الدكتور حمد الكواري يدعو إلى ضرورة الاستفادة من الدبلوماسية الثقافية التي حققتها بلاده في المونديال

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 09.03.2023 13:34
آخر تحديث في 09.03.2023 14:12
وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري قنا وزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري (قنا)

نظمت وزارة الثقافة القطرية ندوة بعنوان "الإرث الثقافي للمونديال"، بمعهد الدوحة للدراسات العليا، الأربعاء، ضمن موسم الندوات الذي تنظمه الوزارة في نسختها الثانية بالفترة من 4 وحتى 19 مارس/آذار الجاري.

ووفق وكالة الأنباء القطرية "قنا"، تأتي هذه الندوة بالتعاون مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ومكتبة قطر الوطنية، وبحضور وزير الثقافة القطري الشيخ عبد الرحمن بن حمد آل ثاني، ووزير الدولة ورئيس مكتبة قطر الوطنية الدكتور حمد بن عبد العزيز الكواري.

وفي كلمته في الندوة، شدد الدكتور الكواري على ضرورة تفعيل مكتسبات نجاح المونديال على المستوى الثقافي، معرباً عن فخره بالنجاح الذي حققته بلاده، ومطالباً باستثمار نتائجه الإيجابية لإحداث تحولات حضارية.

وأشار الكواري إلى وجود خطة متكاملة للتعامل مع مرحلة ما بعد المونديال والبناء على نجاحه، إلى جانب تحويل البنية التحتية من فنادق وملاعب وأسواق ومراكز ثقافية وطرق إلى فضاءات لحركة ثقافية واقتصادية ورياضية تجعل من قطر نموذجا يحتذى به.

ودعا وزير الدولة إلى ضرورة أن تستفيد الدبلوماسية الثقافية التي حققتها قطر من كأس العالم في المؤسسات الثقافية القطرية والمتاحف وغيرها، لتكون أدوات لهذه الدبلوماسية، إضافة إلى إنشاء مراكز ثقافية قطرية في عواصم العالم الكبرى لخدمة الثقافة العربية على غرار مركز "الديوان" في العاصمة الألمانية برلين.

وطالب الكواري بتوثيق كل ما يتعلق بالمونديال ومراحله المختلفة، منذ أن كان مجرد فكرة إلى أن تحول وأصبح نموذجاً يسطر نجاح دولة قطر في العالم أجمع.

ولفت إلى أن اختيار أمير قطر رئيسا لمؤتمر الأمم المتحدة للبلدان الأقل نموا يؤكد ثقة العالم في قطر وقيادتها الحكيمة.

وأضاف أن بلاده أثبتت أنها لن تتخلى عن قيمها الثقافية، وأنها ستتدخل لمنع التجاوز لهذه القيم عندما حاول البعض ذلك، لافتا إلى أن الدوحة قدمت ثقافتها وقيمها خلال فترة المونديال، ما ساهم في تعرف الزوار من الثقافات المختلفة على الدين الإسلامي والثقافة العربية، إلى جانب القيم الاجتماعية، مع التأكيد على مبدأ الاحترام المتبادل بين الثقافات.

وشدد رئيس مكتبة قطر الوطنية أن المونديال لم يكن مجرد مناسبة رياضية عابرة، بل أنه منعطف تاريخي لقطر وللعرب ولكل الدول التي تسعى لرقي الحضارة الإنسانية، مضيفا: "حتى أنني أعتبر هذا المنعطف بنقطة استئناف الحضارة العربية لدورتها".

ولفت إلى أن المونديال حرك "الذاكرة الجماعية" للشعوب، إذ استعاد العرب والمسلمون أمجاد حضارتهم ، فضلا عن استعادة دور الثقافة في تقديم الصورة المثلى لدولة قطر، التي أعادت "الثقافة" إلى قلب الاهتمامات الدولية، لافتا إلى أن الحملة التي تعرضت لها قطر قبيل انطلاق كأس العالم كانت "حملة ثقافية" بالدرجة الأولى، فكان التعاطي معها ثقافيا، وأن هناك من كان يسعى نحو صدام الحضارات.

وقال الكواري: "المونديال احتوى على تعبيرات ورسائل ثقافية منحت البطولة طابعا استثنائيا، تظهر قيمة القوة الناعمة إذ أثرت التعبيرات الثقافية على ملايين المشاهدين في العالم، وهذا ما يؤكد من جديد فاعلية الدبلوماسية الثقافية التي تعد الدبلوماسية الرياضية جزءا منها".

وشدد على أن المجتمع القطري كسب رهان التواصل الحضاري ما أدى إلى إحداث "صدمة الغرب"، الذي اعتبر بعض المناوئين فيه للعرب والمسلمين بأن الثقافة الإسلامية عاجزة على قبول الثقافات الأخرى، وبأن الإنسان العربي عاجز على الإسهام في صنع الحضارة، لتتأكد الصورة الحقيقية للعرب القادرين على الفعل متى تحققت له ظروف الإبداع.

وأضاف الدكتور حمد الكواري أن دولة قطر قدمت درسا في مفهوم التبادل الثقافي واحترام الخصوصيات الثقافية وليس الإذعان إلى فرض تعبيرات ثقافية تتعارض مع القيم العربية الإسلامية والتي كانت جزءا أساسيا من التعبيرات الثقافية للمونديال، وحددت منذ حفل افتتاح المونديال "بوصلة" جميع فعالياته، وقد أقيمت على مفهوم

وتابع: "الفعاليات الثقافية للمونديال عززت الهوية، والثقافة العربية الإسلامية هي جزء من الهوية الوطنية، كما عمل المونديال على تنشيط الصناعات الإبداعية، فقد تزينت الجماهير القادمة من مختلف أنحاء العالم بالعقال والغترة، وأضحى للبشت القطري رواج كبير ورمزية بعد أن ارتداه قائد الفريق الأرجنتيني في مراسم تسلم كأس البطولة".

ولفت إلى أن المونديال لم يحجب القضايا العادلة التي تؤمن بها الجماهير في كل مكان، لأن الرياضة ليست مجردة من القيم الإنسانية، لذلك كانت القضية الفلسطينية حاضرة في وجدان الجماهير وفي هتافاتهم وفي تعبيرهم عن مساندتها برفع العلم الفلسطيني في كل مكان، في إشارة إلى أن الضمير العالمي ما يزال حيا.