بابا الفاتيكان ينتقد مبالغة فرنسا في علمانيتها

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 17.05.2016 00:00
آخر تحديث في 17.05.2016 09:53
بابا الفاتيكان ينتقد مبالغة فرنسا في علمانيتها

أجرت صحيفة لاكروا La Croix الفرنسية ذات الاتجاه المسيحي الكاثوليكي حواراً مع بابا الفاتيكان فرنسيس انتقد فيها "مبالغة فرنسا في علمانيتها"؛ وهو موضوع لم يسبق لأحد أن تطرق إليه.

وقد كان في الحوار ثلاث نقاط هامة:

أولها إعلان البابا عن نيته زيارة فرنسا إنما بعد الانتخابات الرئاسية أي بعد أيار/ماي من العام القادم، لأن بعض الناس قد تفهم زيارته في وقت الانتخابات دعماً لطرف ضد طرف. وعلى جدول الزيارة ستكون مدينة مرسيليا، المدينة التي لم يزرها أي حبر أعظم قبل اليوم والتي يرى فيها البابا فرنسيس بوابة على العالم.

النقطة الثانية التي تطرق إليها البابا هي دعمه للكاردينال فيليب بارباران، المتهم بالتحرش الجنسي بأطفال كشافة قبل سنة 1991، وقد أنكر الكادرينال التهمة جملةً وتفصيلاً. وأوضح البابا أن التحقيق لا يزال جارياً وفي هذه الظروف لا يسع الكنيسة إلا الوقوف مع رعاياها وأنه علينا انتظار نهاية التحقيقات قبل الحكم.

أما الأمر الثالث والهام الذي تطرق إليه رأس الكنيسة فهو رؤيته للدولة الفرنسية. إذ تكلم عن مسألة الجذور في أوروبا والمهاجرين والإسلام والعلمانية. وقد اعترف البابا بوجود "جذور" أوروربية لكنها جذور "بالجمع" وليس بالمفرد. فهو عندما يتكلم عن الجذور المسيحية لأوروبا، لا يعني أبداً المفهوم "المتكبر أو المنتقم" أو "الاستعماري". وقال أنه يتفهم ان أوروبا لا تستطيع أن تفتح أبوابها بالمطلق للاجئين، إنما عليها أن تكون عادلة ومسؤولة. والأهم هو ألا تكون منغلقة على أفكارها.

أما فيما يتعلق بالإسلام، فيقول البابا: "التعايش بين المسيحيين والمسلمين، في العمق، أمر ممكن. فأنا من بلد تعيش فيه الطائفتان تعايشاً نموذجيا" (البابا فرنسيس أصله أرجنتيني).

وعن العلمانية يقول أنها أمر مهم، لأن الدول القائمة على الدين قد فشلت: "ما نحتاجه هو دولة علمانية يدعمها قانون متين يضمن الحرية الدينية للجميع". ثم أضاف: "إن أرادت المرأة المسلمة ارتداء الحجاب، فلا بد أن تستطيع فعل ذلك. كما يحق للمسيحي أن يضع صليباً".

وأوضح: "ما أنتقده لدى فرنسا في هذا الخصوص هو مبالغتها في علمانيتها (...) على فرنسا أن تتقدم خطوة للأمام في هذا الموضوع وأن تنفتح أن للجميع حقوقاً". "في فرنسا، تعتبر الأديان أمراً أدنى من الثقافة، ولا تؤخذ كثقافة كاملة متكاملة. وأخشى أن يستمر هذا الفهم للدين، الموروث عن عصور التنوير، لوقت أطول". "يجب أن يكون بوسعنا ممارسة حياتنا الدينية في قلب ثقافة البلد الذي نعيش فيه وليس على هامشها".

ومعروف عن فرنسا تعصبها لمبادئ العلمانية بشدة وتمسكها بحذافير هذا المفهوم وهو ما لا نراها في غيرها من الدول والبلدان الأوروبية أو الأمريكية.