واشنطن تريد تقليص حجم بعثة حفظ السلام في قبرص أو إلغاءها

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 26.07.2018 00:00
آخر تحديث في 26.07.2018 20:56
جندي من قوات حفظ السلام يقف في المنطقة الفاصلة بين شطري الجزيرة AP جندي من قوات حفظ السلام يقف في المنطقة الفاصلة بين شطري الجزيرة (AP)

في مسعى من الولايات المتحدة الأمريكية إلى إحداث إصلاحات في قوات حفظ السلام الأممية في جزيرة قبرص، تدرس واشنطن حاليا خيارين اثنين هما إما تقليص بعثة حفظ السلام في الجزيرة أو إلغاؤها.

هذا وتطالب إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإجراء إصلاحات وتخفيض عدد جنود بعثة حفظ السلام الأممية بجزيرة قبرص، على غرار تخفيض تمويل بعثات حفظ السلام الأممية الأخرى.

ووفق معلومات حصلت عليها مراسلة الأناضول من مصادر دبلوماسية في الأمم المتحدة، فإنّ واشنطن طلبت من زعماء شطري جزيرة قبرص الإسراع في اتخاذ الخطوات السياسية اللازمة لتحقيق السلام في الجزيرة. وأضافت المصادر، أنّ إلغاء بعثة حفظ السلام الأممية في جزيرة قبرص، يأتي في مقدمة الخيارات التي تدرسها واشنطن.

لكن المصادر ذاتها تقول إن بريطانيا وروسيا وفرنسا والصين لا تؤيّد هذا الخيار.

وذكرت المصادر أن فرنسا وبريطانيا تقولان إن بعثة حفظ السلام الأممية توفر الاستقرار للجزيرة، وتخفف من حدة التوتر بين القبارصة الأتراك والروم، كما ترى روسيا والصين فائدة في إبقاء البعثة بالجزيرة كما هي، دون تغيير.

وترفض إدارة قبرص الرومية فكرة تخفيض عدد قوات حفظ السلام الأممية أو إلغاء البعثة تمامًا، وفق الرسالة التي بعثت بها الإدارة إلى مجلس الأمن الدولي والتي حصلت الأناضول على نسخة منها.

وقالت إدارة قبرص الرومية في رسالتها إن البعثة تحقق الاستقرار في الجزيرة، وتمهد الأرضية المناسبة لمحادثات السلام من خلال تخفيض حدة التوتر بين الجانبين التركي والرومي.

وأوضحت إدارة قبرص الرومية أن بعثة حفظ السلام في قبرص من أصغر البعثات الأممية، وهي ليست عبئًا على الأمم المتحدة؛ نظرًا إلى ميزانيتها الضئيلة التي لا تعادل سوى 0.5 % من الميزانية العامة المخصصة لبعثات حفظ السلام الأممية.

في المقابل، ترى جمهورية شمال قبرص التركية أن بعثة حفظ السلام الأممية فقدت قيمتها وفعاليتها في الجزيرة.

وفي وقت سابق، قال وزير خارجية شمال قبرص التركية، قدرت أوزرساي، إنّ قوات حفظ السلام الأممية باتت تقوم بأدوار كلاسيكية وغير مجدية في الجزيرة، كساعي بريد ينقل الرسائل بين شطري الجزيرة.

وفي 31 تموز/ يوليو الجاري، ستنتهي مهمة بعثة حفظ السلام الأممية في قبرص، لكن من المنتظر أن يتم تجديد المهمة وتمديد مدة بقاء البعثة في الجزيرة في 26 يوليو/ تموز الجاري.

وبحسب مراقبين ودبلوماسيين، فإنه من المرجح أن يوافق مجلس الأمن الدولي على تمديد فترة بقاء البعثة في جزيرة قبرص لمدة 6 أشهر إضافية.

لكن المصادر الدبلوماسية نفسها، تقول إن الولايات المتحدة عازمة وبشكل جاد على إجراء إصلاحات في بنية البعثة الأممية في المرحلة القادمة.

وتوجد بعثة حفظ السلام في قبرص، منذ عام 1994، ويتم تجديد فترة بقائها في الجزيرة كل 6 أشهر ويعمل فيها حوالي ألف شخص.

ومنذ عام 1974، تعاني جزيرة قبرص الانقسام بين شطرين، تركي في الشمال، ورومي في الجنوب، وفي 2004، رفض القبارصة الروم خطة قدمتها الأمم المتحدة لتوحيد شطري الجزيرة.

وتتمحور المفاوضات حول 6 محاور رئيسة هي: الاقتصاد و شؤون الاتحاد الأوروبي والملكيات، إلى جانب تقاسم السلطة (الإدارة) والأراضي، والأمن والضمانات.

ويطالب الجانب القبرصي التركي ببقاء الضمانات الحالية حتى بعد التوصل الى الحل المحتمل في الجزيرة، ويؤكد أن الوجود التركي (العسكري) في الجزيرة شرط لا غنى عنه للقبارصة الأتراك.

أما الجانب القبرصي الرومي، فيطالب بإلغاء معاهدة الضمان والتحالف، وعدم استمرار الوجود التركي في الجزيرة عقب أي حل محتمل.