جبهات عدة تتحرك لإيقاف تركيا

اسطنبول
نشر في 02.03.2018 00:00
آخر تحديث في 03.03.2018 12:54

خلافا للمطالبات من بعض الجهات المشبوهة، فإن السبب الرئيسي لوجود تركيا في سوريا هو تطهير حدودها من العناصر الإرهابية.

لطالما أكدنا أن سوريا تمر بمرحلة جديدة من صراعها، بحيث إن الأزمة السورية تتطور لتصبح مشكلة هيكلية يشارك فيها اللاعبون العالميون والإقليميون بشكل مباشر.

وتتحرك الولايات المتحدة وروسيا وتركيا وإيران فى هذا المجال. إضافة إلى ذلك، تسعى إسرائيل إلى دخول سوريا بحجة أنها تشعر بالقلق لأن إيران وحزب الله يحاولان التمركز وبسط السيطرة في المنطقة المحاذية لمرتفعات الجولان.

لقد تورطت تركيا في الحرب السورية أكثر من أي وقت مضى. والواقع أن تدخل تركيا في الحرب لم يكن أبدا بشكل مباشر كما الآن. كما لم تحاول تركيا إدارة الحرب باستخدام وكلاء تابعين لها مباشرة، على عكس ما فعلته إيران. لقد دعمت تركيا أساساً قوى المعارضة السورية المحلية المعتدلة بقوة ناعمة. كما حاولت المساهمة في تسوية الحرب السورية بالوسائل الدبلوماسية على الساحة الدولية. وبذلت جهودا كبيرة لتضميد الجروح الناجمة عن الحرب السورية، وفتحت أبوابها لـ 3.5 ملايين لاجئ سوري، وتوفير أماكن آمنة لهم.

وكانت عملية درع الفرات التركية نقطة تحول في الحرب السورية. ولأول مرة، أظهرت تركيا وجودا في سوريا من خلال الإدارة المباشرة لمجموعات المعارضة المعتدلة في الميدان وممارسة عناصر القوة الصلبة.

وكان السبب الرئيسي لوجود تركيا في سوريا هو تطهير حدودها من العناصر الإرهابية. حيث باشرت عملية التطهير من خلال استهداف تنظيم "داعش" الإرهابي، وقامت باقتلاعه من الحدود التركية في عملية ناجحة. وبدأت المرحلة الثانية قبل 35 يوما من خلال عملية "غصن الزيتون". هذه المرة الهدف هو إزالة وجود قوات تنظيم "ب ي د/بي كا كا" الإرهابي، لأنه يشكل تهديدا على البلاد.

وتستمر العملية بسرعة كبيرة حتى الآن ما لم يحدث طارئ يغير المجريات، وسيتم تطهير الحدود التركية مع عفرين بشكل كامل من عناصر تنظيم "ب ي د/بي كا كا" في غضون أيام قليلة. وستواصل القوات المسلحة التركية والجيش السوري الحر التحرك نحو مركز مدينة عفرين.

ولهذا السبب على وجه التحديد، بُذلت وتُبذل جهود كبيرة لإحباط وردع تركيا، والسعي إلى إيقاف تقدمها عن طريق تفعيل كل من العناصر القوية في سوريا وآليات الدعاية الدولية. وبينما تقوم الولايات المتحدة بتسليح عناصر تنظيم "ب ي د" الإرهابي، وتحاول المليشيات المدعومة من إيران دعم عفرين ورفع ملصقات لبشار الأسد وعبد الله أوجلان يلوحان معا في المدينة. في الوقت ذاته، استمرت وسائل الإعلام الغربية الرائدة بالدعاية لمدة أسبوع تقريبا، قائلة إن الأسد وتنظيم "ب ي د" الإرهابي، قد توصلا إلى اتفاق يقضي بطرد تركيا من سوريا. ومع ذلك، فإن ما قاله نوري محمود، وهو أحد مقاتلي تنظيم "ب ي د" الإرهابي، لرويترز "تم استقدام قوات موالية للنظام السوري إلى عفرين، ولكن ليس باستطاعة هذه القوات وقف العملية التركية".

وكما قلت من قبل، كل هذا يجري لإعاقة تركيا. والهدف من ذلك هو ضمان انسحاب تركيا في مواجهة هذه الصورة نصف الحقيقية ونصف الخيالية. وتحقيقا لهذه الغاية، فهم بحاجة إلى التقليل من تصميم صانعي القرار العام والسياسي في تركيا وكسر عزيمتهم.

وبالفعل، طالبت بعض وسائل الإعلام تركيا منذ يومين بأن لا تتحرك نحو عفرين.

طبعاً، نعلم جميعا كيف يرى حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي في تركيا والداعم الرئيسي للحزب الديمقراطي الشعبي هذا الأمر، ومع ذلك، ما يهم هو ما يؤمن به من يحكم تركيا وغالبية الجمهور.

ولا يمكن لهذا التلاعب أن يثني الرئيس رجب طيب أردوغان ولا الشعب الذي يدعمه.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.