احتفالات عيد الميلاد ورأس السنة في تركيا

ليلى إيفون إرغيل
إسطنبول
نشر في 23.12.2022 14:37
آخر تحديث في 23.12.2022 14:43
أقدم دكان للحلويات في قاضي كوي، اسطنبول يزدان بزينة الميلاد، 2019 Shutterstock أقدم دكان للحلويات في قاضي كوي، اسطنبول يزدان بزينة الميلاد، 2019 (Shutterstock)

عطلة نهاية الأسبوع القادمة تعني الكثير للوافدين من البلدان الغربية التواقين للاحتفال به في جنة الأرض في أماكن جذابة ومتنوعة.

يصادف هذا الأحد 25 ديسمبر/كانون الأول عيد الميلاد المجيد، وهو يوم عطلة يُحتَفَل به في جميع أنحاء العالم، أما في تركيا فهو يوم يمنح الناس فرصة للاحتفال مع العائلة والأحباء، كما يحمل نفس القدر من الأهمية من حيث تقاليد العيد وعادات تقديم الهدايا بشكل يفوق أحياناً الدلالات الدينية.

وبالنسبة للزائرين القادمين إلى البلاد بعيداً عن المنزل والعائلة، يمكن أن يثير هذا الوقت من العام شعوراً قوياً بالحنين إلى الوطن، ولكن هناك عدة طرق للاحتفال ببعضٍ من تقاليد عيد الميلاد في تركيا رغم أن الحياة تستمر كالمعتاد عشية عيد الميلاد 24 ديسمبر/كانون الأول، ولكن في يوم الأحد تبدأ الاحتفالات بالفعل.

ماذا تفعل ليلة عيد الميلاد

تستضيف العديد من الفنادق ذات الخمس نجوم عشاء وبوفيهات فخمة يوم عيد الميلاد، ولهذا السبب يختار العديد من الأجانب وخاصة العائلات، تناول الطعام في الخارج بدلاً من تحضير الطعام في المنزل. فعلى سبيل المثال يستضيف فندق هيلتون وفندق كونراد وموفنبيك في إسطنبول فعاليات خاصة، كما تتضمن البرامج الاحتفالية أنشطة ممتعة للأطفال. وبالإضافة إلى العروض الاحتفالية المخفضة، فإن تناول الطعام في فندق سويس هوتيل والاستمتاع بالأطباق السويسرية المميزة يجعل الزائر يشعر كما لو أنه في جبال الألب ويعيش متعةً خاصة.

ويوجد في إسطنبول العديد من الكنائس منها كنيسة القديس أنطونيوس بادوفا وهي أكبر كنيسة رومانية في المدينة، وكنيسة القديسة ماري دريبريس التي يعود تاريخها إلى عام 1584، وكاتدرائية الروح القدس وكنيسة القديس بطرس وبولس وغيرها الكثير. وجميع تلك الكنائس تقدم خدمات للمصلين عشية عيد الميلاد ويوم عيد الميلاد بمجموعة متنوعة من اللغات.

تسمية "نويل" تشير إلى احتفالات رأس السنة في تركيا

ربما يلاحظ الكثيرون أن عيد الميلاد ليس عطلة تقليديةً في تركيا، مع ذلك تزين الساحات والردهات العامة وتوضع مجسمات ملونة وإضاءات مزخرفة في الشوارع وما قد يسميه البعض أضواء عيد الميلاد، هو عرف مطبق في العديد من المدن، لأن كلمة "نويل" تشير إلى احتفالات ليلة رأس السنة في عموم البلاد. وقد أصبح تقديم الهدايا في ليلة رأس السنة تقليداً هنا أيضاً ما يعني أنه يمكن للجميع وافدين كانوا أم مواطنين، الاستمتاع بالعرض الموسمي الاحتفالي للأضواء الملونة ورمزية العطلة في بداية العام الجديد.

أهمية عيد الميلاد والأتراك

قد يشعر الأجانب بمزيد من العاطفة والحساسية في هذا الوقت من العام لأن الأتراك لا يبدون حماساً كبيراً لهذه المناسبة مقارنة بالأعياد الدينية الإسلامية التي تحتفل فيها تركيا وتعطل رسمياً مرتين في السنة، بينما تحتفل العديد من الدول بعيد الميلاد فقط، ما يجعله أكثر العطلات أهميةً في العام.

وقد لا يمنح الأتراك هذه العطلة البريق الذي يشعر الأجنبي أنها تستحقها، ويحدث هذا أحياناً عندما يتغافل الناس في تركيا عن قول "ميلاد مجيد" في الصباح أو يمتنعون عن تقديم الهدايا لأحبائهم في عيد الميلاد.

ولكن ينبغي فهم أن الأعياد التركية حتى تسمية "نويل" المذكورة أعلاه، لا تعتمد على تقديم الهدايا بقدر ما تعتمد على المودة.

في الوقت نفسه، من المفيد مشاركة ما يشعر به الأجانب من الحنين لاحتفالات عيد الميلاد مع الأصدقاء في أجزاء أخرى من العالم. ففي العديد من البلدان مثل ألمانيا، تبدأ الاحتفالات في الليلة السابقة، وتُعرف عادةً باسم ليلة عيد الميلاد بوليمة فخمة أو حفلة مبهجة، وفي وقت لاحق يقام قداس منتصف الليل التقليدي حيث يقوم فيه الناس بزيارة الكنائس لأداء الترانيم معاً.

وبالنسبة للألمان، يتم توزيع الهدايا أيضاً في 24 ديسمبر/كانون الأول، بينما في دول مثل إنكلترا والولايات المتحدة، فإن جوهر هذه العطلة في عيون الأطفال هي أن بابا نويل يزور البيوت ليلاً ويترك لهم هدايا يفرحون بها عندما يستيقظون في الصباح. ويلعب هذا التقليد دوراً كبيراً في سبب بدء تقديم الهدايا عند بزوغ الفجر، والتي توضع تحت شجرة عيد الميلاد أو في جوارب أو في كيس وسادة. وفي العديد من المنازل، يتم تقديم الهدايا لأفراد الأسرة المقربين والأصدقاء ما يجعل التركيز ينصب بشكل كبير على ثقافة تقديم الهدايا إذ يجلس الآباء ويستمتعون بمشاهدة أطفالهم وهم يلفون هداياهم.