"عيد الأوز" تقليد عمره ثلاثة قرون بمدينة قوجه إيلي التركية

وكالة الأناضول للأنباء
قوجة إيلي
نشر في 24.01.2022 12:20
جانب من الاحتفال بعيد الأوز جانب من الاحتفال بعيد الأوز

منذ ثلاثة قرون متتالية، لم ينقطع تقليد "عيد الأوز" الذي يحتفل به أهالي قرية إسلر بولاية قوجه إيلي التركية، الواقعة شمال غرب البلاد، وتحول إلى رمز لروح التعاون بين سكان المنطقة.

ولهذا التقليد الذي يكون في شهر يناير/كانون الثاني مراحل وطقوس مميزة، حيث تبدأ نساء القرية بالاستعدادات للعيد قبل أشهر بتسمين طيور الأوز وتحضير مجموعة مختلفة من مأكولات العجين، وذلك بالتزامن مع انخفاض درجات الحرارة وتساقط الثلوج.

وقبل يومين من الاحتفال بالعيد، تُذبح الأوز المسمنة وتُنظف لتحضير وجبة يطلق عليها " الرؤوس والكوارع"، حيث تُحضر بعد نقع الأوز في الماء لمدة يوم كامل، قبل طبخها في فرن القرية صباح يوم العيد.

من جانبه قال رئيس لجنة الثقافة في مجلس الإدارة المحلية بمدينة قوجه ايلي، ملك جليك أوز، إن الثقافات المحلية تعتبر التراث الأهم للمدن والتجمعات الحضرية، مشدداً على ضرورة المحافظة عليها وضمان انتقالها إلى الأجيال القادمة.

وحول أسباب ظهور هذا التقليد، أوضح جليك أوز أن سكان المنطقة كانوا يستخدمون دهون الأوز في حياتهم اليومية، ويستخرجونه بشكل جماعي في الأسبوع الثاني من يناير من كل عام، ليتحول هذا التاريخ مع الزمن إلى تقليد وعيد تراثي.

كما أوضح أن عيد الأوز يعتبر تقليدًا مهمًا، يحتفى به في قرى إسلر، و"صولاقلر"، و"دور حسن" و"حسن أوغلو" في ولاية قوجه ايلي.

وأردف: "أعتقد أن عيد الأوز تحول مع الزمن من ضرورة إلى نشاط يجسد روح التعاون والتعاضد بين أبناء المنطقة الذين يسعون للمحافظة على التقليد في الوقت الحاضر، لما يمثله هذا اليوم من إحياء لروح التعاون والعمل المشترك".

ولفت جليك أوز بأن أهالي القرى التي تحتفل بهذا العيد لا يوجهون دعوة لأحد من أجل المشاركة في الأنشطة الجماعية، ذلك لأنهم يعتبرون أن الروائح المتصاعدة من أفران القرية هي بمثابة دعوة مفتوحة للجميع من أجل المشاركة.

وأشار جليك أوز إلى أن سكان القرى التي تحتفل بهذا التقليد يقومون بحجز مجموعة من الوجبات التي يشكل لحم الأوز عنصرها الأساسي لصالح الأشخاص الذين لم يتمكنوا من المشاركة في أنشطة العيد.

وقالت السيدة سودية ساورطاش "إحدى أهالي قرية إسلر"، إنه لم يكن لديهم أجهزة تبريد في الماضي، لذلك لجأوا إلى استخلاص الدهن من الأوز والاحتفاظ به في جرار فخارية.

وذكرت ساورطاش أن جميع سكان قريتها والقرى المجاورة اعتادوا تربية الإوز، وخلال الاحتفال تتحول أفران قرى المنطقة إلى مصدر لرائحة لحم الأوز والأرز.

وأضافت أن هذا العيد يتزامن مع أكثر أيام العام برودة، وأن موائد هذه القرى تقدم للضيوف الطعام المصنوع من لحم الأوز والأرز لمدة يومين أو ثلاثة أيام متواصلة.

وأوضحت السيدة سونغول بيني، أنهم يقومون بتقطيع الأوز المسمّن، ويطهونه مع الأرز، قبل أن يتم تناوله من قبل أفراد الأسرة الذين يجتمعون على مائدة واحدة.

وقالت بيني: "يحضر جميع الأقارب لتناول الطعام في منزل واحد، حيث يسود جو احتفالي تتآلف فيه قلوب الأقارب ويلتقي آخرون بعد طول فراق".