أماصرة" التركية.. متحف غني في مدينة تنضح أرضها بالآثار

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 06.04.2017 00:00
آخر تحديث في 06.04.2017 21:57
أماصرة التركية.. متحف غني في مدينة تنضح أرضها بالآثار

يعطي متحف مدينة "أماصرة" التي تقع على البحر الأسود شمالي تركيا، لمحة إلى تاريخ المدينة الذي يعود لآلاف السنين قبل الميلاد، تعاقبت خلالها عليها الحضارات، وشهدت فترات كان عدد السكان فيها أضعاف عددهم الحالي.

ويعرض المتحف أكثر من 3 آلاف قطعة آثرية، تعود إلى الحقبات المختلفة التي مرت بها المدينة التي يرجع تاريخها إلى أوائل العنصر البرونزي، قبل أكثر من 5 آلاف عام.

واكتسبت المدينة التي تقع في ولاية "بارطن"، اسمها من الأميرة الفارسية "أماستريس"، التي حكمتها بعد الليديين الذين استمرت دولتهم غربي الأناضول التركي من 687 وحتى 546 قبل الميلاد.

وحكمت أماستريس المدينة 16 عاما، بين 302 و286، قبل الميلاد، وتزوجت مرتين إحداهما من حاكم تراقيا ليسيماخوس، أحد القادة الخلفاء للإسكندر الأكبر. وافتتح متحف المدينة عام 1969، في مبنى كان يستخدم سابقا كمدرسة ابتدائية، ثم نقل إلى موقعه الحالي عام 1982

وتتنوع معروضات المتحف بين زجاجات العطور، وزجاجات الدموع التي كانت تجمع فيها دموع محبي الميت وتدفن معه تعبيرا عن الاحترام، والحلي الذهبية والبرونزية، والتماثيل البرونزية، والصلبان، والأسلحة، والقناديل، وأواني المطبخ النحاسية، والشمعدانات، والأختام، والملابس التاريخية، وغيرها من قطع الآثار التي تعود للعصور الهيلينية والرومانية والبيزنطية والسلجوقية والعثمانية.

وفي حوار مع الأناضول، قال مدير المتحف، باران أيدن، إن مدينة أماصرة التي يقطن فيها حاليا حوالي 6 آلاف و600 شخص، شهدت فترات عبر التاريخ بلغ عدد سكانها خلالها 20 أو 25 ألف نسمة.

وأوضح أيدن أن العدد الكبير لسكان المدينة على مر التاريخ، جعل أراضيها حافلة بالآثار، لدرجة أن الآثار التي تعرض في المتحف، عثر عليها بالمصادفة خلال أعمال البناء أو استصلاح الأراضي، ودون أن تشهد المدينة أي عمليات تنقيب منظمة عن الآثار.

وأشار أيدن أن المتحف يمر حاليا بعملية صيانة، ومن المتوقع أن يعود لفتح أبوابه للزائرين خلال العام الحالي، ليصبح من بين أهم متاحف تركيا وأوروبا. وقال أيدن إن معروضات المتحف جذبت اهتمام الباحثين المحليين والعالمين، رغم كونها آثارا تم العثور عليها مصادفة.

وضرب مثلا بمجموعة من التماثيل عثر عليها بالمصادفة خلال حفريات في المنطقة الصناعية، وحازت اهتمام كبير من الباحثين الأجانب، إضافة إلى معروضات المتحف من الأواني الزجاجية.

ولا يقتصر المتحف على التعريف بالتاريخ القديم للمدينة، بل تشغل معروضات العهد العثماني قسما هاما منه، وتتضمن ملابس ذلك العهد وأمثلة على قطع الزينة التي كانت النساء تتحلى بها