حديقة "غوريمي" التركية.. حيث يلتقي التاريخ بجمال الطبيعة

وكالة الأناضول للأنباء
نوشهير
نشر في 10.08.2018 00:00
آخر تحديث في 10.08.2018 15:34
حديقة غوريمي التركية.. حيث يلتقي التاريخ بجمال الطبيعة

رحلة عبر الزمن تتيحها حديقة "غوريمي" في منطقة كابادوكيا السياحية الشهيرة وسط تركيا، لزوارها ممن يظفرون بفرصة خيالية يتقاطع عندها سحر الطبيعة بعبق التاريخ.

مخزون ثري يستعرض لزواره توليفة نادرة من العناصر التاريخية والطبيعية، ما جعل الحديقة نقطة جذب تأسر السياح وتستقطب اهتمامهم في الداخل والخارج.

وتضم الحديقة الشهيرة آثار تجمعات سكنية قديمة ترجع لعصور تتراوح ما بين 3 آلاف و5 آلاف عام، فضلا عن منازل محفورة وسط الصخور تعود للقرن الثالث الميلادي.

وعبر التاريخ، استخدم أهالي المنطقة هذه المغارات ملاجئ، خاصة في عهد الدولتين السلجوقية، ومن بعدها العثمانية، ما يجعلها تحتل مكانة هامة جدا في الحديقة تستقطب مئات الآلاف من السياح كل عام.

كما تضم الحديقة مبانٍ تعود إلى العهود الأولى لظهور المسيحية، فضلا عن مناطق أخرى غنية بمداخن الجنيات، إلى جانب كنائس وأديرة تاريخية عديدة محفورة وسط الصخور.

وعام 1985، أدرجت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم "اليونسكو" الحديقة ضمن قائمة التراث الثقافي العالمي، ما يجعلها تجذب السياح من شتى أصقاع العالم، لتغدو بذلك واحدة من أهم 10 مناطق سياحية في تركيا.

وحسب أرقام مديرية الثقافة والسياحة في ولاية نوشهير، وسط تركيا، فقد بلغ عدد السياح الوافدين إلى حديقة غوريمي الوطنية، في الفترة الفاصلة بين يناير/ كانون الثاني، ويونيو/ حزيران الماضي، مليونين و206 آلاف و372 سائحا.

وقال مدير الثقافة والسياحة بالولاية، مراد غولياز، إن حديقة غوريمي أُدرجت ضمن لائحة اليونسكو للتراث الثقافي العالمي، بفضل ما تحتويه من مقومات ثقافية وطبيعية غنية للغاية.

وأكد على أنهم يبذلون قصارى جهدهم للحفاظ على الحديقة بالشكل الأمثل.

وأضاف غولياز أن الحديقة خضعت لعملية ترميم على يد خبراء أتراك وإيطاليين، خلال الأعوام الخمس الأخيرة، مشيرا إلى أن أنها واحدة من أهم مراكز السياحة العقائدية في تركيا.

وأردف أن الحديقة تتيح لزوار الكنائس في الحديقة إمكانية مشاهدة لوحات حول حياة السيد المسيح، مقتبسة من الإنجيل والتوراة.

وأكد على أهمية المحافظة على الكنائس القديمة، حيث تتراوح تواريخ إنشائها ما بين القرن السابع والعاشر للميلاد، وتستمر أعمال الترميم فيها على يد الخبراء الأتراك والإيطاليين منذ نحو 5 سنوات.

كما أشار غولياز إلى أن منطقة كبادوكيا تأتي في المرتبة الثالثة من حيث السياحة الدينية، بعد كل من مدينتي إسطنبول وأفيس (غرب الأناضول)، حيث تستقطب الزوار من شتى أنحاء العالم من المسيحيين، والبوذيين، والهندوس.

من جانبها، قالت السائحة الإيرلندية، لورين غانون، إنها تأثرت جدا بالبنية التاريخية والطبيعية في حديقة غوريمي الوطنية.

وأضافت أنها زارت العديد من الكنائس، ومداخن الجنيات في المنطقة، مؤكدة على أنها محفوظة إلى يومنا هذا بشكل جيد جدا.

أما السائحة الهندية، تينا غوبتا، فأفادت، بأنها لم تكن على علم بالمنطقة مسبقا، وأنها أُعجبت بها إلى درجة كبيرة لدى زيارتها.

وقالت "إن هذه المنطقة جميلة جدا، وهي أعجوبة طبيعية، ومرشدنا السياحي قدم لنا خلال الجولة معلومات قيمة للغاية حول المجتمعات القديمة التي عاشت هنا لمئات السنين، حيث أنها غنية بأماكن تاريخية وجذابة للغاية".