هل تعرقل عملية اغتيال "سليماني" إمدادات النفط العالمية؟

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 03.01.2020 11:57
آخر تحديث في 03.01.2020 12:09
هل تعرقل عملية اغتيال سليماني إمدادات النفط العالمية؟

فتح اغتيال الولايات المتحدة قائد "فيلق القدس" قاسم سليماني، فجر الجمعة، على طريق مطار بغداد، الباب مجددا أمام عرقلة إمدادات النفط العالمية.

وقالت وزارة الدفاع الأمريكية في بيان، الجمعة، إن الغارة استهدفت سليماني بناء على توجيهات الرئيس دونالد ترامب "إذ كان يعمل المسؤول الإيراني على تطوير خطط لمهاجمة الدبلوماسيين والموظفين الأمريكيين في العراق والمنطقة".

واتهمت واشنطن سليماني، بقيادة هجمات على أهداف سياسية واستراتيجية أمريكية وعربية في منطقة الشرق الأوسط، منها الهجمات على السفارة الأمريكية ببغداد، وهجمات على منشآت لأرامكو السعودية.

وسرعان ما تأثرت أسعار النفط الخام العالمية عقب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية اغتيال القائد الإيراني، فصعدت عقود برنت الآجلة بأكثر من 3.2 بالمئة، أعلى مستوى في ثلاثة شهور ونصف عند 69 دولارا للبرميل.

وستحافظ أسعار النفط على مستويات فوق 67 دولارا لبرميل برنت خلال الفترة المقبلة، مع بقاء التوترات قائمة في المنطقة، وسط تعدد الخيارات التي اتبعتها طهران سابقا أمام العقوبات الأمريكية.

ويعد مضيق هرمز جنوب إيران، أحد السيناريوهات التي قد تلجأ إليها طهران كإحدى أدوات الرد الاقتصادية على اغتيال سليماني، عبر تعطيل الإمدادات النفطية من دول الخليج إلى العالم.

وبلغ معدل التدفق اليومي للنفط في المضيق 21 مليون برميل يوميا في 2018، ما يعادل 21 بالمئة من استهلاك السوائل البترولية على مستوى العالم، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، مما يجعله أكبر ممر نفطي في العالم.

ومنذ مايو/ أيار الماضي، تعرضت ناقلات نفط وطائرة تجسس أمريكية للهجوم، بالقرب من المضيق، الذي يدفع تعطيل الإمدادات من خلاله إلى ارتفاع تكاليف الشحن، وصعود أسعار الطاقة العالمية.

ومرارا، هددت إيران بتعطيل شحنات النفط عبر مضيق هرمز، ما يحدث تداعيات صادمة للهند والصين وعشرات البلدان الأخرى التي تستورد النفط الخام في الشرق الأوسط بكميات كبيرة.

كذلك، يهدد اغتيال سليماني إلى احتمالية مظاهرات شيعية في العراق، وتعطيل مراكز الإنتاج أو التصدير النفطي، في البلد المصنف كثاني أكبر منتج للنفط الخام في منظمة أوبك بعد السعودية بمتوسط 4.6 ملايين برميل يوميا.

وما تزال احتمالية تعطيل، ولو مؤقتا، في إمدادات النفط العالمية عبر مضيق باب المندب غرب اليمن، قائمة، كأحد الخيارات الممكنة أمام طهران، من خلال جماعة الحوثي عبر الطائرات المسيرة.

كانت جماعة الحوثي تبنت في سبتمبر/ أيلول الماضي، هجمات على منشأتين نفطيتين سعوديتين هما "بقيق" و"خريص"، تتبعان شركة أرامكو، وتسببت بتعطيل إنتاج 5.6 ملايين برميل يوميا للمملكة.

ورأت وكالة الأنباء الدولية "بلومبيرغ" في تقرير سابق، أن خيار تعرض ناقلات النفط لهجمات طائرات مسيرة ليس مستبعدا، "لأن الطائرات المسيرة وصلت أطراف الرياض في هجمات سابقة".

وفي 2018، ظهرت توترات في مضيق باب المندب، بعد استهداف جماعة "الحوثي" ناقلتي نفط سعوديتين، ما ألحق أضرارا طفيفة بإحداهما، دون أي انسكابات للنفط الخام في البحر.

وتنتج منطقة الخليج العربي إلى جانب إيران، نحو 23 مليون برميل من النفط يوميا، تشكل نسبتها قرابة 23 بالمئة من إجمالي الطلب العالمي على الخام المقدر بنحو 100 مليون برميل يوميا.