ما هي تحفظات تركيا حول انضمام السويد لحلف الناتو؟

إسطنبول
نشر في 20.05.2022 12:31


"إن دعم السويد لتنظيم بي كا كا الإرهابي وذراعه السوري ي ب ك وجماعة غولن الإرهابية، هو ما يجعل تركيا على حق في اعتراضها على عملية الانضمام إلى الناتو"، يتم تصوير تركيا في التحليلات الأجنبية ووسائل الإعلام الغربية كما لو أنها دولة تعترض فجأة، ولا يتجاوز عدد الجمل التي توردها تلك الوسائل لتفسير أسباب الاعتراضات التركية واحدة أو اثنتين.

فما سبب تحفظات تركيا على انضمام السويد وفنلندا إلى الناتو؟

أود أن أشرح في هذا المقال بالتفصيل الاعتراضات التي ذكرها الرئيس رجب طيب أردوغان في تصريحاته، وفي نهاية المقال، أود أن يسأل القراء أنفسهم فيما إذا كانوا يرغبون في رؤية دولة قامت بإيواء وحماية أعضاء منظمة إرهابية مسؤولة عن محاولة انقلاب أسفرت عن مقتل 252 من مواطنيهم في ليلة واحدة، وتنظيم انفصالي أغرق بلادهم في الدماء لعقود من الزمن داخل قواعدهم الأمنية في حلف الناتو؟

من المعروف أن السويد هي ملاذ آمن لتنظيم بي كا كا الإرهابي وفرعه السوري ي ب ك وجماعة غولن الإرهابية، وأنها تدعم بعض المنظمات القريبة من الجماعات الإرهابية ذاتها. بالإضافة إلى ذلك، دعت السويد الاتحاد الأوروبي إلى فرض حظر أسلحة على تركيا خلال عملية نبع السلام ضد ي ب ك الدموي وأوقفت الصادرات العسكرية. ولم يقتصر الأمر على ذلك فحسب، بل التقى وزير الدفاع السويدي بيتر هوتكفيست مع زعيم ي ب ك فرحات عبدي شاهين عبر مؤتمر بالفيديو، وقال له:"بصفتنا نمثل دولة السويد، نحن على استعداد للتعاون معكم ومساعدتكم لفترة طويلة".

ولن يكون من المبالغة القول إن السويد ترحب بأعضاء منظمة غولن الإرهابية بعد أن قال كارل بيكسيليوس، نائب المدير القانوني في مصلحة الهجرة السويدية "إننا نقبل اللجوء من أولئك الذين هم أكثر عرضة لخطر الذهاب إلى السجن". ومن المعروف أن بعض أكثر أعضاء منظمة غولن الإرهابية شهرة يعيشون في السويد، وذلك بسبب أن السلطات السويدية تحمي أولئك المعرضين لخطر كبير بالسجن.

كذلك منحت السويد تصاريح عمل وإقامة لما يقرب من 2000 عضو في منظمة غولن الإرهابية بما في ذلك 253 عضواً عام 2015، و 738 آخرين عام 2016 و 872 عام 2017 بعد الانقلاب. وبينما يصعب على المواطنين الأتراك العاديين الحصول حتى على تأشيرات سياحية من السويد يصبح من الواضح سبب غضب الناس من هذا البلد الذي قبل الآلاف من أعضاء منظمة غولن الإرهابية وعائلاتهم بأذرع مفتوحة.

وهذه نظرة على تاريخ وحاضر تنظيم بي كا كا في السويد

تعقد وزيرة الخارجية السويدية آن ليندي، التي كانت على طاولة المفاوضات عدة مرات مع ي ب ك الإرهابي اجتماعات منتظمة مع إلهام أحمد، إحدى قادة ي ب ك/بي كا كا. ومن المعروف أيضاً أن تنظيم بي كا كا افتتح مكتباً في العاصمة السويدية ستوكهولم في أبريل/نيسان 2016. وهناك أكثر من 20 جمعية ومنظمة غير حكومية تابعة للتنظيم المشؤوم في البلاد فضلاً عن قنوات إعلامية وتلفزيونية تبث من داخل السويد مثل تلفزيون آريان وتلفزيون نيروز الذي تلقى تمويلاً بقيمة 1.53 مليون دولار من السويد عام 2009 وتلفزيون روناهي. كما حولت السويد التي تمول الإرهاب، 210 مليون دولار من الدعم لتنظيم ي ب ك حتى الآن! ومن المقرر أن يتم عام 2023، تقديم 376 مليون دولار لدعم التنظيم الإرهابي.

وفي كل عام يجمع ما يسمى بـ "الهلال الأحمر الكردستاني" العامل في البلاد ما يقرب من 31.4 مليون دولار على شكل "تبرعات". وبالمثل، يحق للتنظيم الدموي الاحتجاج بحرية والتظاهر في السويد متى شاء.ويمكن أن نتفهم مدى أحقية الرئيس رجب طيب أردوغان بعد تأمل كل هذه الأمور معاً، عندما قال إن المسؤولين السويديين "يجب ألا يتعبوا أنفسهم" في محاولة إقناع تركيا.

والسؤال الذي يطرح نفسه مجدداً بعد كشف هذه المعلومات، هل ترغب في رؤية دولة قامت بإيواء وحماية أعضاء منظمة إرهابية مسؤولة عن محاولة انقلاب أسفرت عن مقتل 252 من مواطنيك في ليلة واحدة وتنظيم انفصالي أغرق بلادك في الدماء لعقود من الزمن داخل قواعدك الأمنية في حلف الناتو؟من الواضح أن الجواب هو لا، إذا لم يتم اتخاذ أي إجراء بشأن هذه القضايا!

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.