لا تخلو منطقة في تركيا وفي الجنوب شرق منها خاصة من آثار قديمة تحكي تاريخ آلاف السنين.
ولاية "دياربكر" التي تعاقبت عليها 33 حضارة ويصل عمرها إلى نحو 8 آلاف عام، تضم في أرجائها آثارا غارقة بالقدم، ومنها منطقة إييلEğil السياحية، التي تستقطب سنويا مئات الآلاف من الزوار والسائحين.
وهي محط أنظار السياح، خاصة مع الاعتقاد السائد بأنها تحتضن أضرحة أنبياء، بينهم ذو الكفل واليسع، المذكوران في القرآن الكريم، وبالتالي تتميز المنطقة بأجواء روحانية عابقة بالحضارة والقدم.
مدينة الأنبياء:
تقع إييل على بعد 52 كم من مركز دياربكر، وتأتي في مقدمة الأماكن السياحية العقائدية والثقافية، في الموسم الصيفي، بفضل احتوائها على كثير من المباني الأثرية القديمة، العائدة إلى الحضارات المتعاقبة على المنطقة.
يسود اعتقاد في إييل أنها تضم قبور عدد من الأنبياء عليهم السلام، ولكن المتعارف عليه هما قبرا ذو الكفل واليسع.
وأوضح والي دياربكر منير كارال أوغلو، أن الولاية "مدينة الأنبياء، فيها مقام لعدد من الأنبياء يمكن زيارتهم، ولا يوجد في العالم مثيل لها، ففي منطقة إييل يوجد نبيان ورد اسمهما في القرآن، هما اليسع وذو الكفل".
وأضاف كارال أوغلو، للأناضول: "هذه المنطقة تشمل قبور الأنبياء، فضلا عن أنها مدينة الصحابة، ففي محيطها يوجد قبور قرابة 500 من الصحابة الذين وفدوا مع الفتح الإسلامي واستقروا فيها، قسم منهم لم يعد واستمروا بحياتهم في دياربكر، ودفنوا فيها".
وتحظى المنطقة بإعجاب كثير من زوارها، لما تمتلكه من أجواء روحانية قل نظيرها، فضلا عن إمكانية أداء جملة من الرياضات المائية، والخروج في جولات على متن السفن في البحيرة.
حضارة آشورية:
من الملفت للنظر أن المنطقة تضم بقايا قلعة آشورية قديمة في إحدى التلال الحصينة، إذ تقع إييل في المثلث الذهبي لحضارة الرافدين، مع ولايتي ماردين وشانلي أوروفة.
وإضافة لبقايا القلعة، تضم المنطقة ما يعتقد أنها قبور تعود للملوك الآشوريين، جرى دفنهم في المغارات الموجودة في المنطقة، وهي بدورها تستقطب عددا كبيرا من السياح والزائرين الذين يتسلقون التلة لرؤية بقايا القلعة.
ويمكن لزائري قبور الأنبياء، الاطلاع من مرتفع على الآثار الآشورية من جهة، والاستمتاع بمنظر مياه السد من جهة ثانية، وقضاء وقت ممتع في المنطقة التي شهدت تنمية كبيرة خلال السنوات الأخيرة.
تنمية سياحية:
تستقطب إييل، سياحا من مختلف الولايات التركية، كونها تضم أيضا عددا من المواقع السياحية، مثل بحيرة وسد "كرالكيزي"، وصهاريج السور القديم، ومظلات البحيرة، ومطاعم، ومقاهٍ، وسفن الجولات في البحيرة.
ومن الجهود التي تبذلها ولاية دياربكر لإحياء المنطقة سياحيا، بناء المنتزه الوطني وتهيئة أماكن ترفيهية متعددة، تجعل العائلات الزائرة للمنطقة، تقضي وقتا ممتعا في أحضان التاريخ والطبيعة.
ويتضمن المشروع أماكن مناسبة لجلوس العائلات، وقضاء الوقت والشواء في الطبيعة إلى جانب مياه السد، إضافة إلى ملاعب متعددة للشباب وحدائق للأطفال.
وتبدأ الرحلة في إييل بالاستمتاع بالطبيعة الخلابة، والأجواء الروحانية، ثم الانطلاق في رحلات عبر السفن بالبحيرة، وتناول أطباق السمك المتميزة.
وتحوي القرى الريفية المجاورة للمنطقة، متاجر تبيع المنتجات الريفية، ما يسعد السياح الزائرين، الذين يجدون المكان مناسبا لهم روحيا وسياحيا وتاريخيا.
