تركيا واليونان.. نحو مباحثات استكشافية على طريق حل الأزمة

وكالة الأناضول للأنباء
أنقرة
نشر في 24.09.2020 12:24
آخر تحديث في 24.09.2020 12:34
سفينة الأبحاث والمسح السيزمي التركي أوروتش رئيس DHA سفينة الأبحاث والمسح السيزمي التركي أوروتش رئيس (DHA)

تستعد تركيا واليونان لاستئناف الجولة الحادية والستين من مباحثاتهما الاستكشافية، بهدف إيجاد حل للخلافات القائمة بينهما في بحري إيجة والمتوسط.

وأكد الاتحاد الأوروبي، الأربعاء، أن التحضيرات لهذه المباحثات الاستكشافية "ستتواصل على مستوى المستشارين"، بالتزامن مع إعلان حلف شمال الأطلسي الناتو، أن المحادثات الفنية بين تركيا واليونان حول شرق البحر المتوسط، "حققت تقدما جيدا".

وعقد البلدان الجولة الـ 60 مطلع مارس/ آذار 2016، بالعاصمة اليونانية أثينا، من تلك المباحثات الاستشكافية التي انطلقت أولاها عام 2002 بالعاصمة التركية أنقرة.

** خطوات تشهد تقدما

والثلاثاء، جمعت قمة ثلاثية عبر تقنية "فيديو كونفرانس"، الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مع رئيس المجلس الأوروبي شارل ميشيل، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل.

وأفاد بيان صادر عن دائرة الاتصال بالرئاسة التركية، أن أردوغان ناقش مع ميركل وميشيل، مستجدات الأوضاع شرق المتوسط، وأنه تم خلال اللقاء تأكيد استعداد تركيا واليونان للشروع في محادثات استكشافية.

وخلال اللقاء المذكور، شدد الرئيس التركي على ضرورة الحفاظ على الزخم النسبي الرامي إلى خفض التوتر شرق المتوسط، مؤكدا أهمية تفعيل قنوات الحوار عبر خطوات متبادلة.

كما أكد أردوغان أن تركيا كانت وما زالت تؤيد حل الخلافات عن طريق الحوار، وأن أنقرة لم تتخلّ عن ضبط النفس رغم كافة الاستفزازات.

وأعرب عن تقديره لمبادرات ألمانيا الرامية للعب دور الوساطة، لافتا إلى أهمية الخطوات التي ستقدم عليها اليونان، من حيث كيفية المضي قدما في الاتفاق على تنشيط قنوات الحوار واستئناف المباحثات الاستكشافية بين البلدين.

والأربعاء، أعلن باريند ليتس، المتحدث باسم رئيس المجلس الأوروبي، في بيان، أن التحضيرات لإجراء محادثات استكشافية بين اليونان وتركيا بخصوص التوتر شرق المتوسط، ستتواصل على مستوى المستشارين.

وأضاف: "تناول ميشيل وأردوغان وميركل موضوع استئناف المحادثات الاستكشافية المباشرة بين تركيا واليونان، وستتواصل التحضيرات بهذا الخصوص على مستوى المستشارين".

وقال أمين عام حلف شمال الأطلسي "ناتو" ينس ستولتنبرغ، الأربعاء، إن المحادثات الفنية بين تركيا واليونان، حول شرق البحر المتوسط، "حققت تقدما جيدا".

وأشار ستولتنبرغ في تصريحات صحيفة، إلى استمرار المحادثات الفنية بين تركيا واليونان، لبحث سبل فض النزاع شرق المتوسط، مضيفا أنه جرى عقد عدة اجتماعات حتى اليوم، وتم تحقيق تقدم جيد فيها.

وأوضح أن الاجتماعات عبارة عن لقاءات عسكرية فنية، وأن المساعي الدبلوماسية الألمانية لحل الخلاف بين الجانبين، تعد بمثابة المكملة للقاءات التركية اليونانية.

