"مينيا تورك".. عندما تجتمع معالم تركيا في مكان واحد

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 17.05.2016 00:00
آخر تحديث في 18.05.2016 08:36
مينيا تورك.. عندما تجتمع معالم تركيا في مكان واحد


قد يحكي أحدهم ويؤكد أنه شاهد "المسجد الأقصى" بجوار "كنيسة سانت أنطونيو"، وتمتع بمشهد جسر "البوسفور" وهو ينظر إلى "برج الساعة" في الوقت ذاته.. فلا يصدقه أحد، لكنه في الواقع يقول الحقيقة.

الحديث يدور عن متحف "مينيا تورك Miniaturk" الواقع بالقرب من خليج القرن الذهبي بمدينة اسطنبول التركية، والممتد على مساحة 6 كيلومترات مربعة، ويعد نموذجًا مصغرًا لأهم المعالم في هذا البلد البالغ مساحته نحو 784 ألف كيلومتر مربع، ويجسد أهم قيمها العمرانية.

يوفر المتحف لزائره فرصة مشاهدة 122 مجسمًا مصغرًا لمعالم تشتهر بها مدن تركية عديدة، تمتد من الشرق إلى الغرب ومن الشمال إلى الجنوب، وكذلك معالم لدول أخرى حول العالم من أشهرها المسجد الأقصى وقبة الصخرة في فلسطين.

كذلك يوفر لزائره متعة مشاهدة مجسمات لأبرز معالم مدينة اسطنبول في مكان واحد، ومنها: جامع السلطان أحمد، ومسجد الفاتح، ومسجد السليمانية، ومتحف أيا صوفيا، وقلعة الروم إيلي حصار، وقصر دولمه باغجه، وجسر البوسفور، وجسر السلطان محمد الفاتح، وبرج غلاطية التاريخي، ونصب الجمهورية في ساحة تقسيم، ومطار أتاتورك الدولي، وكنيسة سانت أنطونيو، والقصر المغمور - ييره باطان.

كما يمكن للزائر ودون أن يغادر اسطنبول، الذهاب في رحلة مع السحر والتشويق وعبق التاريخ؛ فيشاهد شلالات باموق قلعة في المدينة التي تحمل الاسم نفسه (جنوب غرب)، ومدينة اسبندوس التاريخية في أنطاليا (جنوب غرب)، ومعلم مداخن الجن في ولاية نوشهر (وسط)، وضريح أتاتورك (مؤسس الجمهورية التركية) في العاصمة أنقرة (شمال)، وجامع بورصة الكبير في بورصة (شمال غرب)، وضريح جلال الدين الرومي في قونية (جنوب)، وبرج الساعة في إزمير (غرب)، ومنازل ماردين الحجرية في ماردين (جنوب شرق)، وجسر مالابادي في ديار بكر (جنوب شرق).

ويلاقي المتحف إقبالاً كبيراً من المواطنين الأتراك والسياح الأجانب على اختلاف جنسياتهم، خاصّة العرب منهم، والانبهار عادة ما يكون الشعور الذي يجمع كل من يأتي إلى هذا المكان؛ حيث تتطابق المجسمات التي تم تصميمها بشكل دقيق واحترافي مع نسخها الحقيقية تماماً.

"جمال فوّاز"، سائح لبناني، التقته الأناضول داخل متحف "مينيا تورك"، يقول: "للمرة الثالثة أزور تركيا، واليوم خصصنا زيارتنا لمينيا تورك؛ حيث سمعنا عنه كثيراً، والمعالم التي بداخله دقيقة جداً وتشبه المعالم الحقيقية لربما بدرجة 100 %".

ويضيف: "لفت انتباهي وجود معالم من خارج تركيا، حيث قبّة الصخرة والمسجد الأقصى".

ويتابع "فوّاز" بكلمات حماسية تعبر عن انبهاره بالمكان: "منذ ثلاث ساعات، وأنا أتجول هنا، ولم أشعر بالملل، أنصح جميع العرب بزيارة هذا المتحف؛ حيث أنه مُجهز بأجهزة صوتية تشرح تفاصيل كل مجسم بكثير من اللغات، ومنها العربية".

مجسمات متحف "مينيا تورك" المصنوعة من البلاستيك والأخشاب، تحكي عن نفسها؛ فقط كل ما على الزائر فعله أن يمرر البطاقة التي يحصل عليها من إدارة المكان عند الدخول، بجانب المجسم فتبدأ في الحديث بتسع لغات بينها العربية.

متحف "مينيا ترك"، الذي تم افتتاحه في 2 مايو/ أيار 2003، يعتبر من أكبر الحدائق أو المتاحف المصغرة في العالم، ويتميز باحتوائه إلى جانب المعالم التاريخية، على الكثير من الأماكن الطبيعية التي تلقى إعجابًا كبيرًا من الزوار.

"نور الدين كمال"، سائح جزائري يقول للأناضول مبديًا إعجابه الشديد بالمتحف الذي يزوره لأول مرة: "شيء رائع أن ترى معالم مصغّرة بهذا الحجم، أنصح أخواني العرب بالقدوم لمشاهدة هذه المناظر الجميلة، ونشكر الأتراك على هذا العمل العظيم، ونتمنى أن نرى مثل هذه الأشياء في بلداننا العربية".

أما السائحة اللبنانية، "ليال حجّار"، فأعربت في حديثها مع الأناضول عن إعجابها بالمكان، وقالت: "أحببت هذا المكان؛ لأنه يُعد مركزاً ترفيهياً أيضاً، حيث يُمكننا الحضور أفراداً أو مع العائلة، وهناك إمكانية لقضاء يوم كامل بداخلها دون الاضطرار للانتقال لمكان آخر ودون أن نشعر بالملل، حيث يوجد مطاعم وحدائق".

وتضيف: "أنا سعيدة جداً؛ لأن هذه الحديقة شُيّدت في عهد رجب طيب أردوغان (كان وقتها رئيسا لوزراء تركيا)، الذي أحييه بشكل كبير، والذي نحبه جداً".