أنقرة تتخذ خطوات لحماية مقبرة الشهداء الأتراك في مالطا

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 13.01.2022 16:19
مقبرة شهداء 15 تموز في اسطنبول الأناضول مقبرة شهداء 15 تموز في اسطنبول (الأناضول)

اتخذت السفارة التركية في مالطا خطوات لوقف مشروع تشييد منشأة صناعية على أرض بالقرب من مقبرة الشهداء الأتراك في الجزيرة، وذلك للحيلولة دون إلحاق الضرر بالهيكل المعماري للمقبرة وقيمتها التاريخية والمعنوية.

وجرت محاولات سابقة عام 2016 لإنشاء محطة وقود، وفي 2019 لتأسيس منشأة صناعية صغيرة في الأرض القريبة من مقبرة الشهداء، إلى أنها أوقفت بفضل مبادرات دبلوماسية أقدمت عليها السفارة التركية لدى فاليتا.

وحول المشروع الجديد، قال السفير التركي كرم قيراطلي في تصريحات لمراسل الأناضول، إنه أكبر من المشروعين السابقين.

وأوضح أن السفارة التركية تسعى بالسبل القانونية، وتقوم بالمبادرات اللازمة على الصعيد الدبلوماسي.

وأشار أن المشروع المزمع إنشاؤه في حال تمت الموافقة عليه له مخاطر جدية أثناء عملية البناء من حيث إلحاق الضرر بالمقبرة.

ولفت أن عمليات الحفر يمكن أن تؤدي إلى انهيار جدران المقبرة التي تقوم السفارة التركية في الوقت الراهن بترميمها، الأمر الذي يجعل من الصعب إصلاحها مرة أخرى.

بدوره، أفاد البروفيسور كونراد ثيك، عضو الهيئة التدريسية في جامعة مالطا، ومعد كتاب "المقبرة الإسلامية العثمانية في مالطا" الصادر عام 2016، إن المنشأة المزمع تشييدها لا تتناسب أبدا مع المقبرة التاريخية.

وأفاد أن بعض منظمات المجتمع المدني عارضت أيضا إلى جانب السفارة التركية المشروع المقترح.

وأعرب عن أمله في أن لا يتمكن المشروع من الحصول على الضوء الأخضر.

وشُيدت مقبرة الشهداء الأتراك في منطقة "مرسى" قرب العاصمة فاليتا عام 1874 بأمر من السلطان العثماني عبد العزيز.

وتلفت المقبرة الانتباه بعمارتها الفريدة والمميزة بين نظيراتها خارج أراضي الأناضول، ولا تشكل مكانا مهما لزوار الجزيرة من تركيا فحسب، بل للمالطيين أيضا، إذ يعتبرونه جزءًا من تراثهم الثقافي.

وهي واحدة من 78 مقبرة للشهداء الأتراك في 34 بلدا، وتضم رفات جنود استشهدوا في حصار مالطا عام 1565، إضافة إلى رفات 22 شهيدا تم أسرهم على جبهات عدة في الحرب العالمية الأولى، وإحضارهم إلى مالطا حيث توفوا هنا، إضافة إلى مجموعة قبور لمسلمين مجهولي الهوية.