برج الفتاة.. جوهرة البوسفور يستعد لاستقبال الزوار بعد أعمال الترميم

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 05.04.2023 15:49
آخر تحديث في 05.04.2023 15:51
برج الفتاة قبل الترميم Getty Images برج الفتاة قبل الترميم (Getty Images)

توشك أعمال ترميم برج الفتاة، باللغة التركية "كيز كوليسي"، وهو أحد رموز مضيق البوسفور في إسطنبول على الانتهاء بشكل كامل، مع اقتراب افتتاحه المقرر في الأسبوع الأول من مايو/أيار، حسب ما أعلن وزير الثقافة والسياحة محمد نوري إرسوي يوم الثلاثاء.

وحول أهمية هذا الحدث قال إرسوي: "سنفتتح البرج في الأسبوع الأول من مايو/أيار" مضيفاً أن الافتتاح تأخر بسبب الزلزالين القويين اللذين ضربا جنوب شرق البلاد. وأكد أن العمل الشامل الذي تم تنفيذه في برج الفتاة بعد كارثة الزلزال كان القرار الصحيح بالنسبة للموقع التاريخي.

وقدم الوزير الذي أشرف على كل مرحلة من مراحل الترميم، معلومات عن العملية مشيراً إلى اكتشاف مشاكل في الهيكل ليس فقط في الأعلى ولكن أيضاً في الأسفل وتحت المنصة وعلى طول الجانبين بالقرب من البحر. وقال: "يشارف الترميم على الانتهاء. لقد أكملنا أعمال الأساسات حول المنصة. والسبب الرئيسي للتأخير لمدة شهرين في العملية هو الاحتياطات الإضافية التي اتخذناها ضد الزلازل".

وأضاف الوزير أن "العديد من العناصر التي فُككت، تم إصلاحها وتجديدها بعد إجراء فحوصات وبحث معمق مع مراعاة التقارير العلمية والسجلات التاريخية".

وفي سياق حديثه عن العمل حول المنصة، قال إرسوي إن ربط الدعائم والمنصة بتعزيزات من الصلب سيكون إحدى الخطوات النهائية.

"بعد ذلك سيتم تغطية الجزء العلوي، وستكون المنصة جاهزة. وقد قمنا على وجه الخصوص بملء الفجوات الموجودة في قواعد الأعمدة وتلك القريبة من المبنى بعوازل مطاطية صغيرة، ما يسمح للهياكل الثلاثة المنفصلة بالتحرك بشكل مستقل خلال الزلازل من أجل الأمان".

وبوصول عملية الترميم إلى مرحلتها النهائية، تم بالفعل الكشف عن قمة برج الفتاة، والإجابة على الافتراضات والاستفسارات العامة حول ترميم المعلم التاريخي الواقع قبالة ساحل منطقة أوسكودار في الجانب الأناضولي من إسطنبول .

يُعتقد أن برج الفتاة، الواقع على جزيرة صغيرة على بعد 200 متر من الشاطئ، قد بُني عام 1110م في عهد الإمبراطور البيزنطي أليكسيوس كومنينوس، كهيكل خشبي محمي بجدار حجري. وتم تجديد المبنى ليعود إلى حالته الحالية في أواخر عشرينيات القرن الثامن عشر، ثم استخدم برج مراقبة خلال الإمبراطورية العثمانية.

متحف المستقبل

أوضح إرسوي أن برج الفتاة سيكون متحفاً للأجيال القادمة. وعلى غرار المباني الشهيرة الأخرى في الخارج، سيتم وضع البرج في الخدمة كمتحف بدلاً من أن يكون مطعماً.

مشيراً إلى أن فترة "التوثيق الأكثر قوة" بخصوص البرج التاريخي كانت فترة السلطان العثماني محمود الثاني، قال إرسوي: "مظهر البرج الذي اعتدنا رؤيته هو الوجه الذي لم يكن ينبغي رؤيته. لقد تعودت على ذلك أعيننا لأننا نرى وجهه غير الصحيح منذ سنوات، والآن أعيد إلى شكله الأصلي الذي ظهر في اللوحات الأصلية من فترة محمود الثاني".

وختم قائلاً: "منذ عدة سنوات، كنا ننظر إلى البرج من إسطنبول، والآن سنشاهد إسطنبول من برج الفتاة".