عبرت عائلة الدوابشة الفلسطينية عن رغبتها في لقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس الوزراء بن علي يلدريم، خلال زيارة يقوم بها أفراد من العائلة إلى تركيا، لتحريك التفاعل الدولي ضد الجريمة التي ارتكبها مستوطنون إسرائيليون العام الماضي.
جاء ذلك خلال فعاليات "ندوة حقوقية من أجل فلسطين"، نظمتها في مدينة إسطنبول مجموعة الحقوقيين الفلسطينيين في تركيا، بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
وقام مستوطنون إسرائيليون بحرق منزل عائلة الدوابشة في قرية دوما في محافظة نابلس في الضفة المحتلة أثناء وجود العائلة داخله، تموز/يوليو الماضي. وهو ما أودى بحياة الطفل الرضيع علي الدوابشة (18 شهرا) على الفور على إثر الحروق التي أصيب بها. فيما فقد الوالدان حياتهما بعد نقلهما إلى المستشفى. ويخضع أحمد الدوابشة (5 أعوام) الناجي الوحيد من العائلة للعلاج والعمليات التجميلية نتيجة الحروق الشديدة التي أصيب بها.
وقال عم الطفل، ناصر الدوابشة في تصريحات خاصة لديلي صباح: "قابلنا السفير التركي في القدس وأرسلنا له برسالة تطلب مقابلة مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لكونه داعماً للطفولة وينصر قضايا المظلومين. لكن للأسف أن هذه الدعوى لم تصل إلى الهدف الذي نتطلع إليه". وأضاف: "لقد قابلنا شخصيات عالمية مهتمة بدعم الطفولة ومن بينها اللاعب كريستانو رونالدو. ونعتقد أن أكثر شخص يدعم الطفولة وقضايا الإنسان وحقوق المظلومين هو الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. لذلك نجدد هذه الدعوة للقائه ولقاء رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، لما في ذلك من آثار نفسية على عائلة الدوابشة وعلى مستقبل هذه القضية".
وعلى الرغم من قلة التفاعل الدولي التي شهدتها قضية الجريمة إلى أن عائلة الدوابشة أكدت أنها "لا تزال تعول على الطفل أحمد، الناجي والشاهد الوحيد على الجريمة، وتعول على أحرار العالم الذين يقفون مع المظلومين"، لكشف حقيقة الممارسات الإسرائيلية والجرائم التي يرتكبها المستوطنون بشكل يومي بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية.
كما أشار ناصر الدوابشة إلى الآثار النفسية التي خلفتها الجريمة التي شهدها وعايشها الطفل أحمد الدوابشة والتي ما زال يعايشها لحظة بلحظة حتى اليوم كما قال عمه. وأضاف: "أحمد يرسم أفراد عائلته ويكتب أسماءهم كل يوم للربط بين واقعه وبين ما عاشه. أحمد كان يربي الحمام وعند نفوق أحد طيوره، ظهرت عليه التساؤلات هل سيذهب هذا الطير أيضاً إلى الجنة وهل سيقابل هناك أمي ووالدي وأخي. وبدأ يحمل الطير السلام إلى أفراد عائلته قبل أن تقوم بدفنه".
ندوة حقوقية للوقوف على مظالم القضية الفلسطينية
وشارك نخبة من الحقوقيين والمحامين الأتراك والفلسطينيين في حلقات الندوة التي عقدت اليوم، وتناولت القضية الفلسطينية من النواحي القانونية، وألقت الضوء على انتهاكات القانون الدولية في جزئيات الحصار على قطاع غزة وتغلغل المستوطنات في أراضي الضفة الغربية، وقضايا معاناة الأسرى، والانتهاكات الدورية بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية وخاصة النساء والأطفال.
وأكد البروفيسور أحمد حمدي توبال، أن الحصار الإسرائيلي لا يزال مستمراً على قطاع غزة، ولا يمكن الحديث عن انتهائه، مشدداً على أن قيادات اسرائيلية تشددت في رفضها مجرد الحديث عن رفع حقيقي للحصار عن القطاع.