أحد مؤسسي تنظيم غولن يكشف تعاون التنظيم مع السي اي ايه وأحلامه في إمامة العالم

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 13.08.2016 00:00
آخر تحديث في 13.08.2016 16:28
أحد مؤسسي تنظيم غولن يكشف تعاون التنظيم مع السي اي ايه وأحلامه في إمامة العالم

كشف نور الدين فيرين، أحد مؤسسي تنظيم غولن الإرهابي، وأحد الأصدقاء المقربين لغولن منذ عام 1966، عن التعاون الوثيق الذي يجري في الخفاء بين تنظيم غولن وجهاز الاستخبارات الأمريكي (سي آي إيه)، مرجحاً أن ترفض الولايات المتحدة إعادته الى تركيا في المستقبل القريب، نظراً الى العلاقة الجيدة بين الطرفين والتي تقوم على المصالح المشتركة.

وقال فيرين، المنشق عن التنظيم في عام 1996، على إثر خلافات فكرية عميقة مع غولن، أن الأخير يسعى الى الوصول الى سلطة دينية تخوله بأن يكون "أماماً للعالم"، مستعيناً بالدعم والتسهيلات الأمريكية التي تقدم له مقابل تسريب معلومات استخباراتية حساسة حول تركيا، من خلال تغلغله في الأوساط العليا في الدولة.

وقال فيرين أن اللبنات الأولى للتنظيم وضعت في عام 1966، حين قدم غولن من محافظة أدرنة الى محافظة إزمير، وكان لا يحمل شهادة التعليم الإبتدائي، وفي وضع اقتصادي سيء للغاية، لكنه اضطر لتزوير شهادة دراسية له للتمكن من العمل كإمام في مؤسسات الدولة. وكان يعيش في مسجد صغير، وهو المكان الذي التقى به بفيرين لأول مرة.

وقال فيرين: "إن الوضع العام في السبعينيات كان ملائماً جداً لبدء نشاط التنظيم، حيث كان الصراع محتدماً بين اليمين المتطرف والشمال التركي، وكان المحافظون يتعرضون للتضييق. فاقترح غولن أن يتم احتواؤهم من خلال استئجار منازل تكون سكناً لهم". وهكذا بدأ التنظيم بالتعاون مع رجال الأعمال وأصحاب رؤوس الأموال لجمع التبرعات واستئجار منازل وشقق للطلاب، ثم ما لبث الأمر أن تحول الى مشاريع أضخم لبناء عدد من السكنات الطلابية وصل عددها الى 100 سكن في عموم تركيا في عام 1980. وأشار فيرين الى أن التنظيم قام باستقطاب أصحاب رؤوس الأموال المضيق عليهم، وكانت هذه البداية هي ما أعطت التنظيم اسم "الخدمة".

كما أشار فيرين الى أن قانون ترخيص المدارس الخاصة في تركيا، في عام 1983، قد جاء لصالح التنظيم الذي سارع الى افتتاح مدارس خاصة ومدارس تقوية وهو ما أمن التدفق المالي الى جيوب التنظيم.

ومع تفكك الإتحاد السوفييتي، مهد الطريق أمام غولن لنقل تجربته خارج تركيا من خلال افتتاح العديد من المدراس في الجمهوريات التركية التي خرجت من سلطة الإتحاد السوفييتي، وتم تأمين الكثير من التسهيلات لتواجد التنظيم وتغلغله في تلك الدول. وكانت هذه هي نقطة البداية في العلاقة بين التنظيم و(السي آي إيه) الأمريكي، على حد قول فيرين، الذي أشار الى أن الاستخبارات الامريكية كانت متغلغلة هي الأخرى في بنية الجمهوريات الناشئة، وكانت قد أغرقت السوق بأساتذة اللغة الانجليزية المرتبطين بها.

وقال فيرين: "لقد حضرت العديد من الاجتماعات العليا في التنظيم في عام 1996، وكان غولن يأمر أتباعه فيها بالسيطرة على الجيش وجهاز الشرطة والقضاء. كنا نظن أننا نربي الجيل الناشئ على الأخلاق الصالحة والمحافظة، وخدمة الوطن. لكن العالم انهار من حولي. وبعد أن حذرت غولن من سياساته، تم عزلي وإبعادي عن التنظيم ووصلتني رسالة تحذير من الاقتراب منه أو من أتباعه".

وأكد فيرين على أن التنظيم ينتهج سياسة التغلغل في صفوف ومؤسسات الدولة منذ ما يقارب الأربعين عاماً، مشيراً الى الحاجة الى تطهير المؤسسات من عناصره.

وحول المحاولة الانقلابية، قال فيرين أنها صنيعة تنظيم غولن والاستخبارات الأمريكية، وأن الاثنين يسعيان الى الإطاحة بحكم رجب طيب أردوغان. وأضاف: "الأمر كله متعلق بالنمو السريع لتركيا، وبأردوغان، الذي لا يمكن السيطرة عليه. ها هو السيسي في مصر. هل تريد الولايات المتحدة الديمقراطية في مصر؟ لا هي تريد شخصاً تسهل السيطرة عليه".

وحول الخلاف بين أنقرة وواشنطن بخصوص موقف الأخيرة من غولن، ومطالب تركيا بإرجاعه، رجح فيرين أن لا تستجيب واشنطن للمطالب التركية، نظراً الى أنها لا تزال بحاجة إليه. وأضاف: "لم يحن بعد موعد انتهاء صلاحية غولن. فهو لديه العديد من المدارس حول العالم، وهناك تدفق من المعلومات الاستخباراتية عبر تنظيمه الى الاستخبارات الأمريكية".