منح نوبل الطب لعالم سويدي لإسهامه في دراسة جينات البشر في عصر ما قبل التاريخ

وكالة الأنباء الفرنسية
ستوكهولم
نشر في 03.10.2022 16:21
علم المجين الإحاثي السويدي سفانتي بابو رويترز علم المجين الإحاثي السويدي سفانتي بابو (رويترز)

منح رائد علم المجين الإحاثي السويدي سفانتي بابو جائزة نوبل للطب وعلم وظائف الأعضاء لدوره في تحديد التسلسل الكامل لمَجين الإنسان البدائي وفي تأسيس هذا الاختصاص الذي يسعى إلى معرفة خصائص الجينات البشرية في غابر الأزمنة من خلال درس الحمض النووي العائد لمتحجرات العصور القديمة.

واعتبرت اللجنة المكلفة اختيار الفائزين أن اكتشافات سفانتي بابو "أرست الأساس لاستكشاف ما يجعل البشر كائنات فريدة من نوعها، من خلال إظهار الاختلافات الجينية التي تميز جميع البشر الأحياء عن البشر المنقرضين".

وبفضل تحديد تسلسل عظمة عُثر عليها في سيبيريا عام 2008 ، أتاح بابو أيضاً اكتشاف وجود نموذج آخر من أشباه البشر مختلف عن غيره ولم يكن معروفاً سابقاً، هو رجل دينيسوفا الذي كان يعيش في آسيا وفي ما اصبح حالياً روسيا.

وكان سفانتي بابو البالغ 67 عاماً والمقيم في ألمانيا منذ عقود حيث يعمل في معهد ماكس بلانك المرموق، اكتشف عام 2009 أن انتقالا للجينات بنسبة 2 في المئة حصل بين أشباه البشر المنقرضين راهنا كإنسان نياندرتال، والإنسان العاقل.

وكان لهذا الانتقال القديم للجينات إلى الانسان الراهن تبعات فيزيولوجي ملموسة اليوم من خلال تأثيره مثلا على طريقة تفاعل نظامنا المناعي مع الأمراض.

وأظهرت أبحاث بابو في الآونة الأخيرة أن مرضى كوفيد -19 الذين يحملون جزءاً من الحمض النووي لإنسان نياندرتال -خصوصاً في أوروبا وفي جنوب آسيا- الموروث من تقاطع مع المَجين البشري حصل قبل نحو 60 ألف عام هم أكثر عرضة لخطر لمضاعفات حادة في حال أصيبوا بفيروس كورونا.

ورأت لجنة نوبل في حيثيات قرارها أن "الفروقات الجينية بين الإنسان العاقل وأقرب أسلافنا الذين انقرضوا كانت مجهولة إلى حين تم تحديدها بفضل أعمال بابو".

وتمكن الباحث السويدي من تجاوز مشكلة تدهور نوعية الحمض النووي بمرور الوقت، إذ لم تبق من هذا الحمض العائد إلى آلاف السنين سوى سوى بضعة آثار وهي علاوة على ذلك ملوثة إلى حد كبير بالبكتيريا أو بآثار بشرية حديثة.

تعايش إنسان نياندرتال مع الإنسان الحديث في أوروبا لفترة معينة قبل أن ينقرض تماماً قبل نحو 30 ألف سنة، وحلّ مكانه الإنسان العاقل ذو الأصول الإفريقية.

- فائز ابن فائز

وبات بابو بعد فوزه منتمياً إلى "سلالة نوبلية". فوالده سونيه برغرستروم (1916-2004) حاز جائزة نوبل للطب في العام 1982 عن أبحاث تتعلق بالهرمونات.

وبرغرستروم هو الأب الطبيعي لسفانتي الذي شرح علناً عام 2014 بأنه وليد علاقة خارج نطاق الزواج، ولهذا السبب يختلف اسمه عن اسم والده.

وتترافق الجائزة مع مكافأة مالية قدرها عشرة ملايين كرونة سويدية (حوالى 920 ألف يورو). ويُعتبر فوز عالِم واحد منفرداً بجائزة نوبل علمية إنجازاً يندر أكثر فـأكثر حصوله، وكانت آخر مرة فاز فيها شخص واحد بنوبل الطب عام 2016.

ويتواصل موسم نوبل في ستوكهولم الثلاثاء مع الإعلان عن جائزة نوبل للفيزياء ثم الكيمياء الأربعاء قبل جائزة الآداب المرتقبة جدا والسلام الجمعة وهي الجائزة الوحيدة التي تعلن في أوسلو. ويختتم موسم نوبل الاثنين المقبل بجائزة الاقتصاد.

وارتفع إلى 226 عدد الفائزين إلى اليوم بجوائز نوبل الـ113 للطب وعلم وظائف الأعضاء منذ إنشائها، من بينهم 12 امرأة.

وحاز جائزة نوبل للطب العام الماضي الأميركيان أرديم باتابوتيان وديفيد جوليوس لاكتشافهما الطريقة التي ينقل فيها نظامنا العصبي الحرارة واللمس.