رئاسة الأتراك في الخارج تعزز نهج البلاد في المساهمة في التنمية الإفريقية

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 16.12.2021 13:38
الرئيس أردوغان مع خريجين أفارقة وغيرهم في العاصمة أنقرة، 2019 الأناضول الرئيس أردوغان مع خريجين أفارقة وغيرهم في العاصمة أنقرة، 2019 (الأناضول)

مع تنامي نفوذ تركيا في إفريقيا، أصبحت رئاسة الأتراك في الخارج والمجتمعات ذات الصلة، المحرك الفاعل في تعزيز جهود البلاد في تنمية القارة الإفريقية ودفع سيرها إلى الأمام، في مجالات عديدة من التعليم إلى تمتين الروابط الثقافية.

وتعتمد تركيا على مقاربتها الإنسانية لتعزيز علاقاتها مع الدول الأفريقية من أجل "انفتاح إفريقيا"، وذلك بفضل العمل الدؤوب لرئاسة الأتراك في الخارج والمجتمعات ذات الصلة والتي يرمز لها بالحروف الأولى YTB، وهي فرع من وزارة الثقافة والسياحة نجح في كسب قلوب وعقول الجمهور الأفريقي.

وتعتبر YTB جزءاً من سياسة تركيا الخارجية متعددة الجوانب تجاه إفريقيا، حيث تعمل على تمكين العلاقات في مجالات مختلفة من التجارة إلى الحوار السياسي، ومن التعليم إلى الاستثمار.

وتستضيف تركيا اليوم الخميس قمة الشراكة التركية الأفريقية الثالثة، التي تجمع شخصيات بارزة من الدول الأفريقية والمسؤولين الأتراك، إضافة إلى رئاسة الأتراك في الخارج والمجتمعات ذات الصلة.

وفي بيان مكتوب لها أصدرته يوم الأربعاء، قالت رئاسة YTB إنها تقف وراء مشاريع متنوعة لتعزيز العلاقات السياسية والإنسانية والاقتصادية والثقافية و "الموارد البشرية" لبناء مستقبل القارة السمراء.

وجاء في البيان أيضاً أن تركيا تنتهج سياسة خارجية أكثر نشاطاً تجاه الدول الأفريقية التي زادت أهميتها في النظام العالمي في السنوات الأخيرة، مشيرةً إلى الدورة الأولى من القمة التركية الأفريقية التي انعقدت عام 2008.

تجدر الإشارة إلى أن النشاط الأكثر شهرة للمنظمة يتمثل في المنح الدراسية التركية، التي تُقدَّم للطلاب الأجانب الملتحقين بالجامعات التركية. وإلى جانب هذا البرنامج، تدعم YTB جمعيات خريجي الطلاب الأجانب، بهدف تقوية العلاقات مع الخريجين الذين يُنظر إليهم على أنهم "مبعوثين" لتحسين الروابط بين بلدانهم وتركيا.

وقد حصل 12.600 طالب من 54 دولة أفريقية على منح من برنامج المنح الدراسية، بين عامي 2012 و2021.

وتخرج منهم حتى الآن 3.029 طالباً.

كما ساعدت YTB في إنشاء 13 جمعية للخريجين في 12 دولة أفريقية. كذلك تنظم الرئاسة أيضاً فعاليات لم الشمل للخريجين في تركيا، وتساعدهم على البقاء على تواصل مع بعضهم ومع تركيا.

وفي السنوات الأخيرة، نظمت الرئاسة فعالياتٍ متنوعة جمعت خريجي الجامعات التركية، مع رجال الأعمال الأتراك في محاولة لاستكشاف العلاقات التجارية بين تركيا والدول الأفريقية.

يذكر أن الخريجين الأفارقة يستفيدون أيضاً من البرامج التي تنظمها YTB في بلدانهم لتطوير مهاراتهم المهنية.

وتم هذا العام بالتعاون مع وكالة أنباء الأناضول، تدريب خريجي YTB من برامج الصحافة في تركيا، في برنامج "Next Generation Media". كما تعاونت الجهتان أيضاً في تدريب الصحفيين من البلدان الأفريقية في مشروع آخر في عامي 2019 و 2021.

