أردوغان: المحاولة الانقلابية الفاشلة أظهرت للعالم كله مدى قوة تركيا وشعبها

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 08.08.2016 00:00
آخر تحديث في 08.08.2016 12:20
أردوغان: المحاولة الانقلابية الفاشلة أظهرت للعالم كله مدى قوة تركيا وشعبها

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "لقد أظهر يوم 15 تموز/ يوليو لأصدقائنا إن تركيا قوية ليس فقط أمام الهجمات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية فحسب، بل قوية أيضاً أمام التخريبات العسكرية، وإنها لن تنهار، ولن تخرج عن مسارها".

جاء ذلك في كلمة له، أمس الأحد، ألقاها أمام ملايين الأتراك الذين شاركوا في تجمع "الديمقراطية والشهداء" في ميدان "يني قابي" باسطنبول، برعاية رئيس الجمهورية، وبمشاركة القادة السياسيين الأتراك بينهم زعميا أكبر حزبين معارضين في البرلمان التركي.

وحيا أردوغان الملايين في يني قابي وفي ميادين الولايات الـ81 بعموم تركيا، التي نصبت فيها شاشات عملاقة لنقل وقائع تجمع "الديمقراطية والشهداء" في اسطنبول على الهواء مباشرة، حيث وجه شكره للشعب التركي الذي ملئ الميادين والمطارات والشوارع ليلة المحاولة الانقلابية الفاشلة، وواجهوا الدبابات والمروحيات والمقاتلات بشجاعة.

وقال أردوغان "إن الشعب التركي الذي ملء الشوارع ليلة المحاولة الانقلابية نال شرف الكفاح والشهادة وكتب اسمه بحروف من ذهب على صفحات التاريخ".

وأشار أردوغان أن أعداء تركيا الذين كانوا ليلة الانقلاب ينتظرون بحماس دمار البلاد، استقيظوا صبيحة اليوم التالي للمحاولة الانقلابية الفاشلة، بالقهر والحزن عندما أدركوا أنهم يواجهون عملاً صعباً.

وقال: "إن حالة الإيمان التي تجلّت بكل المدن التركية في 15 تموز شبيهة بإلإيمان عند حرب الاستقلال التي بدأها مصطفى كمال (أتاتورك)".

وأشار أردوغان أن المشهد في ميدان يني قابي "بثّ القهر والحزن في نفوس الأعداء كصبيحة 16 يوليو (اليوم التالي للانقلاب)".

وتابع قائلاً: "ما يجب أن نفعله الآن هو السعي للارتقاء إلى ما فوق مستويات الحضارات المعاصرة والتضامن فيما بيننا لمواصلة طريقنا".

وبخصوص مطالب إعادة عقوبة الإعدام، قال أردوغان: "إذا الشعب التركي باعتباره صاحب القرار المطلق ارتأى إعادة تطبيق أحكام الإعدام فإنني أعتقد بأنّ الأحزاب السياسية أيضاً ستتوافق مع هذا القرار".

وأضاف: "البرلمان التركي هو المخوّل بإصدار قرار إعادة تطبيق عقوبة الإعدام وفي حال صدر قرار من هذا القبيل سأصادق عليه"، مشيراً أن عقوبة الإعدام مسموح بها، في الولايات المتحدة، والصين، واليابان، وأغلب الدول في العالم، مؤكداً أنه "لن يتمكن أحد من جلب العبودية والإذلال لهذا الشعب".

وأشار الرئيس التركي إلى أن المنظمة الإرهابية هي الأداة الظاهرة للتهديد المحدق بتركيا (لم يذكره)، مضيفاً: "نعلم جيدًا أن هذه اللعبة والسيناريو (الانقلاب الفاشل) أمر يفوق قدراتهم".

وأضاف قائلاً: "نحن بالتأكيد ملزمون بالكشف عن جميع أعضاء هذه المنظمة وتطهيرها قضائيًا، غير أن اكتفاءنا بهذا القدر يسبب ضعفًا في مناعتنا الدفاعية أمام فيروسات مماثلة".، مردفًا "إن هذا الشعب أظهر في 15 يوليو أن هذا البلد لا يمكن تدميره".

وشدد أردوغان أن الشيء الوحيد الذي لم تحسب له منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية حساباً هو الشعب التركي وإيمانه ووعيه، مؤكدًا على نزاهة أغلبية القوات المسلحة التركية الوطنية، بعدم تورطها في الانقلاب الفاشل.