ولفت إلى أن جهود ألمانيا، أسفرت الثلاثاء، عن اتفاق تركيا واليونان على بدء المحادثات الاستكشافية مجددا، معربا عن امتنانه من الأمر.

كما أكد الأمين العام للحلف، استمراره في البقاء على اتصال وثيق مع المسؤولين الأتراك واليونانيين.

من جهتها، أعلنت اليونان، الثلاثاء، أن المحادثات الاستكشافية مع تركيا، ستنطلق مجددا قريبا.

وقالت وزارة الخارجية في بيان: "تم التوصل إلى اتفاق بين اليونان وتركيا لعقد الجولة الـ61 من المحادثات الاستكشافية في إسطنبول قريبا".

** المباحثات الاستكشافية

ويُقصد بالمباحثات الاستكشافية مناقشة الأطراف آراءهما المتبادلة في مسائل عدة، عبر النقد البناء.

وتشهد المباحثات الاستكشافية عادة، تقديم الأطراف لبعضهما المعلومات اللازمة ومقترحات حلول للخلافات القائمة بينها، وسط مناقشة آراء وأطروحات كلا الطرفين قبل التوصل إلى قرار ما.

ويتم اللجوء إلى المباحثات الاستكشافية التي يكون الهدف منها تطوير الحوار الدبلوماسي، عند وجود أكثر من مسألة مختلف عليها بين البلدين.

وفي هذا الإطار، يتم تناول الخلافات في المباحثات الاستكشافية على شكل حزمة واحدة، بحيث لا يتم التوصل إلى حل نهائي ما لم يتم حل جميع الخلافات التي تتضمنها حزمة الخلافات والأزمات تلك.

** 18 عاما من المباحثات الاستكشافية

انطلقت الجولة الأولى من المباحثات الاستكشافية بين تركيا واليونان عام 2002 في أنقرة، بهدف التوصل إلى حل "عادل، ودائم وشامل" يرضي الطرفين، فيما يخص الخلافات القائمة بين البلدين حول بحر إيجة.

وانعقدت آخر جولة من تلك المباحثات عام 2016 بالعاصمة اليونانية أثينا، وبعد ذلك التاريخ استمرت المفاوضات بين البلدين على شكل مشاورات سياسية، دون أن ترجع إلى إطار استكشافي مجددا.

وبحلول منتصف العام الجاري، بادرت ألمانيا التي تولت الرئاسة الدورية لمجلس الاتحاد الأوروبي، إلى استئناف المباحثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا، بهدف تخفيض التوتر المتصاعد بين البلدين شرق المتوسط، وعرقلة أي نزاع عسكري بينهما.

ونتيجة مساعي ألمانيا الدبلوماسية ومواقف تركيا الداعمة للحوار، أوشكت أنقرة وأثينا على استئناف المباحثات الاستكشافية في أغسطس/ آب الماضي، إلا أن توقيع اليونان اتفاقية ترسيم مناطق الصلاحية البحرية مع مصر في السادس من الشهر ذاته، أدى إلى تعليق المباحثات المذكورة بين البلدين.

** دعوات تركية للحوار

تطالب تركيا بتناول جميع الخلافات القائمة مع اليونان ككل، حيث تتصدرها حدود المياه الإقليمية بين البلدين في بحر إيجة، والجرف القاري، ونزع سلاح الجزر، والوضع القانوني للتكوينات الجغرافية، ونطاق المجال الجوي، وأنشطة البحث والإنقاذ.

كما تشدد تركيا على اتخاذ مبدأ الأحقية أساسا قبل كل شيء في ترسيم الجرف القاري والمنطقة الاقتصادية الخالصة للبلدين شرق المتوسط.

وترفض أنقرة الاعتراف بالخطوات الأحادية التي تتخذها اليونان وإدارة قبرص الرومية، الهادفة إلى إقصاء تركيا والقبارصة الأتراك.

وتعد بوادر استئناف المباحثات الاستكشافية بين أنقرة وأثينا، نتاج جهود تركيا التي تدعو الأطراف إلى طاولة الحوار وتجنب الخطوات الأحادية.