كأس العالم يستأنف مبارياته بلا إفريقيا

وكالة الأنباء الفرنسية
اسطنبول
نشر في 29.06.2018 00:00
آخر تحديث في 29.06.2018 16:05
كأس العالم يستأنف مبارياته بلا إفريقيا

لم يكن إقصاء السنغال من مونديال روسيا بسبب قواعد اللعب النظيف للمرة الأولى في تاريخ نهائيات كأس العالم في كرة القدم، أسوأ نبأ لأفريقيا في مونديال روسيا 2018. ما زاد الطين بلة أنها المرة الأولى التي يغيب فيها ممثلو القارة السمراء عن الدور الثاني منذ 1982.

كانت صدمة الفشل قبل 36 عاما أقل وطأة من المونديال الحالي. ففي إسبانيا 1982، كانت أفريقيا ممثلة بمنتخبين فقط وتشق طريقها نحو كرة القدم العالمية. في روسيا 2018، كانت حاضرة مع خمس منتخبات ونجوم في الملاعب الأوروبية من أمثال المصري محمد صلاح والسنغالي ساديو مانيه. لذلك، فالفشل الأفريقي كارثي في روسيا مقارنة بما جرى في إسبانيا.

وقد بدأت الدعوات لإجراء إعادة نظر شاملة بعد الخروج الأفريقي المبكر.

اعتبر الهداف والقائد السابق لمنتخب ساحل العاج ديدييه دروغبا الذي شارك في ثلاث نسخ لكأس العالم دون أن ينجح في تخطي الدور الأول، أن المنتخبات الأفريقية تراجعت "خطوة كبيرة إلى الخلف" في روسيا.

وقال لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" حيث يعمل كمحلل "أفريقيا ستنجح يوما ما (...) لكننا نحتاج إلى التفكير مجددا في كيفية التعامل مع هذه المنافسات الكبيرة"، داعيا إلى هيكلة وتخطيط أفضل لمساعدة المنتخبات الأفريقية في البطولات وحثها على محاكاة المنتخبات الأوروبية.

في 1982، خرجت الكاميرون دون أن تهزم، بعدما تعادلت ثلاث مرات آخرها مع إيطاليا التي توجت باللقب، علما بأن فارق الأهداف هو الذي خذلها بعدما تساوت مع رفاق دينو زوف وباولو روسي نقاطا (ايطاليا سجلت هدفين والكاميرون هدفا واحدا). الجزائر أقصيت بسبب التواطؤ بين ألمانيا الغربية والنمسا، واصطلح على تسميته "وصمة عار خيخون".

في روسيا، خرجت ثلاث منتخبات أفريقية - مصر والمغرب وتونس - من الجولة الثانية، وخسرت نيجيريا في الوقت القاتل من مباراتها الثالثة الأخيرة ضد الأرجنتين بعدما كانت بحاجة إلى التعادل لتخطي الدور الأول.

- دون بصمة:

بعبارة أكثر قسوة، خرجت مصر دون أن تترك أي بصمة بعد ثلاث هزائم في المجموعة الأولى، وتونس كذلك رغم فوزها على بنما في الجولة الثالثة والأخيرة للمجموعة السابعة. المغرب قدم عروضا جيدة دون أن يتمكن من التسجيل، بينما فشلت نيجيريا والسنغال في مباراتين مهمتين.

في 15 مباراة، تمكنت الفرق الأفريقية من تحقيق ثلاثة انتصارات فقط، إحداها كانت في مباراة هامشية (لقاء تونس وبنما).

كان مدرب المنتخب السنغالي أليو سيسيه متفائلا بعد الهزيمة صفر-1 أمام كولومبيا، ومنح بعض الأمل بقوله إن فريقه قد يكون له "مستقبل مشرق".

لكن من الواضح أن المنتخبات الأفريقية لا تزال تبحث عن ترك بصمتها في البطولة التي لم تتوج بلقبها مطلقا. ثلاثة منتخبات أفريقية فقط وصلت إلى ربع نهائي كأس العالم - الكاميرون بقيادة روجيه ميلا عام 1990، السنغال عام 2002 وغانا عام 2010 عندما حرمتها يد الأوروغوياني لويس سواريز وركلات الجزاء الترجيحية من بلوغ الدور نصف النهائي.

الفشل مفاجئ لأنه يأتي في وقت يزداد فيه التمثيل الإفريقي في نهائيات كأس العالم، وينتظر فيه المشجعون بصبر منتخبا واحدا من القارة ليترك بصمته في أبعد مرحلة في العرس العالمي.

كانت التطلعات والآمال كبيرة قبل بدء النسخة الحالية في روسيا. كثر الحديث عن نجم ليفربول الإنجليزي صلاح، بيد أن إصابته في الكتف في المباراة النهائية لمسابقة دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد الإسباني، أثرت عليه وأبعدته عن المباراة الأولى، ما انعكس بالتالي على مستوى الفراعنة.

تبقى بارقة الأمل الوحيدة في المشاركة الأفريقية في المونديال هو أن عدد منتخبات القارة سيرتفع من 5 إلى 9 في نسخة 2026 التي ستقام بمشاركة 48 منتخبا بدلا من 32 حاليا.