مساجد الكاميرون تعكس آثار الفن والثقافة العثمانية

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 15.07.2021 15:00
من مساجد الكاميرون الأناضول من مساجد الكاميرون (الأناضول)

تجذب المساجد في مدينة "نيغاونديرة" المركز الإداري لمنطقة "أداماوا" في الكاميرون، الأنظار إليها بتفاصيلها التي تحمل آثاراً بديعةً للعمارة والفن العثماني.

وتعد "نيغاونديرة" التي تصل نسبة المسلمين فيها إلى 85% من تعداد السكان، من بين المدن التي تضم أكبر عدد من المساجد في القارة الأفريقية مع ما يقرب من 100 مسجد.

وبالرغم من أن الإمبراطورية العثمانية لم تصل إلى الكاميرون ولم تبلغها بتاتاً، إلا أن الثقافة الإسلامية والهندسة المعمارية التي جلبتها إلى نيجيريا انتشرت إلى "نيغاونديرة" ولا تزال حيةً في مساجد المدينة.

وفي معرض حديثه مع وكالة أنباء الأناضول، قدم "حمزة يلدريم" منسق الخدمات الدينية في السفارة التركية في "ياوندي" عاصمة الكاميرون، معلومات حول الآثار العثمانية في مساجد "نيغاونديرة".

وقال "يلدريم" إن العثمانيين والعلم التركي رموز دينية في الكاميرون. وأضاف: "بينما يستخدم الهلال كرمز للإسلام في آسيا وأوروبا، فإن العلمين العثماني والتركي يرمزان له في هذا البلد".

وأشار إلى أن هلال ونجمة العلم التركي يستخدمان أيضاً كرمزين للخلافة العثمانية في الكاميرون، مضيفاً أن الساحات والقباب الواسعة لمساجد "نيغاونديرة" هي العناصر الأساسية التي تعكس التأثير العثماني في هذه المباني.

وبالإضافة إلى التفاصيل المعمارية، توجد إلى اليوم بعض عناصر الثقافة العثمانية في المدينة، مثل تقليد "تحية الجمعة" الذي كان السلاطين العثمانيون يقومون به وهم في طريقهم إلى صلاة الجمعة ولا يزال يُؤدّى في "نيغاونديرة".

وتماشياً مع هذا التقليد المهيب، يقوم الملك "محمدو حياتو عيسى" بعد انتهائه من صلاة الجمعة في المسجد الكبير بالمدينة، بالتوجه إلى قصره عبر المسجد، لتحية الناس على طول الطريق. ويستمر الاحتفال في القصر من خلال عروض الجنود والإداريين المحليين بالإضافة إلى العرض العام أمام الملك.

وأوضح "يلدريم" أن هذا الاحتفال ذا الأصل العثماني هام ليس فقط لأنه ذو جانب ديني، ولكنه أيضاً يمنح الناس فرصة للقاء الملك ومناقشة القضايا الإقليمية.

وأضاف أن المكونات الثقافية غالباً ما تتطور مع ظروف كل بلد على حدة ولكن روحها ودلالاتها لا تتغير أبداً. وأكد حديثه قائلاً أن العثمانيين ألقوا خطباً وهم يحملون السيوف ولكن الخطباء في الكاميرون استبدلوا السيوف بالعصي.