مآذن آيا صوفيا التاريخية تعود لتصدح بالأذان خمس مرات في اليوم

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 21.10.2016 00:00
آخر تحديث في 22.10.2016 04:24
مآذن آيا صوفيا التاريخية تعود لتصدح بالأذان خمس مرات في اليوم

يفاجأ زوار إسطنبول بل معظم أهاليها عند معرفتهم أن الأذان بات يصدح يومياً في أوقات الصلوات الخمس، من مآذن آيا صوفيا.

والحقيقة أن أذان صلاتي الظهر والعصر، يُرفع من مآذن آيا صوفيا بالتناغم مع أذان مسجد السلطان أحمد المقابل، منذ عام 1991، وذلك عندما تم افتتاح "قصر السلطان" الملحق بآيا صوفيا للصلاة.

ويحتل آيا صوفيا موقعاً هاماً في تاريخ العمارة والفن في العالم، إذ ظل كنيسة لمدة 916 عاماً، ثم تحول إلى مسجد لمدة 482 عاماً، قبل أن يتحول إلى متحف عام 1935 بقرار من مجلس الوزراء التركي.

وفي عام 1991، فُتح قصر السلطان الملحق بآيا صوفيا للصلاة، حيث باتت تقام فيه صلاتا الظهر والعصر، ومنذ 4 أشهر عينت رئاسة الشؤون الدينية التركية إماماً دائماً لقصر السلطان، ومن ثم أصبحت صلاة الجماعة تقام يومياً في الأوقات الخمسة، ويرفع الأذان من مآذن آيا صوفيا، كما تقام صلاة الجمعة.

وفي عيد الأضحى الماضي، شهد قصر السلطان إقامة صلاة العيد أيضاً، لأول مرة منذ 83 عاماً.

وقال مفتي منطقة الفاتح في إسطنبول التي يتبع لها آيا صوفيا، عرفان أوستون داغ، إنه منذ تعيين أوندار صوي، إماماً لقصر السلطان، قبل 4 أشهر زاد عدد المصلين بشكل ملحوظ، كما أقيمت صلاة العيد في المكان لأول مرة منذ سنوات.

ولفت أوستون داغ إلى التقليد المتبع منذ عام 1991 برفع أذاني الظهر والعصر من مآذن آيا صوفيا بشكل متناغم مع أذان مسجد السلطان أحمد، فيبدو كأن الأذانين يردان على بعضهما، وهو ما يثير إعجاب الزوار الأتراك والأجانب، ويسارع كثير منهم إلى تسجيله.

وقال أوستون داغ إنه مع زيادة عدد المصلين، يمكن كذلك تنظيم برامج لإحياء الليالي المباركة في المكان.

وأعرب المفتي عن أمله في أن يتوافد عدد أكبر من الزوار إلى المكان لرؤيته والصلاة فيه، مشيراً أن عدد المصلين مع الجماعة في الصلوات الخمس يبلغ حوالي 100 شخص، وفي صلاة الجمعة يصل إلى حوالي 300.

وأرجع المفتي العدد الكبير نسبياً لمؤديي صلاة الجماعة خلال اليوم إلى وجود "قصر السلطان" في مدخل قصر "طوب كابيه"، في منطقة تكاد لا تخلو من الزوار، وهو ما يجعل المصلين يتنوعون بين الأتراك وبين السياح خاصة العرب منهم.

وأوضح أوستون داغ أن قصر السلطان ليس جزءاً من المبنى الأصلي لآيا صوفيا، إنما تم بناؤه في عهد السلطان محمود الأول (1696- 1754)، حيث كان السلاطين يتوجهون إليه قبل الصلاة للاستراحة والوضوء، ثم ينضمون إلى الجماعة في آيا صوفيا.

بدوره، أعرب أوندار صوي عن اعتزازه بتوليه الإمامة في قصر السلطان بآيا صوفيا، معتبرا أن هذا المنصب أكثر مما كان يطمح إليه.

وقال صوي إنه دعا الله بعد أن تولى إمامة قصر السلطان أن يعتاد الناس ارتياده للصلاة، وبالفعل بدأ الناس التوافد إلى صلاتي المغرب والعشاء منذ الأسبوع الثاني، كما تحافظ مجموعة من المصلين على صلاة الفجر، ويقرؤون معاً بعد فجر يوم الأحد، سورة يس، ويقيمون دعاء جماعياً.

وأشار صوي إلى ازدياد عدد المصلين في صلاة الجمعة أسبوعاً بعد الآخر، قائلاً إنه بدأ يتساءل أين سيصلي رواد قصر السلطان في حال لم يعد المكان يكفيهم.

وأعرب الإمام عن اعتقاده أن المكان المخصص للصلاة في آيا صوفيا سيتسع شيئاً فشيئاً في حال استمرار عدد المصلين في الازدياد.

كما أشار صوي إلى أهمية التعريف في وسائل الإعلام بوجود جزء مخصص للصلاة بآيا صوفيا، في قصر السلطان، من أجل زيادة عدد المصلين.