تيكا التركية ترمم البيوت العثمانية في محيط المسجد الإبراهيمي في الخليل

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 29.04.2021 12:50
الحرم الإبراهيمي في الخليل الأناضول الحرم الإبراهيمي في الخليل (الأناضول)

أبدى الفلسطيني عبد الله السويطي، الذي يسكن بمنزله المجاور للمسجد الإبراهيمي بمدينة الخليل المحتلة (جنوب)، ارتياحه ورضاه بعدما أنهت وكالة التعاون والتنسيق التركية "تيكا"، ترميمه.

ومنزل السيد السويطي يقع ضمن المرحلة الأولى، من أربع مراحل ترميم، لمنازل فلسطينية تمولها الوكالة التركية، وتنفذها لجنة إعمار الخليل الرسمية، في البلدة القديمة من المدينة.

يقول السويطي لوكالة الأناضول إنه يسكن منذ ثلاثين عاما في منزله، الذي يعود تاريخه إلى العهد العثماني ويقدِّر أنه بني قبل نحو 150 عاما، وفي 2020 قامت لجنة إعمار الخليل بإعادة تأهيله وترميمه.

وتمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلية الفلسطينيين في البلدة القديمة من البناء؛ وكذلك من إعادة ترميم بيوتهم القديمة.

لكنها تسمح فقط للجنة الإعمار بأعمال ترميم محدودة وفق قيود صارمة.

ويضيف السويطي "خرجت من البيت لمدة شهر (حتى تم الانتهاء من الترميم)، أشكر الشعب التركي والحكومة التركية على دعمهم لهذا المشروع".

وأوضح أن أعمال الترميم التي تمولها "تيكا" تضمنت إعادة تأهيل المنزل من الداخل والخارج، بما في ذلك الدرج والأبواب والحمامات والطلاء.

وتعد "تيكا"، التي تأسست عام 1992، راعيا ومنسقا رئيسيا لمشاريع خيرية كثيرة تنفذها في مناطق مختلفة من العالم، ومنها فلسطين.

وتقول لجنة إعمار الخليل إن المشاريع التركية تستهدف منازل تاريخية في البلدة القديمة.

ويوضح عماد حمدان، رئيس لجنة إعمار الخليل أن "تيكا" تموّل مشاريع محيطة بالحرم الإبراهيمي الشريف، تقع شرقي الحرم يُطلق عليها "الخَدَمِة".

وأضاف "حتى الآن تم ترميم ما يزيد عن 30 شقة ووحدة سكنية".

وعبّر حمدان عن شكره لـ "تيكا" والشعب التركي "على هذه المساندة للشعب الفلسطيني والبلدة القديمة في الخليل على وجه الخصوص".

وأشار إلى استمرار المشاريع التي بدأت قبل نحو عام، رغم بعض الإعاقات نتيجة جائحة كورونا، موضحا أن هناك مشاريع أخرى قادمة.

وذكر مدير لجنة الإعمار أن المنطقة المستهدفة بالترميم من قبل الحكومة التركية هي من أهم المناطق في البلدة القديمة، وفي محيط بالحرم الإبراهيمي، بل ملاصقة لحائط الحرم.

وتابع أن هذه المشاريع "أسهمت في حماية هذه المباني والحفاظ على الموروث الثقافي، لا سيما أن معظمها يعود للعهد العثماني".

وفي يوليو/تموز 2017، قررت لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة "يونسـكو" إدراج الحرم الإبراهيمي، والبلدة القديمة في الخليل على لائحة التراث العالمي.

من ناحية أخرى، يشير حمدان إلى أن ترميم المنازل يساهم في عودة المواطنين للسكن فيها، وبالتالي حمايتها من الأطماع الإسرائيلية.

وذكر أن أغلب البيوت المعاد ترميمها كانت مهجورة، لأن أصحابها تركوها بسبب مضايقات الاحتلال والمستوطنين، لكنهم يعودون إليها بعد الترميم.

وتابع: "نستهدف هذه المنطقة المحاذية للحرم الإبراهيمي لتعزيز صمود الناس في هذه البيوت (...) والمحافظة على التراث المعماري في هذه المنازل مع تحسينها كالشبابيك والأبواب وصيانتها بشكل دوري".

وفي بعض الحالات التي لا يستطيع أصحاب المنازل العودة إليها، تتولى لجنة الإعمار إحضار عائلات للسكن المجاني فيها، وبهذه الطريقة أعادت اللجنة منذ تأسيسيها عام 1996 نحو 10 آلاف فلسطيني، إلى نحو ألفي وحدة سكنية تم ترميمها.

وتحدث عن وجود تحديات يومية، خلال العمل، تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلية، أبرزها: منع العمل واعتقال العمال ومنع إدخال المواد اللازمة للمنطقة لإعادة الترميم.

بدوره، يوضح منتصر مَرَقة، المهندس المشرف على المشروع، أن اعتماد المشاريع يكون حسب الأولويات وبعد دراسة وضعها المعماري واحتياجات ساكنيها.

وذكر أن معظم بيوت الخليل القديمة يعود إلى العصور العثمانية والأيوبية والمملوكية، مما يتطلب المحافظة على طابعها المعماري.

وذكر أن المرحلة الأولى من المشروع الذي تموله "تيكا" استهدفت عشرة منازل في 2019، وعشرة أخرى في 2020، وقريبا يتم الانتهاء من المرحلة الثالثة، والبدء في المرحلة الرابعة لعشرة مساكن ملاصقة للمسجد الإبراهيمي.

ووفق تجمع "شباب ضد الاستيطان" (غير حكومي) تسببت إجراءات الاحتلال والاستيطان في قلب الخليل بإغلاق جميع محلات البلدة القديمة وعددها نحو 1800 محل تجاري، 530 منها مغلقة بأوامر عسكرية أصدرها الجيش الإسرائيلي.

وحسب نفس المصدر يوجد في قلب الخليل نحو 800 مستوطن يسكنون خمس بؤر استيطانية أقاموها في ممتلكات فلسطينية، إضافة إلى الاستيلاء على منزلين لعائلتي أبو رجب والزعتري، مقابل نحو سبعة آلاف فلسطيني.

وبحسب اتفاق الخليل (1997) بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، قُسمت المدينة إلى منطقتين "خ1" وتخضع لسيطرة فلسطينية، و"خ2" وتخضع لسيطرة إسرائيلية، وتقدر الأخيرة بنحو 20 بالمئة من مساحة المدينة، وتقع فيها البلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي.