المبعوث التركي إلى ليبيا: نقف على مسافة متساوية من جميع الأطراف ونسعى للحل

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 17.02.2019 16:12
أمر الله إيشلر المبعوث التركي إلى ليبيا أمر الله إيشلر المبعوث التركي إلى ليبيا

قال المبعوث التركي إلى ليبيا، والنائب البرلماني عن حزب "العدالة والتنمية" في أنقرة، أمر الله إيشلر، إنه يمكن التوصل إلى حل في ليبيا حال إظهار إرادة دولية قوية.

وأفاد إيشلر، في مقابلة مع الأناضول، بأن الحال في دول شهدت الربيع العربي مثل سوريا واليمن، وصل إلى نوع من الغموض بفعل المجتمع الدولي والأطراف التي أطلقت الثورات المضادة في هذين البلدين.

وأكد على ضرورة أن يتم تقييم الأزمة الليبية بشكل مختلف عن الأزمة المستمرة في هذين البلدين.

وأضاف: "أعتقد بأنه في حال تم إيجاد حل للأزمة في سوريا، فإن الأمر سينعكس إيجابيا على الحل في كل من ليبيا واليمن".

وأشار إلى أنه في حال إظهار المجتمع الدولي إرادة سياسية حقيقية فإن الحل في ليبيا قد يصبح ممكنًا، مضيفا: "لم نرَ إرادة سياسية قوية حتى الآن، تركيا تسعى لدفع المجتمع الدولي نحو التركيز على الحل من خلال تصريحاتها المتكررة بخصوص أن العالم أكبر من 5 (في إشارة إلى الدول الدائمة في مجلس الأمن)".

ولفت إلى أن المبعوث الأممي الخاص إلى ليبيا، غسان سلامة، أعلن قبل عام ونصف العام خريطة طريق لحل الأزمة السياسية في البلاد، إلا أنه لم تتخذ أي خطوة في هذا الشأن.

وأعرب إيشلر عن أمله البدء بتنفيذ مراحل خريطة الطريق التي أعلنتها الأمم المتحدة تباعا بالسرعة القصوى.

وفيما يخص إطلاق الجنرال خليفة حفتر، المدعوم من مجلس النواب في طبرق، عملية عسكرية جنوبي البلاد، أوضح إيشلر أنها "محاولة من حفتر لنشر قواته في البلاد بشكل يخالف الاتفاقية السياسية" في إشارة إلى اتفاق الصخيرات بين الأطراف الليبية.

وأردف أن قوات حفتر تمكنت من القضاء على المعارضين بسهولة بفضل الدعم الجوي الذي تتلقاه من مصر والإمارات، وتواصل صراع القوى في البلاد.

ولفت إيشلر إلى أنه أجرى زيارته الأولى إلى الشرق الليبي بعد تعيينه مبعوثا خاصا، والتقى خلالها الأطراف السياسية في البلاد باستثناء حفتر.

وأوضح أنه وجّه رسالة إلى تلك الأطراف مفادها أن حل الأزمة يجب أن يتم عبر الحوار بين كافة الأطراف، مؤكدا أن بلاده تعارض التدخلات الخارجية، وتقف على مسافة واحدة من كل الأطراف.

وشدد على تمسك تركيا بمبادئها في سبيل حل الأزمة الليبية، انطلاقا من رغبتها في إحلال الأمن والسلام والاستقرار في البلاد.

وأكد إيشلر أن تركيا تؤدي دورا إيجابيا في إطار مساعي الحل في ليبيا، داعيا كافة الأطراف للتعامل بإيجابية مع الأمر والابتعاد عن تطبيق المعايير المزدوجة.

ولفت إلى أن كل من السعودية والإمارات ومصر تتهم تركيا بتقديم السلاح لبعض الأطراف الليبية، في محاولة منها لإخفاء دعمها لقوات حفتر.

وتابع قائلا: "خلال محادثاتنا مع هذه الدول، أخبرناهم مرارا وتكرارا بأنه لو قدمت تركيا الدعم لأحد الأطراف أسوة بهم، لتغيرت الموازين على الأرض، إنهم يحاولون تحميلنا نتيجة أخطائهم".

وفيما يخص المزاعم بنية حفتر تقديم شكوى ضد تركيا في مجلس الأمن، أوضح إيشلر: "لا أصدق تلك الأنباء، وحتى لو كانت صحيحة لن تؤدي إلى نتيجة، لأن الجميع يعرف أن تركيا تدعم الوحدة والاستقرار في ليبيا وتقف على مسافة واحدة من كافة الأطراف هناك".

ومنذ سنوات تعاني ليبيا الغنية بالنفط صراعا على الشرعية والسلطة يتركز حاليا بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا في العاصمة طرابلس (غرب) وحفتر المدعوم من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق.