مفوض الاتحاد الأوروبي السابق: يجب أن يكون العالم ممتناً لأردوغان على صفقة الحبوب

إسطنبول
نشر في 03.05.2023 01:08
الأناضول (الأناضول)

"يجب أن تكون أوروبا وبقية العالم ممتنة للرئيس رجب طيب أردوغان على الجمع بين روسيا وأوكرانيا والشروع في اتفاق حاسم في زمن الحرب خفف من مخاوف الإمدادات الغذائية العالمية"، وفق ما صرح به مسؤول كبير سابق في الاتحاد الأوروبي.

وقال فرانز فيشلر، المفوض الأوروبي السابق للزراعة والتنمية الريفية ومصايد الأسماك، لصحيفة "ديلي صباح"، إن "صفقة تصدير الحبوب الأوكرانية، التي تم التوصل إليها بوساطة من تركيا والأمم المتحدة في يوليو الماضي، بعد أن حوصرت بسبب الغزو الروسي، ساعدت في تخفيف المشاكل المتعلقة بالإمدادات الغذائية العالمية، وخاصة إلى دول في إفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من آسيا، حيث يعاني الكثير بالفعل من الجوع.

جاءت تصريحات فيشلر على هامش البرنامج التنفيذي لقادة المستقبل (FLEP) الذي ينظمه منتدى شباب التعاون الإسلامي (ICYF) في إسطنبول السبت الماضي.

وأضاف فيشلر: "صحيح أن السيد الرئيس أردوغان، بصفته وسيطًا، كان قادراً على الجمع بين الطرفين وبدء صفقة تجارية أو صفقة نقل، وأعتقد أن أوروبا وأيضاً بقية العالم يجب أن تكون ممتنة له"، مضيفاً: "لكن من المهم الآن أن تستمر هذه (المبادرة)".

ومن المقرر أن تنتهي الاتفاقية التاريخية في 18 مايو ما لم يتم تجديدها، وهددت روسيا مراراً وتكراراً بالتخلي عن مبادرة حبوب البحر الأسود ما لم يزيل الغرب العقبات أمام صادرات الحبوب والأسمدة الروسية.

وروسيا وأوكرانيا منتجان رئيسيان للحبوب، لكن موسكو تقول إن أجزاء من الاتفاق تهدف إلى السماح لها بتصدير سلعها الزراعية عبر البحر الأسود لم يتم الوفاء بها.

وأضاف فيشلر: "بسبب القوة التصديرية للبلدين، روسيا وأوكرانيا، فإن التدفق الحر للحبوب هو حقاً في غاية الأهمية"، وهذا يتطلب حصاداً مفتوحاً وموانئ، وطالما استمرت الحرب، فإنها تتطلب اتفاقيات بين الأطراف المعنية.

وعلى الرغم من أن العقوبات الغربية لم تستهدف الصادرات الزراعية الروسية صراحةً، إلا أن موسكو تقول إن القيود المفروضة على مدفوعاتها، والخدمات اللوجستية، التي فُرضت على أعمالها العسكرية في أوكرانيا، خلقت عائقاً أمام تصدير الحبوب والأسمدة.

كما تحدث فيشلر عن مخاوف بشأن ارتفاع أسعار المواد الغذائية والتي قال إنها "تنبع في جزء منها من مشاكل صفقة الحبوب في البحر الأسود ومشاكل التضخم التي تعاني منها الأسر في جميع أنحاء العالم".

وأردف المسؤول السابق في الاتحاد الأوروبي: "أولاً وقبل كل شيء، مشاكل البحر الأسود بالضبط ومشاكل تصدير القمح والحبوب الأخرى تخلق اضطرابات في الأسعار الدولية لأن أسواق القمح، أو أسواق الحبوب الأخرى، أو أسواق العقود الآجلة، بمجرد أن يصبح السوق صعباً، مضيفاً "إنها تؤثر على الأسعار في المستقبل".

وتابع فيشلر:"كما رأيتم، ربما عند متابعة الإحصائيات في أسواق السلع، ارتفعت الأسعار فور بدء إغلاق الموانئ ثم انخفضت بعد إتمام الصفقة".

وزاد: "نشهد مواقف مماثلة في كثير من الأحيان، عندما واجهنا، على سبيل المثال، مشكلة مماثلة ولكن بعد ذلك بناءً على تكهنات بشكل رئيسي في عام 2015، وسنرى وضعاً مشابهاً أيضاً في سياقات أخرى".

وأضاف: "ما الذي يمكن عمله؟ السبيل الوحيد للخروج في هذه المواقف هو الحصول على اتفاقيات وصفقات وقواعد وأنظمة".

وشدد فيشلر أيضاً على أن التضخم المرتفع هو عامل يجعل المزيد من الناس غير آمنين، واصفاً الأمن الغذائي بأنه "قضية ضخمة في جميع أنحاء العالم".

وأشار إلى أن "الأمن الغذائي في شكله المتطرف، يضاعف مشكلة الجوع الآن منذ حوالي خمس سنوات ويقول المزيد من الخبراء إن هدف التنمية المستدامة (أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة) المتمثل في القضاء على الجوع بحلول عام 2030 بعيد المنال".

وختم فيشلر: "سنرى ما إذا كان هذا سيحدث، ولكن هناك أمر واحد واضح، أننا لن نكون قادرين على القضاء على الجوع في هذه الفترة القصيرة، ولكن على الأقل دعونا نأمل أن يكون من الممكن تقليل عدد الجياع ، وخاصة الأطفال، لأن الأطفال هم أكثر من يعاني من هذا الوضع".