واشنطن تعرض على أنقرة تأسيس مجموعة عمل مشتركة حول عقوبات "كاتسا"

وكالة الأناضول للأنباء
أنقرة
نشر في 30.12.2020 17:41
آخر تحديث في 31.12.2020 02:35
تشاوش أوغلو في اجتماع تقييم أداء وزارته خلال العام 2020 في العاصمة أنقرة تشاوش أوغلو في اجتماع تقييم أداء وزارته خلال العام 2020 في العاصمة أنقرة

قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، إن الولايات المتحدة عرضت على أنقرة تأسيس مجموعة عمل مشتركة بشأن العقوبات المرتبطة بقانون "كاتسا".

وأضاف تشاوش أوغلو في كلمته الأربعاء، أمام اجتماع تقييم أداء وزارته خلال عام 2020 في العاصمة أنقرة، أن أنقرة وافقت على المقترح الأمريكي لأنها تقف إلى جانب الحوار دائمًا.

وأوضح الوزير أن العقوبات الأمريكية على تركيا تعتبر وفقا للسياسة "قرارا خاطئا، لأنها بمثابة اعتداء على السيادة التركية".

وفي 14 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، فرضت الولايات المتحدة عقوبات على تركيا على خلفية شرائها منظومة "S-400" الدفاعية من روسيا، استنادا إلى قانون معاقبة الدول المتعاونة مع خصوم واشنطن "كاتسا"، الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب، ودخل حيز التنفيذ في 2 أغسطس/آب 2017.

وصرّح تشاوش أوغلو بأن هناك بعض المشاكل مع الولايات المتحدة خلال عام 2020، مشيرا إلى استمرار مشكلة "تنظيم غولن" الإرهابي ومواصلة واشنطن دعم تنظيم "بي كا كا" -"ي ب ك" الإرهابي شمالي سوريا.

ولفت إلى أن القضية المتعلقة بتزود أنقرة بمنظومة الصواريخ الروسية "S-400" ما زالت على جدول الأعمال، إضافة إلى قرار العقوبات على تركيا المتعلقة بقانون "كاتسا". وأكد استعداد تركيا في عام 2021، لتسيير العلاقات مع الإدارة الامريكية الجديدة بشكل أكثر سلامة، مضيفا: "مستعدون لاتخاذ خطوات لحل المشاكل مع واشنطن".

وعلى صعيد آخر، ذكر تشاوش أوغلو، أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي خلال عام 2020، شهدت صعودا وهبوطا وخاصة مع اليونان وإدارة قبرص الرومية، ثم التوتر مع فرنسا.

وأضاف قائلا: "مستعدون للسير بعلاقاتنا مع الاتحاد الأوروبي في بيئة أكثر إيجابية العام المقبل، وننتظر من الاتحاد أن يكون كذلك". وتابع موضحًا: "الدبلوماسية كانت أولويتنا خلال عام 2020، وعندما أُغلقت قنوات الحوار كنا في الميدان لإعادة فتحها مجددا".

وأكد أن تركيا أثبتت للجميع أنه لا يمكن القيام بأي فعالية في شرق البحر المتوسط بمعزل عن أنقرة.

ولفت إلى أن تركيا أصبحت عاملًا مهما في قضايا مثل سوريا وليبيا وشرق المتوسط وقبرص وإقليم "قره باغ" الأذربيجاني رغم جائحة كورونا، وأنها حققت نجاحات لصالحها.

وأكد أن الخطوات التي اتخذتها تركيا والنجاحات التي حققتها في حماية مصالحها المشروعة أزعجت البعض، مشيرا أن ملف شرق المتوسط أحد الأولويات في حماية المصالح المشروعة لتركيا وشعبها. وأضاف أن تركيا ترغب في إحلال السلام والاستقرار في المتوسط، من خلال المشاركة العادلة للجميع، لافتا أن أنقرة تواصل عملها مع الاتحاد الأوروبي من أجل إقامة مؤتمر متعدد الأطراف بهذا الصدد.

وحول دعم بلاده لأذربيجان، قال تشاوش أوغلو، إن قضية إقليم "قره باغ" كانت من أهم الأحداث في عام 2020، وأنه عقب فشل الدبلوماسية لمدة 30 عاما، استعادت أذربيجان حقوقها بمعركة جرت على الأرض.

