمر للزلزال والطقس العاصف وتحدي المباني المتضررة".

وأكمل في بيانه تعهد الحكومة السابق بإعادة بناء منازل الجميع في غضون عام واحد. وهذا يشير بوضوح إلى أن أردوغان هو الأفضل لإعادة بناء منطقة الزلزال المتضررة وإعداد تركيا للكوارث المستقبلية من خلال مداواة جروح الناجين.

المعارضة تغذي المخاوف المستقبلية

تستند المعارضة إلى صدمة الدمار الهائل الذي تسببت فيه زلازل 6 فبراير/شباط، لتغذية المخاوف بشأن المستقبل والتي تستمر في تصعيد التوترات السياسية. وسيبدأ الطرفان في حملته الانتخابية بقوة أكبر بمجرد تحديد موعد الانتخابات رسمياً ومصادقة طاولة الستة على مرشح واحد. حيث ستكون مفاجأة كبيرة لقليجدار أوغلو ألا يخوض الانتخابات الرئاسية، مع أن أحداً لا يتوقع أن يخفف زعيم المعارضة الرئيسي نبرته إذا ما تلقى تأييد الكتلة المعارضة أيضاً.

فهل يمكن لقليجدار أوغلو الذي كان شديد الهجوم، أن يغير نبرته بين عشية وضحاها؟

نحن نعلم بالفعل أنه لا يهتم بتناقض أقواله ولا أفعاله، إلا أن الشعب التركي سيتذكر دائماً النوع المدمر من المعارضة والتهديدات التي اتبعها قليجدار أوغلو، كما أن أكشينار والأحزاب اليمينية الأخرى أظهروا أنهم لا يتحلون بما يلزم لاحتواء انتقام حزب الشعب الجمهوري أيضاً. وهذا هو السبب في أنه من غير المرجح أن يلهم قليجدار أوغلو الأمل بين الناخبين الأتراك.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.