تأهل المنتخب المغربي إلى ربع نهائي كأس العالم "قطر 2022" لأول مرة في تاريخه، الثلاثاء، عقب تغلبه على نظيره الإسباني بركلات الترجيح (3-0) في مباراة انتهى وقتها الأصلي والإضافي بالتعادل بدون أهداف، ليكون أول منتخب عربي يصل هذا الدور.
جاء شوط المباراة الأول متوسط المستوى غلب عليه الأداء الحذر خاصة من الجانب الإسباني وسط أفضلية واضحة للمنتخب المغربي الذي ظهر أكثر تنظيماً ورغبة في الوصول إلى المرمى منذ الدقائق الأولى.
واعتمدت محالاوت "أسود الأطلس" على تحركات سفيان بوفال وحكيم زياش في الأطراف مع مساندة فعالة من أشرف حكيمي ونصير مزرواي في زيادة الكثافة الهجومية والضغط في مناطق إسبانيا.
أول تهديد حقيقي حضر بتسديدة بعيدة من مزراوي تصدى لها أوناي سيمون بصعوبة، ثم جاءت ركلة حرة مباشرة نفذها حكيمي علت العارضة الأفقية بقليل، بينما الأخطر كانت رأسية نايف أكرد التي كادت أن تضع المغرب في المقدمة عند الدقيقة 42.
بالمقابل استحوذ المنتخب الإسباني دون أن يخلق سوى فرصة وحيدة ملعوبة وصلت الكرة فيها إلى ماركو أسينسيو الذي صوب من زاوية صعبة وهز الشباك الخارجية لمرمى ياسين بونو.
الشوط الثاني شهد تحسناً كبيراً في أداء "الماتادور" الهجومي من خلال محاولة الاختراق من العمق قبل التحول إلى اللعب على الأطراف مع دخول موراتا الذي يُجيد الارتقاء والتسديد بالرأس.
وأخذ منتخب إسبانيا يُسيطر على مجريات اللعب رويداً رويداً، ما دفع المغرب إلى التراجع في مناطقه الخلفية وانتظار الفرصة المناسبة للارتداد بهجمات كاد البديل وليد شديرة أن يُسجل من إحداها في الدقيقة 85.
وظلت شباك المنتخبين نظيفة حتى نهاية الزمن الأصلي للمباراة ليتم اللجوء إلى شوطين إضافيين، عرف الأول منها إهدار شديرة فرصة لا تصدق بعدما انسل بين المدافعين وسدد كرة سهلة تصدى لها أوناي سيمون وحرم المغرب من هدف محقق.
في الشوط الإضافي الثاني واصل المنتخب الإسباني ضغطه الهجومي واستمر المغاربة في الدفاع إلى غاية الدقيقة الأخيرة التي كان البديل سرابيا قريب من إنهاء كل شيء لولا أن كرته ردها القائم الأيمن للمرمى.
الحسم من بونو
مع استمرار التعادل السلبي احتكم الطرفان لركلات الجزاء الترجيحية التي شهدت تألقاً كبيراً من الحارس ياسين بونو الذي تصدى لركلتين وذهب بأسود الأطلس إلى ربع النهائي كأول منتخب عربي يُحقق هذا الانجاز.
ويلتقي منتخب المغرب في الدور القادم، يوم السبت 10 كانون الأول/ديسمبر، مع المتأهل من مواجهة البرتغال وسويسرا التي تلعب الليلة.
وشارك المغرب في 5 نسخ سابقة من البطولة وكان أفضل إنجاز له هو الوصول إلى دور الـ 16 في مونديال 1986 بالمكسيك قبل الهزيمة أمام ألمانيا بهدف لوثر ماتيوس والخروج من المنافسات.
وعبر رحلة طويلة من المشاركة في كأس العالم، استطاع المغرب تحقيق نجاحات كبيرة، بداية من حصوله على لقب أكثر المنتخبات العربية تسجيلا للأهداف، ونهاية بتحقيقه حلم وصول منتخب عربي إلى ربع نهائي المونديال.
أرقام قياسية
تعد مشاركة المغرب في مونديال قطر السادسة في تاريخه، وحقق المرور إلى الدور الثاني، مكررا تجربة عام 1986 في المكسيك بفريق يعد الجيل الذهبي للمنتخب المغربي.
وفي حصيلة 5 مشاركات عالمية بدأت منذ عام 1970، أصبح المغرب أكثر المنتخبات العربية تسجيلا للأهداف في كأس العالم، حيث سجل 14 هدفا، ومن المنتخبات الإفريقية الثلاث الأكثر حضورا في المونديال.
وأصبح المدرب وليد الركراكي أول مدرب عربي يقود فريقه لعبور دور المجموعات ضمن منافسات كأس العالم لكرة القدم.
واستطاع المغرب أن يكون أول منتخب عربي يتصدر مجموعته في كأس العالم مرتين، وحقق لأول مرة فوزين في دور المجموعات في كأس العالم، وأول بلد عربي يحصل على 7 نقاط في دور المجموعات.
وبخصوص اللاعبين، أصبح أن حكيم زياش، أول لاعب عربي يخوض 6 مباريات كاملة في كأس العالم، وصاحب أسرع هدف وأبعد هدف للمنتخبات العربية (3 دقائق و30 ثانية ومسافة 30.66 متر)، ليصبح ثالث الهدافين التاريخيين للمغرب.
كما يعتبر يوسف النصيري أول لاعب مغربي يسجل في نسختين من كأس العالم.
نجوم يحققون الحلم
وحقق لاعبو المنتخب المغربي حلمهم ببلوغ ربع النهائي لأول مرة في تاريخ البلاد.
ويضم المنتخب المغربي العديد من النجوم، بقيادة غانم رومان سايس (بشيكطاش التركي)، بالإضافة إلى أشرف حكيمي (باريس سان جيرمان الفرنسي) ونصير مزراوي (بايرن ميونيخ الألماني).
كما يضم نايف أكرد (ويستهام يونايتد الإنجليزي) وسفيان امرابط (فيورنتينا الإيطالي) ويوسف النصيري (إشبيلية الإسباني) وحكيم زياش (تشيلسي الإنجليزي).
