الأفارقة المقيمون في إسطنبول يعززون ثقافة التنوع ويساهمون في النشاط التجاري

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 26.01.2022 13:35
الأناضول الأناضول

حددت اليونسكو يوم 24 يناير/كانون الثاني من كل عام يوماً عالمياً للثقافة الإفريقية والثقافات المنحدرة من أصول إفريقية. وهي مناسبة تجمع الأفارقة داخل القارة السمراء أو خارجها حيث يتوزع المغتربين منهم على جميع دول العالم. وتعد إسطنبول واحدة من بين الوجهات الرئيسية للمغتربين من معظم البلدان الإفريقية، حيث تجذب المدينة الأكثر ازدحاماً والأكثر شهرة بين المدن الأخرى في تركيا، الكثير من المغتربين الأفارقة، كونها توفر لهم فرصاً ملائمة لظروف معيشية جيدة فضلاً عن التعليم والعمل.

وبالرغم من أن سكانها يتركزون بشكل أكبر في ضواحي المدينة التي تستضيف ثروة من المهاجرين واللاجئين والمغتربين، إلا أن قلب الحياة التجارية للمجتمع الإفريقي ينبض في إسطنبول في أحياء مثل أقسراي ولاله لي في منطقة الفاتح التي تم تبنيها لأول مرة كواحدة من المحاور التجارية الرئيسية من قبل المهاجرين السوفييت السابقين في حقبة التسعينيات.

ويساهم المقيمون الأفارقة في إسطنبول في اقتصاد بلدانهم الأصلية وكذلك في اقتصاد تركيا، لا سيما في قطاعات مثل التجارة الخارجية والنقل والطعام، في هذه المدينة التي تتصف بكرم الضيافة. كما يجذب نجاحهم التجاري والأكاديمي المزيد من المغتربين لاسيما وسط علاقات تركيا المتنامية مع الدول الإفريقية على المستويين التجاري والسياسي. وتشكل المنح الدراسية التركية للطلاب الأفارقة، فرصة لتعلم اللغة التركية، كما تساهم في زيادة عدد الأفارقة الذين يستقرون في إسطنبول.

"ثابت أبو بكر" شاب إفريقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية من الذين أقاموا حياة جديدة في إسطنبول وقد وصل إلى تركيا قبل 9 سنوات لمتابعة تعليمه الجامعي. وبعد التخرج قرر الاستقرار وتخلى عن فكرة العودة لبلده الأصلي. وهو يدير الآن شركة ملابس في أقسراي بالرغم من أن "الحياة صعبة بعض الشيء"، إلا أنه لا يشتكي.

وقال مازحاً: "لدي مشكلة فقط في التكيف مع المطبخ التركي". مضيفاً أن زبائنه هم في الغالب من الأجانب وأنه يريد توسيع التعاون الاقتصادي بين بلده الأصلي وتركيا، وأنه يسعى لتنظيم مؤتمرات تجارية لتحقيق ذلك.

أما "مبارك عبد الله" فقد وصل من النيجر إلى تركيا للدراسة في الجامعة قبل 8 سنوات، وهو اليوم يدير شركة شحن تقدم خدماتها للعملاء الأفارقة. وقال "عبد الله" الذي خطب شابة تركية: "لدينا كل شيء هنا. قد لا يكون العمل على ما يرام طوال الوقت، لكنني سأبقى هنا، وسأتزوج وأعيش هنا. لدي الكثير من الأصدقاء الأتراك وهم متعاونون للغاية. لذلك قررت العيش هنا".

ووجدت المواطنة الغانيّة "جويس أوزو" نفسها في إسطنبول قبل 3 سنوات تبحث عن مصدر رزق لإعالة أطفالها الثلاثة. وهي تعيش بمفردها في المدينة، وتدعم نفسها من خلال بيع مستحضرات التجميل، تاركةً أطفالها في غانا، وقالت: "تركيا مكان مثالي بالنسبة لي، لكنني أفتقد أطفالي".

وليس لدى "جاي شيرا" الشاب الكاميروني الذي وصل إلى إسطنبول منذ حوالي 3 أشهر، إلا القليل من الوقت للراحة، لكنه لا يشتكي رغم عمله لساعات طويلة في مطعم للشاورما، وعبّر بالقول: "جئت إلى هنا لتوفر الكثير من الوظائف في هذه المدينة" مؤكداً أن "الناس مضيافين هنا وهم يشبهوننا في ذلك".