المعارضة التركية والغرب سيسقطان معاً في 14 مايو/أيار

إسطنبول
نشر في 12.05.2023 11:19

ستُمنى المعارضة التركية والغرب في الانتخابات المقبلة بهزيمة مدوية مرة أخرى وسينتصر الناخبون الأتراك الذين تم التقليل من شأن رغباتهم والاستهانة بها، في صناديق الاقتراع.

قامت مجلة الايكومونيست بتزيين خلفية حسابها على تويتر بسلسلة من الشعارات اسمحول لي أن أشاركم أحدها، وأترك الباقي لخيال القراء: "أردوغان يجب أن يرحل!"

وأود هنا أن أؤكد أنني لا أشير إلى الانتقادات المعتادة للرئيس رجب طيب أردوغان. فهذه هي سياسة المجلة وتمثل موقف القائمين عليها.

وليست الإيكونوميست الوحيدة في هذا الموقف، بل نجد في كل مطبوعة عالمية من فرنسا إلى ألمانيا، أن الأجندة الوحيدة لهم هي انتخابات 14 مايو/أيار وكراهيتهم للرئيس أردوغان. إذن ما هو سبب هذه الاهتمامات الخاصة؟ ولماذا لا تتردد الصحف والمجلات التي تم تسويقها على أنها "محترمة" في الدوس على المبادئ الصحفية؟ ولماذا هذا الاندفاع لتحويل إرادة شعب بلد بعيد عنهم عبر صناديق الاقتراع، إلى مادة كراهية؟

الواقع أن تركيا هي دولة قانون مدمجة في الإطار القانوني للمجتمع الدولي بكل مؤسساتها ومنظماتها. وأردوغان هو زعيم وصل إلى السلطة من خلال انتخابات عامة وحرة يراقبها العالم بأسره.

وفي الانتخابات السابقة عام 2018، حقق أردوغان تقدماً بفارق 20 نقطة على أقرب منافسيه محرم إنجة. وهو حالياً يتقدم في استطلاعات الرأي مرة أخرى، ولا يوجد نقاش حول هذا الأمر حتى في أكثر شرائح المعارضة تطرفاً في تركيا.

أردوغان يقف بمعزل عن أوروبا

لم يصل أردوغان إلى السلطة مثل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الذي شجع شرطته إلى حد قطع أيدي المتظاهرين في الشوارع وحصل على أصوات أكثر من مجموع قادة الائتلاف الحاكم في ألمانيا. إنه ليس مثل الملك تشارلز الثالث، الذي أقيم حفل تتويجه في كنيسة وستمنستر آبي في لندن خلال عطلة نهاية الأسبوع. وقبل أن تقول لي "إنها مجرد رمزية"، دعني أقول إنني أتذكر بوضوح كيف أغلقت الملكة إليزابيث الثانية البرلمان البريطاني.

باختصار، أردوغان هو آخر زعيم يمكن التشكيك حول شرعيته في إطار الديمقراطية الغربية. فهل تشعر النخب الثرية في الولايات المتحدة أو العواصم الأوروبية أو لندن بالقلق من أن أردوغان ليس ليبرالياً بما فيه الكفاية؟ هل يحثون الناخبين الأتراك على التصويت لتحالف المعارضة المناهض لأردوغان الذي يفترض أن يحمل لهم حرية أكثر؟

بالطبع لا. لأنهم لو كانوا مهتمين حقاً بالقليل من الحريات، لسلطوا الضوء على إسبانيا حيث تم حظر الأحزاب، بدلاً من تركيا حيث يمكن لحزب الشعوب الديمقراطي الانفصالي ويمثل الجناح السياسي لتنظيم بي كي كي الإرهابي المسؤول عن مقتل ما يقرب من 40.000 شخص، أن يشارك في الانتخابات.

كما بمقدورهم التعبير عن قلقهم تجاه جوليان أسانج، الذي تلاحقه حكومة الولايات المتحدة بلا هوادة بسبب نقل الحقيقة باسم حرية الصحافة.

"أهم انتخابات"

يعرف أي مواطن عالمي عاقل أن احتمال إعادة انتخاب أردوغان بدعم شعبي قوي، هو كابوس لهذه الأقلية المتميزة التي تُفقِر العالم من خلال مؤسساتها الخاصة. إنهم يعرفون أن أردوغان سيستمر في تعطيل آلياتهم الراسخة لاستغلال الأنظمة غير المستقرة في "العالم الثالث". وسيتم تقليص المضاربة والتلاعب، وسيتوقف قطار السرقة والنهب للشعوب. لهذا السبب يطلقون على 14 مايو/أيار "الانتخابات الأهم لعام 2023". ومن أوروبا إلى الولايات المتحدة، يقولون إنهم سيحتفلون بهزيمة أردوغان بفرقعة زجاجات الشمبانيا.

ومع ذلك، فإن هذه النخب الثرية الغافلة والجاهلة الذين لا يرون أن عصرهم قد انتهى، لا يدركون أنه من خلال المطالبة بأصوات لتحالف المعارضة المعروفة أيضاً باسم "طاولة الستة"، هم في الواقع يعملون لصالح أردوغان وليس لصالح تركيا الحقيقية.

لقد اعتمدوا على فاعلين إعلاميين متواضعين لم يتمكنوا من هزيمة أردوغان في صناديق الاقتراع لمدة 21 عاماً، ويحصلون على معلومات حول تركيا من خلال وسائل الإعلام التابعة للمعارضة ولا تتمتع بالكفاءة.

وما من شك أنهم في هذه الانتخابات سيهزمون جميعاً مرة أخرى. وسوف يدفن الناخبون الأتراك من قام بالتقليل من إرادتهم واحترامهم، في صناديق الاقتراع. فلننتظر ولنترقب المقال التالي بعد الانتخابات.

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.