مدرسة "محمد باشا".. معلَم تاريخي يعكس الحضارة العثمانية ويبهر الزّوار

وكالة الأناضول للأنباء
هطاي
نشر في 02.09.2016 00:00
آخر تحديث في 02.09.2016 14:20
مدرسة محمد باشا.. معلَم تاريخي يعكس الحضارة العثمانية ويبهر الزّوار

بجانب مسجد حبيب النجّار الذي يعتبر الأقدم على تراب الأناضول، وكنيسة بيري المبنية داخل كهف، تقع مدرسة محمد باشا التي يعود تاريخها إلـى 442 عاماً، ليزيد من رونق ولاية هطاي التركية التي تقع جنوب البلاد، وتبهر أنظار الزائرين بجمالها وفنها المعماري.

في عام 1574 أمر محمد باشا، الذي كان يشغل منصب وزير السلطان العثماني سليمان القانوني، ببناء مدرسة في ولاية هطاي التي تعتبر مهد الحضارات، وأشرف على عملية البناء المعمار التركي الشهير "سنان" واختيرت منطقة باياس مكاناً للمدرسة.

وتتميّز المدرسة التي تبلغ مساحتها الإجمالية قرابة 15 ألف متر مربع بفنها المعماري اللافت للأنظار، حيث تجذب الزخارف الموجودة على تاج الباب الموضوع في المدخل الرئيسي، انتباه الزوار.

وتحتوي المدرسة على خانات تحيط ساحة كبيرة وتضمّ غرف صغيرة صُمّمت على شكل قُبّة خصصت لاستضافة العابرين من الولاية، إضافة إلى حمّامين واحد للرجال والآخر للنساء، ومبنى للدراسة وحديقة وجامع و45 دكاناً تجارياً.

ويتوسط الغرف الصغيرة برج يبلغ ارتفاعه 6 أمتار صُمم بهدف المراقبة وتأمين سلامة الغرف والساحة، فيما تلفت سماكة الجدران انتباه الزوار.

ويتوسط حديقة المدرسة شجرة زيتون عمرها 13 قرنا، يقال أنّ "أوليا جلبي بن درويش محمد ظلي" المعروف برحلاته الطويلة ضمن بقاع الامبراطورية العثمانية قد استظلّ بظلها.

وقامت مديرية الأوقاف العامة في تركيا بترميم المدرسة عدّة مرات، وإلى جانب جمالها الطبيعي الذي يظهر نهاراً، فإنّ إضاءتها الليلية تبهر الزوار أيضاً.

وفي هذا السياق، قال صباح الدين ناجي أوغلو، رئيس جمعية السيّاح في ولاية هطاي لمراسل الأناضول، إنّ مدرسة محمد باشا التي بناه المعمار سنان، تعدّ من أهم الآثار التاريخية الموجودة في تركيا.

وأفاد ناجي أوغلو أنّ ولاية هطاي تحتضن العديد من الآثار التاريخية والطبيعية والأماكن الثقافية، مشيراً أنّ المدرسة تعتبر امتدادا للحضارة العثمانية ومعلماً من معالمها الممتدة من المجر إلى مكّة المكرمة.

وتابع ناجي أوغلو قائلاً: "ولاية هطاي تحتضن العديد من الآثار والمعالم التاريخية، من بينها، مدرسة محمد باشا، التي تعدّ شريان المنطقة، فالمنشآت الخيرية التي بناها الوزير، الذي سميت المدرسة باسمه، ممتدة من دول البلقان إلى الحجاز، وتكثر هذه المنشآت على أطراف الطرق التي يستخدمها التجّار والمسافرون والحجاج، وذلك بغية تقديم الخدمات لهم".

وأكّد ناجي أوغلو أنّ كافة الزوار الذين يقصدون المدرسة، ينبهرون بجمالها الفني والمعماري، مشيراً أنّها ما زالت محافظة على رونقها وروعة زخارفها بسبب الترميمات المتكررة التي أجريت عليها.