وفيما يتعلق بإغلاق الثانويات العسكرية في البلاد، أشار أردوغان إلى رفض بعض العسكريين السابقين إغلاق تلك الثانويات، موجهًا كلمة لهؤلاء العسكريين: "إن من نفذ الانقلاب الفاشل هم فئة موحدة من عناصر منظمة فتح الله غولن الإرهابية الذين تخرجوا من تلك الثانويات، متسائلاً لماذا نخرّج فئة واحدة؟".

وقال أردوغان إنه ينبغي عليهم كدولة وشعب أن يقوموا بالتحليل الجيد للقوى التي تقف وراء الانقلابيين الذين قاموا بالمحاولة الانقلابية في 15 تموز/يوليو، وعدم الاكتفاء بالكشف عن منفذيها فقط، مضيفًا: "بعض عناصر غولن الإرهابية ما زالت تتردد في البوح عن هؤلاء الأشخاص".

وأكد على أهمية تعزيز جميع مؤسسات الدولة أمام خطر تغلغل شبكات المنظمات الإرهابية من قبل بي كا كا وفتح الله غولن وداعش، وشدد قائلاً: "من اليوم فصاعدًا سنتحرّى عن الأشخاص في مؤسسات الدولة وخاصة في القضاء وسنحاسب أعضاء منظمة غولن الإرهابية حيث سينالون عقابهم".

وحول المدارس ومساكن الطلاب التابعة للمنظمة الإرهابية التي أغلقتها الحكومة التركية، أكد أردوغان أن الدولة ومنظمات المجتمع المدني في البلاد ستهيأ مدراس ومساكن أفضل للمتضررين من تلك التي أغلقها الحكومة.
وأشار أردوغان إلى أن تركيا القوية هي أمل كل المظلومين في العالم، وأنها ستظل دوماً هكذا عوناً وسنداً لكل المظلومين والمضطهدين، ولن تتخلى أبداً عن من يعقدون الآمال عليها.

وفي شأن أخر، قال أردوغان: "إن ألمانيا لم تسمح له بالتواصل عبر دائرة تلفزيونية مغلقة مع متظاهرين أتراك في مدينة كولونيا، في الوقت الذي سمحت (ألمانيا) فيه لمن هم في جبال قنديل (زعماء بي كا كا الإرهابية في شمال العراق) بإجراء اتصال فيديو مع ألمانيا"؛ مرسلاً شكره للمواطنين الأتراك في بلاد المهجر الذين عاشوا (في الفترة الراهنة) أيام عصيبة جراء استهدافهم من قبل الإعلام الغربي.

وكانت ألمانيا التي منعت اتصال أردوغان مع المتظاهرين عبر دائرة تلفزيونية قبل أسبوع، سمحت لـ "مراد قره يلان"، أحد قادة منظمة بي كا كا الإرهابية عبر قناة تابعة للمنظمة، من مخاطبة أنصار المنظمة في كولونيا، عام 2011.

ومنعت السلطات الألمانية، الأسبوع الماضي، تواصل أردوغان مع المتظاهرين في مدينة كولونيا الألمانية المنددين بمحاولة الانقلاب، حيث كان من المخطط أن يلقي كلمة للمتظاهرين من خلال اتصال بواسطة دائرة تلفزيونية مغلقة (تيلي كونفرنس).

وجدد أردوغان اعتزازه بالشعب التركي "الشجاع والواعي" الذي جعل العالم كله يُعجب به، حيث أن دعوات مئات الملايين من المظلومين كانت معهم، مضيفًا: "حدودنا الجغرافية غير حدودنا القلبية التي لا حد لها، وهي قادرة على اتساع الجميع في شتى بقاع الأرض".

وفي وقت سابق من يوم أمس وبمشاركة الملايين، شهد ميدان "يني قابي" باسطنبول، فعالية جماهيرية كبيرة تحت اسم، تجمع "الديمقراطية والشهداء"، ويعد تتويجًا لمظاهرات "صون الديمقراطية" التي شهدتها ميادين معظم المدن والولايات التركية، منذ ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة، في 15 يوليو/ تموز الماضي، وذلك تلبية لدعوة وجهها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان للجماهير