اللبنانيون يختارون تركيا للاستجمام والتسوق

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 15.08.2017 00:00
آخر تحديث في 15.08.2017 23:24
اللبنانيون يختارون تركيا للاستجمام والتسوق

ارتفع عدد اللبنانيين الوافدين إلى تركيا بشكل ملحوظ بعد سماح السلطات التركية بداية عام 2010 بدخولهم أراضيها بدون تأشيرة، فأصبحت تركيا الوجهة السياحية الأولى المفضلة لدى غالبية اللبنانيين.

مقارنة بعامي 2015 و2016، ارتفعت نسبة التوافد اللبناني إلى تركيا بين 25% و30% عام 2017، وفق أصحاب مكاتب سياحة وسفر في لبنان.

وفيما لا يتوافر إحصاء لبناني رسمي لإجمالي عدد السائحين اللبنانيين الذين يقصدون تركيا، أشار مصدر من شركة "ميدل إيست" للطيران (شركة الطيران اللبنانية) إلى أنّهم كمكتب حجوزات ليس لديهم رقم رسمي عن عدد المسافرين فهناك من يحجز مع الشركة وآخرون مع شركات أخرى. غير أنه استدرك قائلا: "منذ مطلع عام 2017 حتى اللحظة هنالك ارتفاع ملحوظ في عدد المسافرين إلى إسطنبول تحديداً ولا يوجد أي تراجع بتاتاً، وقد يصل العدد إلى أكثر من 300 ألف شخص من بداية شهر كانون الثاني 2017 حتى منتصف شهر تموز".

وتكمن أسباب عديدة وراء تفضيل تركيا، أبرزها عدم وجود تأشيرة دخول وتقديم مكاتب السفر اللبنانية عروضا مغرية متنوعة، فضلا عن شغف اللبناني بجمال الطبيعة التركية وعشقه للتسوق من تركيا، لا سيما الملابس من الجلد والجينز، إضافة إلى شراء المأكولات التركية خاصة الحلويات، والخضوع لعمليات زراعة الشعر وعمليات أخرى، لا سيما في ظل الأسعار المعقولة جدا.

و قالت مديرة قسم السياحة في وكالة "بركات ترافيل" للسفريات، سارة يحيى إن "عدد المسافرين (اللبنانيين) إلى تركيا يرتفع سنة بعد أخرى، وعلى مدار فصول العام، وليس حصراً في مواسم الصيف والأعياد فحسب".

وبحكم خبرتها الطويلة، أوضحت أن "عددا كبيرا من المدن التركية بات يشكّل هدفا للسائح اللبناني، الذي يود التعرّف عليها واكتشافها، كون كل مدينة تتميز عن الأخرى، ولديها خصوصية سياحية مختلفة".

وأضافت: "بدأت مدينة طرابزون، مؤخرا، تتحول إلى مقصد سياحي جديد بالنسبة إلى بعض اللبنانيين، حيث أدرجتها بعض مكاتب السفر في لبنان على لائحة المدن التركية التي تستحق الزيارة".

وأضافت: "إن العروض المغرية والأنشطة الترفيهية التي تختارها مكاتب السفر، تلعب دوراً كبيراً في جذب السائح إلى تركيا، خاصة إذا كانت التكلفة المادية للرحلة لا تتجاوز 500 دولار أمريكي مقابل تمضية 6 أو 7 أيام".

إسطنبول.. الاختيار الأول:

أضافت يحيى أن "من أبرز المدن التركية التي يطلب السائح اللبناني زيارتها، خاصة بين فصلي الربيع والصيف، هي بودروم ومرمريس وأنطاليا، فمن يهوى السباحة يختار تلك المدن، التي تكلّف زيارتها أقل بكثير من الذهاب إلى مسبح متوسط المستوى في لبنان".

وتابعت أن "الشباب الصغار في السن يختارون حاليا مدينة مرمريس البحرية، فيما العائلات تفضّل أكثر مدينة أنطاليا، لاحتوائها على منتجعات وتسهيلات تناسب العائلات. أما بالنسبة إلى مدينة بودروم فهي نقطة اختيار مشتركة للجميع (شباب وكبار في السن وعائلات ومتزوجين حديثا)". كما لفتت إلى مسألة مهمة، وهي "دور مكاتب السفر في البحث عن وجهة سياحية جديدة في تركيا والترويج لها، تماماً كما حدث مع مدينة كبادوكيا، التي تحوّلت في السنتين الأخيرتين إلى وجهة سياحية مهمة، وكذلك مدينة طرابزون.. وتبقى إسطنبول الرقم الأول في اختيار السائح اللبناني، فلا بد من زيارتها".

زيارات متعددة:

وفق مدير مكتب "هوليداي ترافليز"، محمد التل، فإن "تركيا، ولعدة أسباب باتت معروفة، هو البلد الأول الذي يضعه اللبناني هدفا حين يقرر السفر".

وأضاف أن "قسما من اللبنانيين يسافر أكثر من ثلاث مرات سنويا إلى تركيا، ففي كل مدينة يكتشف وكأنه سافر إلى بلد جديد، لما يتضمنه هذا البلد من جمالية في الطبيعة".

ومضى قائلا: "أنظم رحلتين أو أكثر أسبوعيا إلى تركيا، ومحبو هذا البلد من سن المراهقة إلى كبار السن". وذكر أن أحد أسباب تفضيل اللبنانيين لتركيا "غلاء الحياة الاقتصادية في لبنان ينعكس على أسعار المطاعم والفنادق والمنتجعات والمرافق السياحية، فبات اللبناني يفضّل تمضية عطلته الأسبوعية في تركيا مقابل 300 دولار أمريكي عوضا عن دفعها بدل فندق عن ليلتين في بلدة اصطيافية في لبنان"

وفي ليلة رأس السنة، 31 ديسمبر/ كانون الأول 2016، شهد نادي "رينا" الليلي في منطقة "أورطه كوي" بإسطنبول هجوما مسلحا أسقط 39 قتيلا و65 جريحا. وعن تداعيات هذا الهجوم، قال التل: "في تلك الفترة تراجع عدد الزوار إلى تركيا، لمدة شهر أو أكثر، وكنا أول مكتب سياحي في لبنان يعيد إحياء الرحلات إلى إسطنبول بأسعار مغرية جدا وبرنامج سياحي لافت".

وشدد على أن "أي عاصمة أو دولة في العالم معرّضة لأعمال إرهابية، ولكن شغف اللبناني ببلده الثاني (يقصد تركيا) جعله يعاود زيارة إسطنبول".