تركيا ترمم كنزاً ثقافياً عمره 2700 عام

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 16.08.2017 00:00
آخر تحديث في 17.08.2017 01:05
جانب من أعمال الترميم في القلعة الأناضول جانب من أعمال الترميم في القلعة (الأناضول)

تتربع قلعة أيانيس فوق تلة مطلة على بحيرة وان شرقي تركيا، ويعود تاريخها إلى حضارة الأورارتو، وتزخر هذه القلعة بالعديد من الزخارف والنقوش اللافتة للانتباه على حجارة ضخمة، يعكف خبراء على ترميمها.

بنى القلعة الملك الأورارتي روسا الثاني قبل 2700 عام، وهي من أبرز الصروح التي خلفتها تلك الحضارة.

يتولى فريق من خبراء الترميم والنحاتين إعادة القطع المتساقطة من الأعمال الفنية الأثرية إلى مكانها الأصلي، في ضوء تحضيرات استغرقت عامين.

ويرأس فريق التنقيب في القلعة الدكتور محمد إشقلي عضو هيئة التدريس بقسم الآثار في جامعة أتاتورك بولاية أرضروم، كما يضم فريق الحفريات والترميم 25 شخصاً يعملون على إعادة القلعة إلى سيرتها الأولى، بينهم خبراء وطلاب من جامعات مختلفة.

أفاد إشقلي أن معبد هالدي يعد من أبرز المعالم التي تحفل بها قلاع الأورارتيين، الذي جرى اكتشافه قبل 20 عاما ضمن قسم المعبد في القلعة، وأشار إلى استمرار العمل بدقة متناهية لترميم الحجارة المزخرفة والنقوش الموجودة في هذا القسم.

ويشرح أشقلي أن أعمال الترميم هذه تطلب جهدا كبيرا، إذ استغرق الخبراء عامين لتحديد الأماكن الأصلية للقطع المتساقطة، وأشار إلى الصعوبة التي يواجهها الفريق حيث يجري ترقيم كل قطعة وتحديد مكانها، تمهيدا للصقها في موضعها الأصلي، أما بالنسبة إلى التحف الأثرية التي لم يتم العثور على بعض أجزائها، فأوضح أنهم سيقومون بإتمامها عبر تقنية رسم على مستلزمات خاصة.

وذكر أن ترميم كافة أرجاء قسم المعبد بهذه الطريقة أمر صعب جدا، إذ يعتزمون إتمام مساحة معينة بإمكاناتهم ثم سينجزون ترميم الأجزاء الداخلية في وقت لاحق بدعم من مؤسسات مختلفة، بغية فتحه أمام الزوار، ولا شك في أهمية السقف الخشبي الذي جرى تركيبه مؤخرا فوق المعبد في حماية هذا الميراث الثقافي.

هذا وقد أسس الأورارتيون دولتهم بداية الألفية الأولى قبل الميلاد في محيط بحيرة وان، وامتدت دولتهم في أوج قوتها إلى مساحات شاسعة انطلاقا من بحيرة أورومية في إيران وصولاً إلى وادي نهر الفرات، ومن جنوبي القوقاز إلى السواحل الشرقية للبحر الأسود.

وأظهرت الدراسات التي أجريت على لغة الأورارتيين، أنهم كانوا يتحدثون إحدى لهجات الحوريين الذين كانوا يعيشون في المنطقة قبلهم بـ 500 عام، وأسسوا حضارة كبيرة معاصرة للحيثيين.

وتأثر الأورارتيون بالآشوريين من الناحية الثقافية واستخدموا لغتهم في الكتابة بادئ الأمر، وقد تمكن الخبراء من فك رموز تلك اللغة المكتوبة بالمسمارية.