تفاؤل بتسارع زيادة الاستثمارات بين تركيا والسعودية

محمد الحسين
إسطنبول
نشر في 03.01.2023 13:23
آخر تحديث في 05.01.2023 13:13
ندوات تعريفية بفرص الاستثمار في تركيا والسعودية عقدت ضمن فعاليات منتدى الأعمال والاستثمار التركي السعودي في إسطنبول 22 ديسمبر/ كانون الأول 2022 ديلي صباح ندوات تعريفية بفرص الاستثمار في تركيا والسعودية عقدت ضمن فعاليات منتدى الأعمال والاستثمار التركي السعودي في إسطنبول 22 ديسمبر/ كانون الأول 2022 (ديلي صباح)

تزيد الجهود المشتركة بين تركيا والسعودية التفاؤل بزيادة حجم التبادل التجاري والاستثمارات بين البلدين، حيث يعمل البلدان على إصلاح العلاقات بينهما بعد سنوات من التوتر.

وتوجت هذه الجهود مؤخراً بعقد منتدى الأعمال والاستثمار التركي السعودي في مدينة إسطنبول، يومي 21 و22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي بمشاركة كبار المسؤولين ورجال الأعمال والمستثمرين الأتراك والسعوديين.

المنتدى طرح فرص الاستثمار في كلا البلدين، في وقت ارتفع فيه حجم التبادل التجاري بينهما من 3.7 مليار دولارعام 2021 إلى 4.3 مليار دولار العام الجاري، واضعاً هدفاً مرحلياً لزيادته إلى 10 مليارات دولار، وهدفاً أكبر للوصول إلى 30 مليار دولار في العام 2030.

وزير الخزانة والمالية التركي نور الدين نباتي، صرح بعد انتهاء المنتدى وعقب لقائه وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح، بأن أنقرة والسعودية ستواصلان العمل والتعاون لضمان أكبر استفادة لرجال أعمال البلدين من الفرص الاستثمارية التي توفرها الدولتين.

كما أن المنتدى، الذي سيعقد نسخة ثانية منه في الرياض في مارس/ آذار القادم، وفق تصريحات مسؤولي البلدين، يسعى لأن يتبوأ القطاع التركي الخاص دوراً رئيسياً في المشاريع الضخمة التي ستطرحها السعودية في نطاق رؤيتها لعام 2030.

تكامل وفرص واعدة

وفي هذا الإطار قال المستثمر ورجل الأعمال السعودي عامر العجمي، النائب التنفيذي لرئيس شركة الفنار العالمية وأحد المشاركين بالمنتدى: " نبحث عن شركاء معنا في الأسواق السعودية والفرض كبيرة جداً، ونحن بحاجة إلى أشقائنا الأتراك لكي يضعوا يدهم بيدنا ويساعدوننا وأن يكونوا معنا ويسهموا بدور أساسي ومهم في النهضة الضخمة الموجودة حالياً في السعودية لتحقيق رؤية 2030".

وتواصل السعودية تنفيذ رؤية 2030 القائمة على تعزيز الاقتصاد غير النفطي عبر تعزيز قطاعات السياحة والعقارات والتجارة والخدمات اللوجستية وبناء مدن ومرافق جديدة، وكلها تتطلب مشاريع ضخمة وتعاون كبير للقيام بها.

وأضاف العجمي، في تصريح خاص لـ "ديلي صباح": "وأيضاً نحن موجودين في السوق التركي ونبحث عن فرص في مجال الطاقة المتجددة ونستثمر في الأسواق التركية منذ أكثر من 10 سنوات، وشركتنا تحقق أرباح سنوية تقدر بنحو 25 مليون دولار".

وأشاد العجمي بالسوق التركية، قائلاً إنه "ضخم جداً فيه المزودين التقنيين والمقاولين"، ومضيفاً:" العلاقة السعودية التركية علاقة أزلية موجودة منذ القدم وموجودة لتبقى، لنتواصل ونتكامل ونكمل بعضنا أكثر كما قالوا قاداتنا".

بدوره، قال خالد حسين الجحدلي، رئيس شركة الهيثم للتعدين، إن "المنتدى فعال جداً وحضوره كبير، والعلاقات السعودية التركية ممتازة، وناقشنا مع رجال الأعمال والمستثمرين الأتراك، فرص الاستثمار سواء داخل تركيا أو داخل السعودية، ووقعنا عدة اتفاقيات مع الجانب التركي، بما يخص التعدين والطيران، والحمدلله المجال واعد بين البلدين والمستقبل واعد لتحقيق رؤية مملكتنا 2030".

