هولندا.. تاريخ طويل في استعباد الأفارقة ونهب ثرواتهم

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 27.02.2018 00:00
آخر تحديث في 27.02.2018 23:36
هولندا.. تاريخ طويل في استعباد الأفارقة ونهب ثرواتهم

لسنوات طويلة، احتلت هولندا العديد من الدول الإفريقية وعملت على نهب ثرواتها واستعباد أهلها، ضمن سياستها الاستعمارية التي شملت مناطق عديدة من العالم.

بداية من القرن السادس عشر الميلادي، باشرت هولندا إنشاء مستعمرات في العديد من مناطق القارة الإفريقية؛ فأسست العديد من المستعمرات في ساحل العاج، وغانا، وجنوب إفريقيا، وأنغولا، وناميبيا، والسنغال، واستغلت الثروات البشرية والطبيعية لتلك المناطق.

وعن معاناة الأفارقة جراء تلك السياسة الاستعمارية الهولندية، قالت ماكازيوي مانديلا، ابنة الزعيم الجنوب إفريقي الراحل نيلسون مانديلا، إن أجدادها كانوا يعيشون دون مشاكل قبل قدوم المستعمرين الهولنديين والبريطانيين لبلادهم.

وأضافت: "لدى اكتشاف الثروات المعدنية في القارة، طُرد أجدادنا الذين كانوا يعيشون في جنوب إفريقيا، وانتهت فترة السعادة التي عاشوها قبل ذلك".

عاشت هولندا العصر الذهبي للاستعمار حتى القرن السابع عشر، وفي القرن الثامن عشر تغير ميزان القوى لصالح بريطانيا وفرنسا، واضطرت هولندا إلى التخلي عن مستعمراتها في القارة الإفريقية لهما.

كانت غانا أولى البلدان الإفريقية التي استعمرتها هولندا، واستغلت جميع ثرواتها المعدنية وعلى رأسها الذهب.

وفي هذا الصدد، أنشأ الهولنديون قلعة المينا في غانا عام 1642، واستخدموها لتجميع الأفارقة الذين يخطفونهم، ومن ثم إرسالهم كعبيد إلى أوروبا والأمريكيتين.

وصل الهولنديون إلى ناميبيا عام 1793، واستولوا على ميناء "ولفس بي" أهم موانئها، وقتلوا من يعيشون فيه، واستخدموا الميناء منذ ذلك الحين لإرسال العبيد من إفريقيا.

أنشأت هولندا مستعمرات في إفريقيا قبل العديد من الدول الأوروبية الاستعمارية الأخرى، وكانت الدولة الأولى التي تستعمر جنوب إفريقيا.

إذ أنشأ الهولنديون عام 1652 شركة الهند الشرقية الهولندية، وزادوا من خلالها نشاطهم في المناطق المستعمرة، ووضعوا حجر الأساس لمدينة كيب تاون في رأس الرجاء الصالح.

كان عدد الهولنديين في جنوب إفريقيا عام 1652 فقط 90 شخصا، ووصل هذا العدد عام 1795 إلى 16 ألفا، في حين تجاوز عدد من استعبدهم الهولنديون في جنوب إفريقيا في نفس العام 16 ألفا.

استخدمت هولندا جنوب إفريقيا كمركز لتجارة العبيد؛ فكان يتم إرسال العبيد من كيب تاون بالسفن إلى أمريكا وأوروبا. ووفقا للمؤرخين، كان ثلثا الموجودين في كيب تاون عام 1795 من العبيد.

وتعد المذابح التي ارتكبتها هولندا بحق قبيلة "الخوي خوي" الإفريقية من أسوأ محطات تاريخها الاستعماري؛ حيث ارتكبت مذابح بحق هذه القبيلة أعوام 1659 و1673 و1674 و1677، ضمن سعيها لاستعباد أفرادها.

وفي تلك المذابح، قتل الهولنديون الآلاف من الخوي خوي باستخدام الأسلحة النارية واستولوا على أراضيهم، وساقوا أعدادا كبيرة منهم كعبيد، واستولوا على الثروات الطبيعية في أراضيهم.