دار العجزة لرعاية المسنين الأقدم في إسطنبول تتجنب كوفيد-19 بإجراءات مكثفة

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 15.12.2021 12:07
Photo by Hatice Çinar (Photo by Hatice Çinar)

تعد دار العجزة في منطقة "أوك ميداني" في إسطنبول، أقدم دار رعاية للمسنين في عموم البلاد إذ أنها لا تزال تقدم خدماتها منذ عام 1895. وتمكنت المنشأة التي تخدم في الوقت الحاضر حوالي 500 نزيل من كبار السن، من درء جائحة فيروس كورونا الذي كان له تأثير مدمر على دور رعاية المسنين في جميع أنحاء العالم، حيث لم يتم تسجيل أية حالة وفاة فيها ناجمة عن الوباء الذي استهدف تقليدياً كبار السن والضعفاء.

ويعود الفضل الرئيسي في هذا الإنجاز إلى طاقم المنشأة الطبي، في بلدٍ انخفض فيه عدد حالات كوفيد-19 اليومية مؤخراً إلى أقل من 20.000 حالة.

وحول السبب الرئيسي وراء نجاح الدار، تقول الدكتورة "فيليز ترتر" كبيرة الأطباء في دار العجزة، إنه يكمن في الإجراءات المكثفة التي نفذوها منذ دخل الوباء إلى تركيا في ربيع عام 2020.

ومن المعروف أن جائحة الفيروس التاجي أودت بحياة الملايين من البشر وخصوصاً كبار السن، في عام واحد في جميع أنحاء العالم. ففي الولايات المتحدة توفي 8 أشخاص ممن هم فوق الـ65 عام من بين كل 10 وفيات بسبب كوفيد-19، بينما شكل كبار السن ما يصل إلى 60% من الوفيات المرتبطة بفيروس كورونا في أوروبا. وتعرضت الدول الأوروبية على وجه الخصوص، لانتقادات شديدة لتخليها عن كبار السن في دور الرعاية مع تفشي الوباء.

في غضون ذلك، اتخذت تركيا أقصى درجات الحذر لحماية مواطنيها المسنين، ففرضت على مدى أشهر عمليات إغلاق صارمة لملايين الأشخاص في سن 65 وما فوق، وكذلك الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. كما اتخذت دور رعاية المسنين إجراءات صارمة حدت من أعداد الوفيات الناجمة عن الفيروس المستجد فيها، طوال عامين من تفشي المرض. وفي دار العجزة الأقدم في إسطنبول، تم الإبلاغ عن عدد قليل فقط من حالات الإصابة بالفيروس التاجي منذ مارس 2020، لكنهم نجوا جميعاً، بينما توفي 17 شخصاً لأسباب طبيعية.

وحول الإصابة بالفيروس التاجي تقول "ترتر" إنه بصرف النظر عن القيود المفروضة في المنشأة، فقد سعوا إلى تعزيز مناعة نزلاء الدار من خلال مكملات الفيتامينات والمعادن وتوفير وجبات صحية وفرص لممارسة الرياضة. وتضيف: "كبار السن هم أكثر عزلاً ضد الأمراض المعدية لأن مناعتهم تضعف بسبب تقدمهم في السن. ونحن كمؤسسة نولي بالفعل اهتماماً إضافياً لنزلائنا الذين يحتاجون إلى رعاية جيدة وهذا الاهتمام يزداد خلال الأوبئة".

وكانت دار العجزة توقفت عن قبول الزوار داخل المباني، قبل أن تبلّغ تركيا عن أولى حالات الإصابة بالفيروس التاجي، وبدأت في قياس درجات حرارة الموظفين يومياً للتحقق من أعراض الفيروس التاجي المحتملة. كما تم تدريب موظفي النظافة وخصوصاً في دورات المياه على الإجراءات المناسبة للحماية من العدوى. إلى جانب ذلك قام كادر الدار الطبي بفحص جميع النزلاء للتحري عن الحمى 4 مرات في اليوم، وتم نقل من لديهم درجة حرارة أعلى من المعدل الطبيعي إلى القسم الطبي في المنشأة لمزيد من الفحص. كما قاموا أيضاً بتطهير جميع المناطق التي من المحتمل أن تصبح مرتعاً خصباً لفيروس كورونا بشكل روتيني.

وطُلب من الموظفين العمل في نوبات لمدة 14 يوماً دون مغادرة دار المسنين، حيث تم إنشاء غرف احترازية وغرف عزل لأية حالة محتملة. وتقول "ترتر": "طُلب من جميع الموظفين والمقيمين ارتداء أقنعة واقية. كما وجهنا النزلاء الذين نقلوا إلى المستشفى لأسباب صحية أخرى غير فيروس كورونا، لقضاء 14 يوماً في عزلة قبل إعادة إدخالهم إلى الدار". مؤكدة أن دار المسنين استخدمت خلال فترة الوباء، أدوات مؤهلة للاستخدام مرة واحدة لتقديم الطعام للمقيمين كتدبير إضافي.

وأضافت: "منذ اليوم الأول للوباء، بدأنا في إعطاء مكملات فيتامين د وأوميغا 3 والزنك، وقدمنا لهم جلسات علاج بالرذاذ المُحتَوي على خصائص مضادة للفيروسات. كما تم تغيير نظامهم الغذائي وتقليل معدل السكر المكرر في طعامهم".

بقلم: DIDEM SEYMEN