وعلى الجانب الثقافي للعلاقات، تدير الرئاسة ورش عمل حول التراث التركي في شمال إفريقيا، ومنتدىً فكرياً وورش عمل عالمية في الشتات الصومالي. بالإضافة إلى ذلك، توفر YTB دروساً في اللغة التركية للدبلوماسيين الأفارقة والمسؤولين الحكوميين والجنود والأكاديميين، كجزء من برنامج المنح الدراسية.

وفي عام 2019، نظمت YTB "ورش عمل حول أفكار الشباب"، والتي استضافت شباباً من دول شمال إفريقيا في تركيا حيث تبادلوا الأفكار وناقشوا الحلول للتحديات التي تواجه بلدانهم. وفي سبتمبر/أيلول، وقعت YTB بروتوكول تعاون مع الاتحاد الأفريقي في محاولة لتعزيز العمل المشترك في شؤون المغتربين والتعليم العالي والتعليم اللغوي والدراسات الأكاديمية.

المزيد من المراكز الثقافية

إلى جانب YTB، يعمل معهد يونس إمرة، وهو وكالة عامة أخرى تمثل منارة ثقافية دولية للدولة التركية، على تحسين العلاقات مع إفريقيا.

وفي حديثه مع وسائل إعلام تركية يوم الأربعاء، قال شريف أتيش رئيس المعهد، إنهم يهدفون إلى افتتاح 10 مراكز جديدة في إفريقيا العام المقبل، حيث تعطي الدولة الأولوية لتطوير العلاقات "الإنسانية" و"القائمة على الثقة" مع الدول الأفريقية.

وصرح أن المعهد يعمل "سفيراً ثقافياً" في الخارج، ويساعد تركيا على إقامة علاقات إنسانية مع العالم. مشيراً أن المعهد لديه حالياً 10 مراكز في إفريقيا، وهو ما اعتبره أقل من الهدف.

وقال: "نحن بحاجة لفتح مراكز في 20-25 دولة أخرى على الأقل، من بين 54 دولة في إفريقيا، لأننا بعيدون عن القارة الأفريقية والدول الأفريقية منذ عقود".

وفي إشارة إلى أنهم يقيمون "علاقات إنسانية" مع جميع الأفارقة، قال أتيش: "نحن لا نعمل على تكوين تصور معين عن تركيا هنا في إفريقيا، ولكن على بناء الثقة فيما يتعلق بتركيا. ولهذا السبب لا نعرض صورة خيالية لبلادنا، بل نقدم في البلدان الأفريقية ميزات تركيا الجغرافية وإمكاناتها الاقتصادية، ونتطرق إلى الاعتبارات الثقافية وقيم الشعب التركي".

وحول زيارات الرئيس رجب طيب أردوغان المتكررة إلى القارة الإفريقية باعتبارها "ملهمة"، قال أتيش إنهم يعملون على فتح مركز داخل إحدى الجامعات في أنغولا بعد زيارة أردوغان الأخيرة.

كما أشار إلى افتتاح مركز ثقافي جديد في نيجيريا، وكذلك في العاصمة الرواندية كيغالي. وشدد على أنه "في الوقت الحالي، يتعلم اللغة التركية في مركز كيغالي وحده، مئات الأشخاص".

وفيما يتعلق بأهداف المعهد لعام 2022، قال إنهم سيكثفون أنشطتهم في إفريقيا بعد قمة إسطنبول المقبلة.

وأضاف: "جهودنا في إفريقيا مستمرة. ونواصل العمل مع الوزارات المعنية، حيث أننا نهدف لافتتاح 10 مراكز ثقافية أخرى في عام 2022، أولها في تنزانيا".

ومنذ إنشائه عام 2009، قدم المعهد دروساً في اللغة التركية لأكثر من 99 ألف شخص في 45 دولة على الأقل. وأُطلق على المعهد اسم الشاعر المؤثر يونس إمرة، وهو يضم الآن أكثر من 63 مركزاً ثقافياً حول العالم، تقدم برامج فنية واجتماعية وعلمية.