بعد مصافحته للرئيس السيسي.. هل يلتقي أردوغان بالأسد؟

إسطنبول
نشر في 23.11.2022 16:36
آخر تحديث في 23.11.2022 18:14

وصلت عملية المصالحة بين تركيا وجيرانها الإقليميين إلى مستوى جديد مع محاولة أنقرة والقاهرة إصلاح العلاقات. في الوقت نفسه، ثمة موضوع أكثر سخونة يشغل النقاد أيضًا: هل يمكن لأردوغان أن يقابل رئيس النظام السوري؟

بينما كان عشاق كرة القدم يراقبون عن كثب افتتاح كأس العالم 2022 المذهل على استاد البيت في الخور في قطر، نشر الإعلام صورة الرئيس رجب طيب أردوغان وهو يصافح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش حفل الافتتاح.

وسرعان ما ألقت الصورة المفاجئة بظلالها على حفل افتتاح المونديال في عيون "محبي الدبلوماسية والعلاقات الدولية". فقد كانت المصافحة مفاجأة لأن أنقرة والقاهرة على خلاف منذ تولى القائد العسكري السيسي السلطة في البلاد بعد الإطاحة بأول رئيس منتخب ديمقراطياً في مصر، الراحل محمد مرسي. ومع ذلك، فقد أعيد فتح القنوات الدبلوماسية مؤخرًا وعقدت الاجتماعات من خلال دبلوماسية الباب الخلفي على مستويات دنيا.

وقد جاءت المصافحة، أو لنقل محاولة أنقرة إعادة العلاقات مع القاهرة، بعد سلسلة من التحركات التي اتخذتها الحكومة التركية للتقارب مع عدد من الدول الإقليمية، وتحديداً مع الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل والمملكة العربية السعودية، فضلاً عن أرمينيا. من المؤكد أن العلاقات الإقليمية وجهود التطبيع يسهلها انسحاب الولايات المتحدة من المنطقة ووضع الرئيس الأمريكي جو بايدن ملف الشرق الأوسط جانبًا -في الوقت الحالي- فيما تبدو الرهانات في المحيط الهادئ أكثر إثارة للاهتمام في الوقت الحالي لواشنطن. بالإضافة إلى أن القوة الإقليمية الصاعدة لتركيا أصبحت الآن مفهومة ومقبولة من الجهات الفاعلة الأخرى التي تفتقر الآن إلى الدعم الصارم من البيت الأبيض. لكننا لن نناقش هذا الأمر في مقالتنا هذه.

هل يلتقي أردوغان بالأسد؟

وصلت المصالحة مع الجهات الإقليمية إلى مستوى جديد مع محاولة أنقرة والقاهرة إصلاح العلاقات. في الوقت نفسه، وإن لم تكن ناضجة مثل "صورة المصافحة"، هناك موضوع أكثر سخونة يشغل النقاد أيضًا: هل سيقابل أردوغان رئيس النظام السوري؟

وحول عملية التطبيع الجارية مع مصر والتطبيع الدبلوماسي المحتمل بين تركيا ونظام بشار الأسد في سوريا، قال أردوغان إن تركيا يمكنها إعادة النظر في علاقاتها مع الدول التي تواجه مشاكل معها: "لا يوجد استياء أبدي أو خصومة دائمة في السياسة. عندما يحين الوقت، تجلس وتقيّمها، ويمكنك أن تقوم بالتجديد وفقًا لذلك. في الوقت الحالي، مثل تركيا، يمكننا إعادة النظر في العلاقات مع البلدان التي نواجه معها بعض الصعوبات. خاصة بعد الانتخابات المقبلة في يونيو/ حزيران 2023، يمكننا القيام بذلك مرة أخرى. وبناءً عليه، آمل أن نتمكن من الاستمرار في طريقنا".

وسبق لأردوغان أن قال إنه قد يجتمع مع الأسد عندما يحين الوقت المناسب، مما يعزز الخطوات المبدئية الأخيرة لاستعادة العلاقات بين الجارتين.

ما فعله الأسد بشعبه منذ اندلاع الثورة السورية، وعدد القتلى والنازحين، والدمار الذي حدث في البلاد خلال العقد الماضي، لا يحتاج إلى شرح مطول هنا. إذا كان هناك أمر ثابت، فهو أن تركيا قد عانت أكثر من غيرها اقتصاديًا وسياسيًا واجتماعيًا نظرًا لحقيقة أنها تستضيف حوالي 5 ملايين لاجئ داخل حدودها، ناهيك عن الجانب الأمني على طول حدودها مع سوريا ودولة أخرى فاشلة، هي العراق.

أما بالنسبة لكبار اللاعبين في السياسة العالمية، "تظل المصالح الدائمة ثابتة، بينما يمكن للأصدقاء والأعداء أن يتغيروا". بعبارة أخرى، يمكن التذرع بالبراغماتية في بعض الأحيان عندما تكون المصالح على المحك. ومع ذلك، لا ينبغي ترجمة هذا على أن الدول لا تملك مواقف مبدئية عندما يتعلق الأمر بالدبلوماسية أو السياسة الخارجية.

فهل يلتقي أردوغان بالأسد؟ حسنًا، بالتأكيد يمكنهم الالتقاء، لكن لماذا عليهم أن يلتقوا؟ ربما تكون بعض الأسباب قد نضجت لدى الدولتين لتأسيس نوع من الاتصال كبداية لفتح قنوات جديدة للتواصل.

وحدة أراضي سوريا

بادئ ذي بدء، وحدة أراضي سوريا كانت ولا تزال بالنسبة لأنقرة أساسية وغير قابلة للتفاوض في أي محادثات شاركت فيها. فإذا كانت المادة نفسها ثابتة بالنسبة لنظام الأسد وداعمته روسيا، فلا بد عندها من القضاء على أي كيان داخل سوريا يستهدف وحدة أراضيها وهو في الوقت نفسه يشكل تهديدًا لأمن تركيا. بعبارة أخرى، يمكن أن يكون الاتفاق على القضاء على الفرع السوري لتنظيم بي كي كي/واي بي جي الإرهابي، التي تشكل تهديدًا لوحدة أراضي سوريا وتظل أحد المصادر الرئيسية لعدم الاستقرار في المنطقة، نقطة انطلاق للتقارب.

ويمكن لموافقة دمشق على القضاء على واي بي جي، بمساندة من موسكو الداعم الرئيسي للأسد، أن تسهل المحادثات وعملية المصالحة مع أنقرة. ولا يبدو أن روسيا لديها شهية لإطالة أمد الحرب السورية بعد تحويل تركيزها العسكري من سوريا إلى أوكرانيا.

في حال بدأت عملية المحادثات بين أنقرة ودمشق وفي حال حققت نتائج ملموسة، عندها فقط يمكن مناقشة ملفات أخرى مثل العودة الآمنة للسوريين إلى سوريا وإعادة إعمار سوريا والقضاء على الجماعات المتطرفة الأخرى في إدلب، والتفاوض على ذلك.

علاوة عليه، هناك أيضًا قضية القوات الأمريكية في سوريا، التي لا ترحب بها موسكو، وما هو موقف إيران في حال طبعت أنقرة علاقاتها مع الأسد. ومع ذلك، يجب التأكيد على أنه إذا تم الترويج لاجتماع أنقرة مع الأسد من قبل مؤيديه، فإن القضاء على تنظيم واي بي جي ككيان يشكل تهديدًا لأمن تركيا ويستهدف المواطنين الأتراك يجب أن يكون الموضوع الأول على جدول الأعمال قبل أي موضوع آخر.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.