وأكد أن أنقرة قدمت لباكو الدعم الكامل وستستمر في ذلك ليس لأنها بلد شقيق وحسب، بل لأنها دولة صاحبة حق.

وذكر أنه بحث مع نظيره الروسي الثلاثاء، مركز المراقبة المشتركة الخاص بوقف إطلاق النار في أذربيجان، لافتا أن احترام أرمينيا لاتفاقية وقف النار ولسيادة أذربيجان يمهد الطريق للتطبيع الذي سيكون أكثر فائدة لها ولشعبها.

وبخصوص الأزمة الليبية، أكد موقف تركيا الداعم للعملية السياسية، مشيرا للجهود التركية المهمة في تنفيذها بالتعاون الوثيق مع جهات فاعلة.

وحول الأزمة السورية، أوضح الوزير أن عمليات تركيا العسكرية في شمالي سوريا، جنبت حدوث كارثة إنسانية كبيرة، ومكنت ملايين اللاجئين من البقاء في أرضهم وأعادت 300 ألف سوري إلى منازلهم. ولفت أنه رغم توقيع اتفاقيات وقف إطلاق النار إلا أنه تحدث بعض الانتهاكات من قبل النظام السوري وداعميه.

وذكر أن عام 2020، شهد جائحة كورونا الحدث الذي هز العالم بأسره وكان أكبر تحد منذ الحرب العالمية الثانية.

وأوضح أن بلاده قدمت نتائج جيدة خلال اختبار مكافحة كورونا، بفضل النظام الرئاسي الذي سرّع من اتخاذ قرارات وتنفيذها، حيث أن العالم شهد مدى قوة النظام الصحي في تركيا.

وحول القضية القبرصية، أوضح تشاوش أوغلو، أن تركيا ستواصل حماية حقوق القبارصة الأتراك في شرق المتوسط.

كما شدد على رغبة بلاده في التوصل إلى حل دائم في الجزيرة، قائلا "إن مساعي إنشاء دولة اتحادية في قبرص باءت بالفشل، ما دفع أنقرة لطرح حل الدولتين".

وأشار إلى قبول شطري الجزيرة بحل الدولتين، موضحا أن "رئيس قبرص الرومية نيكوس أناستاسياديس، كان قد صرح في قمة كرانس مونتانا، أن حل الدولتين هو أفضل حل للقضية القبرصية".

وأضاف أن أناستاسياديس عاد ونفى تلك التصريحات، مؤكدا أن أحد أسباب الأزمة يكمن في عدم صدق الطرف اليوناني والرومي، وعدم تبنيهما مبادئ ثابتة. ولفت إلى أنه سيتم عقد اجتماعات غير رسمية تشمل الأطراف الخمسة+ الأمم المتحدة، التي اقترحتها تركيا، خلال الأشهر القليلة القادمة.

وقال في سياق آخر، إن تركيا ليست عضوا في الاتحاد الأوروبي حتى الآن، بالرغم من كونها من الدول المؤسسة لعدد من مؤسساته، لافتا إلى الإصلاحات التي أطلقها الرئيس رجب طيب أردوغان في الآونة الأخيرة.

وأكد عزيمة تركيا في مواصلة الكفاح ضد الإرهاب من جهة، وتسريع عملية الإصلاحات من جهة أخرى.

كما أشار إلى إطلاق عملية لإعادة العلاقات مع فرنسا إلى طبيعتها، عقب التوترات الأخيرة، لافتا أن نجاحها متعلق بمدى مصداقية الجانب الفرنسي.

وتطرق إلى عملية بريكست، قائلا إن بريطانيا وتركيا وقعتا على اتفاقية للتجارة الحرة، معربا عن أمله في تعزيز العلاقات بين البلدين في كافة المجالات.

وأوضح أنه تناول خلال زيارته الأخيرة إلى روسيا، عددا من القضايا إلى جانب العلاقات الثنائية، أبرزها الملف السوري، والليبي، وقضية إقليم قره باغ.

وأشار إلى وجود بعض الأطراف التي تفسر علاقات تركيا الدبلوماسية بشكل خاطئ، مؤكدا أن أنقرة تتمتع بعلاقات متوازنة مع كل من الدول الأوروبية، وروسيا، وباقي الدول على حدا سواء.