أردوغان في زيارة تاريخية للسودان لإرساء علاقات إستراتيجية

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 24.12.2017 00:00
آخر تحديث في 24.12.2017 13:46
من لقاء أردوغان والبشير على هامش قمة إسطنبول الإسلامية من لقاء أردوغان والبشير على هامش قمة إسطنبول الإسلامية

يتزايد الاهتمام الشعبي والرسمي، بزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، منذ إعلان الحكومة السودانية الأسبوع الماضي، زيارته المرتقبة إلى البلاد.

فعلى الصعيد الرسمي، ينظر السودان إلى تركيا كحليف إستراتيجي بات مؤثراً على الساحة السياسية الدولية، وترغب الخرطوم في تطوير العلاقات مع أنقرة على كافة الصعد.

أما شعبياً فمواقف الرئيس التركي مؤخراً، من القضية الفلسطينية والقدس تحديداً، جعلته يحظى بتأييد وجماهيرية عالية لدى قطاعات كبيرة بين السودانيين على اختلاف انتماءاتهم السياسية.

وتعد زيارة أردوغان هذه الثانية له، بعد زيارته الأولى إلى السودان في مارس/ آذار 2006، عندما كان يشغل منصب رئيس الوزراء، والأولى لرئيس الجمهورية التركية.

* جدول أعمال

الخميس الماضي، وعند إعلان الزيارة المقررة اليوم الأحد، عبّرت الحكومة السودانية، عن ترحيبها بالزعيم التركي، في بيان صدر عن وزارة الخارجية في البلاد.

ووصف البيان الزيارة التي تستغرق يومين بالتاريخية، كونها الأولى من نوعها لرئيس تركي منذ استقلال البلاد في 1956.

وقالت الخارجية السودانية إن الزيارة التي تأتي تلبية لدعوة الرئيس السوداني عمر البشير، "ستشكل نقلة نوعية في العلاقات بين البلدين".

وعلى جدول أعمال الزيارة، من المقرر أن يجري الرئيسان مباحثات مشتركة، وسيوقّعان عدداً من الاتفاقيات، كما سيشاركان في ختام انعقاد الملتقى الاقتصادي بين البلدين، بمشاركة أكثر من 150 شركة تركية.

ومن المقرر أن يزور الرئيس التركي مدينتي بورتسودان وسواكن (شرق) لتفقد الآثار العثمانية، كما سيشهد توقيع عدد من الاتفاقيات الخاصة بالمنطقة الحرة والميناء.

وضمن الزيارة سيتسلم أردوغان درجة الدكتوراة الفخرية من جامعة الخرطوم (أعرق جامعات السودان)، اعترافاً بجهده في قيادة نموذج ناهض للتنمية في بلاده، وخلق شراكات مع السودان والمجتمع المدني في مجالات مختلفة.

** تنسيق سياسي

وذكرت وكالة الأنباء السودانية الرسمية (سونا) أن البلدين عملا على تقديم الدعم لبعضهما في المحافل الدولية.

وأشارت الوكالة إلى دور السودان في فوز تركيا بالعضوية غير الدائمة لمجلس الأمن، لفترة 2009-2010.

وفي ملف أصدرته الوكالة حول العلاقات بين أنقرة والخرطوم، الخميس، بمناسبة زيارة أردوغان، لفتت إلى دعم الحكومة السودانية لمرشح تركيا لمنصب الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي في 2007.

وأشارت إلى دعوة الحكومة السودانية المستمرة لحل المسألة القبرصية في إطار الأمم المتحدة.

وتمسكت الحكومة التركية، وفق الملف، بدعوة المجتمع الدولي لاعتماد الطرق الدبلوماسية في التعامل مع السودان وحل قضاياه.

كما أعلنت موقفاً صريحاً برفضها ادعاءات المحكمة الجنائية الدولية ضد الرئيس، الذي تتهمه منذ 2009، بـ"ارتكاب جرائم حرب" وأخرى ضد الإنسانية، في إقليم دارفور، إضافة إلى اتهامه بـ"الإبادة الجماعية" في 2010.

ولفت الملف ذاته، إلى تقديم تركيا مقترحا لدعم السلام والاستقرار بين السودان ودولة جنوب السودان، عبر آلية للتعاون الثلاثي بين أنقرة والخرطوم وجوبا، لتنفيذ بعض المشاريع الاقتصادية، بما يعزز السلام والاستقرار عقب انفصال دولة الجنوب في 2011.

*اتفاقيات البلدين

على صعيد العلاقات الثنائية، وقع السودان وتركيا اتفاقية للتعاون الفني في 1989، قبل أن يوقعا برتوكولاً للتعاون الثقافي، واتفاقية لجدولة ديون السودان في 1992.

وشهد 2002 توقيع عدة اتفاقيات للتسهيلات الائتمانية، لبناء الجسور ومشاريع الصرف الصحي، تلتها اتفاقية للتعاون الصحي في 2007.

ووقع البلدان أيضاً اتفاقية للتعاون بين المركز القومي للدراسات الدبلوماسية السوداني (حكومي)، والأكاديمية الدبلوماسية التركية في 2010.

وفي العام ذاته، تم التوقيع على اتفاقية إلغاء تأشيرات الدخول لحاملي الجوازات الدبلوماسية بين البلدين.

وبعد خمسة أعوام وقعا مذكرة تفاهم في مجال الإرشاد والأوقاف. وأخرى في مجال المعلومات والتقنيات الإلكترونية بين وزارتي خارجية البلدين.

وفي إبريل/ نيسان 2015 جرى توقيع اتفاقيات تعاون في مجالات الصحة الإلكترونية، والفنون والعلوم والجوانب العسكرية.

* التبادل التجاري

في 2013 بلغ حجم التبادل التجاري 291 مليون دولار، ليرتفع في 2015 إلى نحو 320 مليون دولار، حسب وكالة "سونا".

وقالت وزارة الاستثمار السودانية، الخميس، إن حجم الاستثمارات التركية في البلاد بلغ ملياري دولار، خلال الأعوام الـ17 الماضية.

وذكر تقرير صادر عن الوزارة أن "عدد المشاريع الاستثمارية (في السودان) بلغ 288 مشروعاً، خلال الفترة ذاتها".

ويتبادل البلدان الصادرات الزراعية، في حين تستورد السودان من تركيا الأجهزة الكهربائية، ومدخلات الإنتاج الصناعي والزراعي والملابس.

وساهم بنك تنمية الصادرات التركي في مشروعات البنى التحتية بالخرطوم، إذ تم إنشاء جسري "المك نمر" و"الحلفايا" بالعاصمة، فضلا عن محطتي "مياه الخرطوم بحري"، والصرف الصحي، بتمويل يبلغ نحو 100 مليون دولار.

* المنح

وقدمت تركيا للسودان تسهيلاً ائتمانياً، بحدود 100 مليون دولار في 2008، رفعته لاحقاً إلى 200 مليون دولار.

ومنحت أنقرة الخرطوم أيضاً مبلغ 4.7 ملايين دولار، لإنشاء "المستشفى التركي" في ضاحية الكلاكلة جنوب العاصمة الخرطوم، في عام 2000.

وخصصت منحة بمبلغ 50 مليون دولار، لإنشاء "المستشفى التركي"، في مدينة نيالا، غربي البلاد.

وتواصل تركيا تقديم المنح العلاجية السنوية للمرضى السودانيين، كما تخصص منحاً دراسية للطلاب في كل المستويات التعليمية بالجامعات التركية.