اكتشاف رضَّاعات أثرية عمرها أكثر من ألفي عام في تركيا

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 13.09.2017 00:00
آخر تحديث في 13.09.2017 23:24
نموذج من الرضاعات المكتشفة الأناضول نموذج من الرضاعات المكتشفة (الأناضول)

تحتوي منطقة بيغا في جناق قلعة المطلة على بحر إيجه على الكثير من المعالم الأثرية، ولعل من أشهرها على الإطلاق آثار مدينة باريون العتيقة التي كانت تحتضن أشهر الموانئ في الحقبة الهلنستية الرومانية، كما وردت كثيرا في كتابات المؤرخ الإغريقي الكبير هيرودوت، إذ كانت مركزا اقتصاديا حساسا تتنافس عليه سائر القوى الإقليمية حينها.

ومؤخراً عثر فريق من الأثريين أثناء عمليات التنقيب المتواصلة في آثار المدينة العتيقة على عدة نماذج من رضّاعات أطفال التي كانت تستخدم حينها في تغذية الرضع، ويتجاوز عمرها ألفي عام وتعود للفترة الهلنستية الرومانية.

وعلى ذلك، علق حسن قاصا أوغلو عضو هيئة التدريس في كلية الآثار بجامعة أتاتورك: "أعمل منذ مطلع 2017 ضمن فريق التنقيب في مدينة باريون الأثرية، واكتشاف رضّاعات أطفال بهذا القدر من الأصالة أمر في غاية الأهمية، ما سيسهم في إضاءة الطريق أمامنا للوصول إلى مزيد من الاكتشافات عن تلك الحقبة".

وأضاف: "وجدنا عددا من الرضّاعات في أحد غرف دفن الأطفال الموتى، في حالة جيدة، ويتجاوز عمرها ألفي عام".

وأوضح قاصا أوغلو أن "الرضّاعات تأخذ شكل الإبريق، وبها مقبض واحد وفتحة ضيقة لإخراج الحليب إلى أفواه الأطفال، وتختلف مقاييس أحجامها بين 50 إلى 100 مليمتر".

وأضاف: "كان سكان المدينة حينها يصنعون الرضّاعات من الفخار ويشكلونها في قوالب مميزة، ثم يضعونها في الفرن حتى تزيد صلابتها وتأخذ صورتها النهائية. كما لاحظنا تناسقا مثيرا للانتباه بين احجام الرضّاعات مع فتحات إخراج الحليب، فقد تم تصميمها بهذه الصورة لتلائم كافة الأطفال".

ولفت قاصا أوغلو إلى أن الإغريق والرومان كانوا يضعون المستلزمات التي كانت تُستخدم في رعاية الطفل في حياته اليومية إلى جانبه في مقبرته عند وفاته، وقد كانوا يولون الرضّاعات أهمية خاصة ويحرصون على تركها مع الطفل الميت، مما دفعهم لتسميتها بهدية الميت.

ومن المتوقع العثور على المزيد من أشكال رضّاعات الأطفال العائدة إلى الحقبة الهلنستية الرومانية في عدة مقابر أخرى بالمدينة العتيقة.

وتذكر نصوص تاريخية أن سكان باريون شاركوا في عدد من حروب الفرس ضد الروم، وحاربوا ضمن صفوف الفرس في عهد الملك داريوس الأول، كما شاركوا في الحرب الشهيرة بين مدينتي أثينا وإسبارطة، ولعبوا دورا مؤثرا في انتصار اليونانيين.