أردوغان: منظمة التعاون الإسلامي أرضية مهمة للنضال بصوت واحد وجسد واحد

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 04.12.2023 12:11
آخر تحديث في 04.12.2023 15:31
أردوغان يخطب أمام اللجنة الدائمة لمنظمة التعاون الإسلامي، في اسطنبول اليوم الأناضول أردوغان يخطب أمام اللجنة الدائمة لمنظمة التعاون الإسلامي، في اسطنبول اليوم (الأناضول)

قال الرئيس رجب طيب أردوغان إن منظمة التعاون الإسلامي التي تأسست بهدف الدفاع عن القضية الفلسطينية توفر لنا أرضية مهمة للنضال بصوت واحد وجسد واحد.

جاء ذلك في خطاب أمام بافتتاح الجلسة الوزارية 39 للجنة الدائمة للتعاون الاقتصادي والتجاري لمنظمة التعاون الإسلامي بإسطنبول.

وأضاف الرئيس التركي، الاثنين، أن "غزة أرض فلسطينية للفلسطينيين، وستبقى كذلك إلى الأبد"، في تعليقه على الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة منذ نحو شهرين ومحاولات التهجير التي تمارسها.وذكر الرئيس التركي أن "اثنان من كل ثلاثة شهداء في غزة أطفال ورضع ونساء، وعدد المفقودين بقطاع غزة تجاوز 6 آلاف و500".

ونوه أردوغان بأن "منظمة التعاون الإسلامي التي تأسست بهدف الدفاع عن القضية الفلسطينية توفر لنا أرضية مهمة للنضال بصوت واحد وجسد واحد".

وشدد على أن تركيا لن تسمح بنسيان مسألة الأسلحة النووية التي أقرت إسرائيل بامتلاكها.

وجدد الرئيس استعداد تركيا لتحمل أي مسؤولية في سبيل السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وقال: "الطريق إلى السلام في منطقتنا يمر عبر إقامة دولة فلسطين، ومستعدون لتحمل جميع المسؤوليات ومنها المشاركة بآلية الضامنين لتحقيق السلام".

ولفت إلى أن المشهد مأساوي لدرجة أن الأمم المتحدة، التي تأسست لحفظ الأمن والسلام العالميين، غير قادرة حتى حماية موظفيها من همجية إسرائيل.

كما أشار إلى أن "حالة العجز التي وقعت فيها القوى التي تدافع عن حقوق الإنسان والحريات، من أوروبا إلى أميركا، أسوأ من ذلك".

وتابع: "هذه الدول تقدم دعماً غير مشروط لإسرائيل وكأنها تشجعها على قتل المزيد من الأطفال، وقصف المستشفيات والمدارس والمنازل، وإراقة المزيد من دماء الأبرياء".

وأشار إلى أن الذين يحاولون تمرير مقتل هذا العدد الكبير من الأبرياء في غزة وإضفاء الشرعية عليه بذريعة وجود حركة "حماس" لم يعد لديهم كلمة واحدة يقولونها للإنسانية.

وأضاف: "من جانب هناك 121 دولة (بالأمم المتحدة) قالت: لتتوقف الحرب ولا نريد إراقة دماء أكثر، ومن جانب آخر هناك 3 إلى 5 دول أعطت تفويضا مفتوحا لهجمات إسرائيل".

وأكد أن ما حدث منذ بدء الحرب في 7 أكتوبر، أظهر الوجه الحقيقي للعديد من المؤسسات، انطلاقا من المنظمات الدولية و منظمات حقوق الإنسان، وصولا إلى الديمقراطيات الغربية والشركات العالمية.

وصرح أردوغان أن الأمم المتحدة فشلت مؤسسيًا في اختبار غزة، وقال: "للأسف، تم اجهاض الجهود المخلصة للأمين العام السيد (أنطونيو) غوتيريش من قبل أعضاء مجلس الأمن أنفسهم".

- لصوصية إسرائيل

وذكر أردوغان أن العالم الإسلامي أظهر موقفه من القضية الفلسطينية من خلال القمة المشتركة الاستثنائية التي عقدت في الرياض مع الجامعة العربية.

وأشار إلى أنهم اتخذوا قرارات تاريخية حقًا في القمة، وخاصة تعريف المستوطنين المحتلين، كـ "إرهابيين" لأول مرة.

وقال الرئيس أردوغان: "بجانب صفتها كقاتلة بدأ الآن يتم الحديث عن لصوصية إسرائيل أكثر فأكثر في الساحة الدولية".

ولفت إلى أن مجموعة الاتصال لوزراء الخارجية، التي تم تشكيلها في نطاق القمة، عقدت اجتماعات في بلدان مختلفة، وستواصل الاجتماعات والمحادثات حتى تتوقف إراقة الدماء في غزة.

وشدد أردوغان على ضرورة اتخاذ خطوات أخرى، وقال إن محاسبة المسؤولين الإسرائيليين على جرائم الحرب التي ارتكبوها هي إحدى هذه الخطوات.

وشدد على ضرورة تفعيل مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة والمحكمة الجنائية الدولية في هذا السياق.

ووصف الرئيس أردوغان، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بـ"جزّار غزة".

وأضاف أن "نتنياهو سيحاكم حتما كجزّار غزة وليس كمجرم حرب فقط، تماما كما حوكم ميلوسيفيتش" (عن مذابح البوسنة).

وأكد أنه يتوجب من الآن البدء في الاستعدادات لإعادة إعمار قطاع غزة.

وتابع "يجب علينا أن نتخذ موقفا واضحا وصريحا ضد سياسات إسرائيل المتعلقة بإخلاء قطاع غزة من سكانها".

وأضاف: "وهنا أود أن أذكّر مرة أخرى المسؤولين الإسرائيليين الذين لديهم طموحات مختلفة، بهذه الحقيقة. إن غزة أرض فلسطينية. وغزة للفلسطينيين؛ وستبقى كذلك للأبد".

وأردف: "واجب على عاتقنا جميعا كعالم إسلامي ألا نترك ولو شبرا واحدا من أراضي غزة لإسرائيل المحتلة".

وتابع: "يجب علينا أن نفعل ذلك ليس فقط من أجل إخواننا في غزة وبقية الفلسطينيين، ولكن من أجل أمننا وسلامة أراضينا أيضا".

وأضاف: "نحن نعلم جيداً أن من يحتلون غزة اليوم سيوجهون أنظارهم إلى أماكن أخرى غداً بهذيان أرض الميعاد".

ومضى قائلا: "جزّار غزة نتنياهو اعترف بنفسه أمام الكاميرات بأن القضية ليست غزة أو رام الله وإنما يسعى وراء أهداف توسعية".

وتابع الرئيس أردوغان: "لذلك فإن الدفاع عن غزة وعن فلسطين اليوم يعني في الوقت نفسه الدفاع عن القدس ومكة والمدينة وعن إسطنبول ودمشق وبيروت وبغداد وغيرها من المدن الإسلامية".

وجدد الرئيس أردوغان استعداد تركيا لتحمل أي مسؤولية في سبيل السلام في منطقة الشرق الأوسط.

وقال: "الطريق إلى السلام في منطقتنا يمر عبر إقامة دولة فلسطين، ومستعدون لتحمل جميع المسؤوليات ومنها المشاركة بآلية الضامنين لتحقيق السلام".