وأضاف الجحدلي، في تصريح خاص لـ "ديلي صباح": "تركيا لها باع كبير في مجال التعدين وتوجد فيها خامات كثيرة، وتتميز في هذا المجال بالتقنيات العالية جداً من الاستخراج ونوعية الخامات، إضافة إلى مجالي الطاقة والطيران ومجالات عدة تمت النقاشات حولها، لنرى ما يمكن الاستفادة منه من خبرة تركيا في هذه المجالات، ونتمنى أن الفرص تتحقق وتتكامل بين الطرفين".

أكبر اقتصادين بالمنطقة

في السياق قال رجل الأعمال السعودي زياد البسام، رئيس مجموعة البسام، إن السعودية وتركيا هما أكبر اقتصادين في المنطقة، وهما في مجموعة العشرين، وحجم التكامل بينهما كبير جداً، خاصة مع وجود فرص استثمارية كبيرة مع اتضاح رؤية المملكة 2030".

وأضاف البسام: "لمسنا رغبة ملحة من رجال الأعمال الأتراك والمستثمرين الأتراك بالمشاركة في هذه الفرص، بالمقابل اطلع رجال الأعمال السعوديين على الفرص الموجودة في تركيا لأجل الاستثمار فيها".

وفي إجابته عن سؤال لـ "ديلي صباح" حول أبرز المجالات التي تجذبه للاستثمار في تركيا قال البسام: "رجال الأعمال والمستثمرون يبحثون بشكل رئيسي على التميز النسبي في تركيا، وكما نعلم هناك تميز في مجالات عدة فيها، سواء كان في مجال الصناعة والسياحة والقطاع الصحي وغيرها من المجالات، إضافة إلى أن المستثمر يتجه للمجالات التي لديه خبرة فيها، ويقوم بعمل الدراسات اللازمة قبل الاستثمار".

المستثمر ورجل الأعمال السعودي مطر الظفيري بدوره قال، إن "المنتدى فكرة رائعة، لزيادة الاستثمار والتعاون في قطاع الأعمال بين السعودية وتركيا، ولو نظرنا لكل دولة على حدة، نرى أن لها تطلعات يمكن أن تلبيها الدولة الأخرى، وهذا ما يسهم في تسريع التعاون بين الدولتين".

ورأى الظفيري أنه "حتى يتم ذلك يجب أن يتم وضع خطط عملية بعد المنتدى، للخطوات المستقبلية التي يجب العمل عليها وتفعيلها، كإحداث لجان في كل مجال، مثلاً لجنة لقطاع البتروكيماويات ولجنة لقطاع الطاقة المستجدة.. إلخ، ويتم توزيع بنود العمل بحيث نستطيع تسريع عجلة التكاتف بين الدولتين".

إنعاش قطاع المقاولات

في شأن متصل، فإن عودة العلاقة بين تركيا والسعودية، خاصة، وبين تركيا ودول مجلس التعاون الخليجي، عامة، أضاف دفعة إضافية لعدة قطاعات، لا سيما أبرزها قطاع العقارات في تركيا، وسط توقعات بارتفاع الطلب الخليجي على العقارات خاصة السكنية منها.

وأدى تحسّن العلاقات بين تركيا والسعودية مؤخراً إلى فتح الباب أمام المقاولين الأتراك للدخول إلى "السوق الكبير"، لا سيما وأن السعودية تهدف إلى بناء مشاريع بقيمة 3.3 ترليونات دولار خلال السنوات الـ 10 المقبلة، بحسب رئيس اتحاد المقاولين الأتراك أردال أران.

أران قال، في مقابلة مع وكالة الأناضول، إن تقارب تركيا مع بلدان الخليج العربي ساهم في إنعاش قطاع المقاولات، من خلال الفرص التي قدمها للانخراط في مشاريع جديدة، سواء في هذه البلدان أو لدى غيرها من البلدان الإسلامية.

ورأى "أران" أن اختيار رئيس اتحاد المقاولين السعوديين زكريا العبد القادر، لتولي رئاسة اتحاد مقاولي البلدان الإسلامية أيضاً، يتيح الفرصة أمام المقاولين الأتراك والسعوديين لتعزيز تعاونهما وشراكاتهما في هذا المجال.

"يعتبر المقاولون الأتراك أن زيارة الرئيس رجب طيب أردوغان إلى الرياض، وما تلاها من زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى أنقرة، فتحت صفحة جديدة في علاقات البلدين"، وفق رئيس اتحاد المقاولين الأتراك.

وكان ولي العهد السعودي محمد بن سلمان أجرى، في يونيو/ حزيران من العام الماضي 2022، زيارة رسمية إلى تركيا بعد أقل من شهرين من أول زيارة يجريها الرئيس أردوغان إلى الرياض منذ سنوات، حيث قرر البلدان عقب الزيارتين المذكورتين، فتح صفحة جديدة في علاقاتهما.