تحت شعار "أتراك وأكراد الفرد للكل والكل للفرد".. تأسيس جمعية الديمقراطية

إسطنبول
نشر في 15.06.2022 12:53
آخر تحديث في 15.06.2022 13:55

اولت بعض الجهات على مدى عقود إظهار مشكلة الإرهاب في تركيا على أنها "مشكلة كردية". ومن هؤلاء من خلط بين دعم الشعب الكردي ودعم منظمة بي كي كي الإرهابية الملطخة بالدماء، بل منهم من قام بأسوأ من ذلك وسعى إلى تمثيل الإرهابيين الخونة في البرلمان.

ign: justify;">

ومع مرور الوقت بدأت حقيقة من يتظاهرون بأنهم أبطال الشعب الكردي ومخلصوه، تتسرب وتظهر نواياهم الحقيقية أمام الملأ، ولكن بلا فائدة تذكر لأنهم أخون وأوقح من أن يتراجعوا عن أفعالهم الإجرامية، بل لا زالوا يواصلون دعم الإرهاب بلا خجل.

العام الماضي، ذهبت في رحلة لإثبات الحقيقة وتوصيفها، ومكثت مع أمهات ديار بكر لأسابيع أتيحت لي خلالها الفرصة لإجراء محادثات طويلة مع العائلات المكلومة التي خدع تنظيم بي كي كي أبناءها واختطفهم، ودوّنت كل ما قالوه لي حرفياً في كتابي "صوت أمي".

ورأيت خلال تلك الأيام بوضوح أن الشعب الكردي لم يقف يوماً إلى جانب تنظيم بي كي كي الدموي ولا المتعاطفين معه. لكن هناك من يريد إخفاء هذه الحقيقة بقوة وخلق تصور معاكس، كما يوجد بالطبع من يريدون إظهار الحقيقة وإعلانها لملايين الأشخاص، ولذلك وضعت جمعية "الديمقراطية والوحدة" هذا الهدف بالتحديد نصب أعينها وجعلته المحور الرئيسي لتأسيسها.

وقد أُعلن الأسبوع الماضي في ديار بكر التركية عن تأسيس جمعية "الديمقراطية والوحدة" التي يرأسها النائب السابق عن حزب العدالة والتنمية البرلماني محمد متينار الذي تحدث في حفل الافتتاح مُبتدأً كلمته بجمل باللغتين التركية والكردية، ناقلاً رسالة وحدة مذهلة وذات مغزى كبير قائلاً:

"نحن أتراك وأكراد. وهذه الأمة ملكنا جميعاً. فالفرد منا يمثل الجميع وكلنا من أجل فرد منا. إن الشعور بالانتماء والولاء لهذا البلد يمكن أن يتجذر فقط من هذا الفهم ويتمحور حوله. وكل ما عدا ذلك جحود واجتثاث جذور. نحن جميعاً ملاك هذه الأرض المشتركة، ولا أحد لديه ميزة ولا امتيازات على الآخر. والتركي الذي لا يعترف بالكردي كواحد من أبناء شعبه ليس تركياً وكذلك الكردي الذي لا يعترف بالتركي كواحد منهم، ليس كردياً. ووطننا الأم ملكنا جميعاً".

والحقيقة أن هذا بالضبط ما يجب أن يقوله كل من يحب وطنه وأمته، ويصرخ على من يدعي عكس ذلك ويمارس التمييز: "هذا الوطن ملك لنا جميعاً"، وعندها فقط ستحقن الدماء وستحيا روح الوحدة.

ماذا يعني شعار "الحرية للجميع"؟

نظراً لحساسيتي تجاه هذا الموضوع بالإضافة إلى بحثي وكتابتي، فقد تم إشراكي في إنشاء جمعية "الديمقراطية والوحدة" التي تعارض بشكل غير مشروط الانفصالية السياسية والعرقية. وتم انتخابي لمنصب نائب الرئيس بتفويض من رئيس الجمعية متينار، ووجه إلي سؤال "ما هو بالضبط سبب وجود هذه الجمعية" أكثر من مرة، وأنا أجيب الجميع بأن السبب موجود داخل اسم الجمعية التي ستحاول تعميق الديمقراطية. وبعبارة أخرى، يستند فهم الديمقراطية إلى فهم مبدئي لا يحتمل أية استثناءات، فهي تسعى إلى ديمقراطية غير مشروطة لكل من يعيش في هذا البلد، بغض النظر عن الدين أو اللغة أو العرق أو المذهب أو نمط الحياة. وباختصار، تؤمن الجمعية بأن "الحرية للجميع".

كما أن الجمعية التي تعارض جميع أشكال الإرهاب، تقوم على الحوار الديمقراطي القائل بأن المشاكل لا يمكن حلها إلا من خلال القنوات السياسية والمحادثات الديمقراطية. وهي تلتزم بعدم إضفاء الشرعية على الإرهاب والعنف، وتعارض سياسة الإرهاب تماما بل تعتبر السياسة القائمة على الإرهاب والسلاح غير شرعية.

والسؤال الأهم هنا هو هل يمكن أن تقوم سياسة تستمد قوتها من السلاح أو تعتمد عليه؟

ألا يتوقع من يتمتع بأدنى قدرة على التمييز بين الصواب والخطأ أن هذا سيضر بأكراد تركيا ويجعل الجميع ينظرون إليهم بإجحاف؟

بالطبع هم يعرفون هذا جيداً لكن الوضع يتغير عندما تدخل المصالح الشخصية، ويتم تقديم الأخطاء والجرائم كحقائق على أطباق ذهبية لأكراد تركيا. ولهذا السبب تعارض جمعية "الديمقراطية والوحدة" هذا الانتهاك الخطير بتصنيف الأكراد على أساس انتمائهم لتنظيم واي بي جي/بي كي كي، وتسعى إلى توضيح أن هذه التنظيمات الإرهابية بما فيها حزب الشعوب الديمقراطي ليست ممثلةً لأكراد تركيا.

أهداف الجمعية مع الشباب:

أعدت الجمعية التي تهدف إلى الوقوف بجانب المضطهدين والمظلومين عدداً من المشاريع المختلفة للشباب، وسيتم في المرحلة الأولى بناء مهاجع للطلاب الأكراد المتفوقين، وتقديم منح دراسية لضمان حصول هؤلاء الطلاب على التعليم في ظل ظروف أفضل، وبذلك لن تنتظر العائلات عودة أبنائها من الجبال، لكنها ستنتظر بسعادة أنباء نجاحهم وتقدمهم في مدارسهم.

وهذا هدفنا وغاية أملنا ونرجو أن ننجح ونوفق في تحقيقه.

بقلم: TÜLAY DEMIR

تنبيه قانوني: تنبيه قانوني: جميع حقوق النشر والاستخدام للأخبار والمقالات المنشورة ملك مؤسسة "تركواز ميديا جروب" Turkuvaz Medya Grubu'. ولا يجوز اقتباس أي مقال أو خبر بالكامل حتى مع ذكر المصدر دون الحصول على إذن خاص.
يجوز اقتباس جزء من أي مقال أو خبر بشرط وضع رابط مباشر للمقال أو الخبر المقتبس.. من فضلك اضغط هنا لقراءة التفاصيل اضغط.