صناعة الفخار في جناق قلعة تبهر الناظرين وتسر المشتري

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 27.01.2021 14:25
الخزّافة ألف جاتين في ورشتها الأناضول الخزّافة "ألف جاتين" في ورشتها (الأناضول)

شهد فن الفخار التركي في ولاية "جناق قلعة" شمال غرب تركيا، زيادة كبيرة في الطلب والإقبال عليه بفضل موهبة الحرفيات في المدينة. ووفرت هذه الحرفة الفريدة للنساء مصدر دخل إضافي فضلاً عن دعم وتشجيع إنتاجهن الإبداعي. وتواصل هؤلاء المبدعات ممارسة فنونهن بعد تلقي التعليم والتدريب، وإنشاء ورش العمل.

ويتم أولاً تشكيل المنتجات المصنوعة يدوياً في ورش العمل، ثم تُشوى بدرجات حرارة عالية في أفران خاصة. وتعرض المنتجات النهائية في المتاجر والدكاكين.

"ألف جاتين" خزّافة محلية تخرّجت من دورات صناعة الخزف، وهي تصنع منتجات الصلصال والسيراميك في ورشتها منذ عام 2014. وفي حديثها لوكالة أنباء الأناضول قالت "جاتين" إن حرفة صناعة الفخار احتلت حيزاً كبيراً من قلبها منذ تعرفت عليها أول مرة وأضافت: "تركت وظيفتي عندما كان ابني يبلغ من العمر 2.5 سنة، وبدأت في نفس الفترة تقريباً دورات في السيراميك. أعجبني الأمر جداً وأصبحت هذه الحرفة جزءاً من حياتي، لكنني لم أرغب في التوقف عند الدورات فقط، لذلك تلقيت مزيداً من التعليم وقررت بتوجيهات من أساتذتي وزملائي أن أفتح ورشة عمل للسيراميك في جناق قلعة. وأنا أدير ورشتي الخاصة منذ 2014". مؤكدةً أنها تنظر إلى قرارها بالدخول إلى عالم الفخار بأنه صائب.

وأوضحت "جاتين" أيضاً أن جناق قلعة هي موطن تاريخي لفن صناعة الفخار التقليدي. معربةً عن رغبتها في جعل السيراميك أكثر شيوعاً في حياة الناس اليومية. وقالت: "نقوم بتصنيع هذه الخزفيات من أجل تشجيع الناس على استخدامها في الحياة اليومية وليس لمجرد عرضها أو إبقائها على الرفوف فقط. لذلك يتجه خط الإنتاج لدينا أكثر نحو استخدامات الحياة اليومية. ونحن نستخدم أثناء صنع هذه المنتجات تقنيات جناق قلعة التقليدية".

وأشارت "جاتين" إلى الأهمية الكبيرة التي تحملها هذه الصناعة التقليدية خاصة بالنسبة لنساء جناق قلعة. وقالت: "العمل الذي نقوم به هنا لا يقدر بثمن، فكل منتج في هذه الورشة مصنوع يدوياً. وأعتقد أن لمسة المرأة تجعل كل شيء أكثر جمالاً " مضيفةً أن دخول المزيد من النساء العاملات إلى عالم صناعة الفخار قد عزز الجانب الفني والاقتصادي لهذه الحرفة في جناق قلعة وعموم تركيا.

وقالت "سدا غورغون" صاحبة ورشة عمل أخرى، إن الطلب على الفخار والسيراميك يتزايد باستمرار مشيرةً إلى افتتاح العديد من الورش الحرفية الجديدة في الولاية مؤخراً. وأكدت أن معظم مالكي هذه الورش والعاملين فيها هنّ من النساء، مضيفةً أن الزيادة في الطلب أمر مرتبط بجودة المنتجات.

وقالت: "أعتقد أن النساء يصنعن منتجات جميلة لأنهن يستمتعن بعملهن ويستغرقن فيه. كما أن العمل في صناعة السيراميك مجال مفضل لأنه يجذب اهتمام معظم الناس، ويتزايد هذا النشاط يوماً بعد يوم" مشيرةً إلى أن الحرفة صارت مؤخراً تعود بفوائد اقتصادية حقيقية على العاملات.

وأضافت: "هذه الحرفة مفضلة عند الكثير من الحرفيات كهواية ممتعة وتشعر النساء بالسعادة في صناعة الفخار. ومنهن من تتعامل معها كمهنة أيضاً".

وأشارت "غورغون" إلى أنها حاولت أن تعكس أسلوبها الخاص في كل منتج أبدعته. وقالت: "لدي مجموعة ديموغرافية مستهدفة تنمو أكثر فأكثر. بلمسة المرأة، أصبح مجال العمل أكثر إمتاعاً وجاذبية". منوهةً أن الطلب على منتجاتهم مرتفع محلياً وحتى دولياً.

أما "إسين هوسمان أوغلو" التي عملت خزّافةً لأكثر من 30 عاماً فقالت إن عدداً محدوداً جداً من الناس عملوا في تجارة الفخار في الماضي، لكن هذا بدأ يتغير الآن. وأضافت: "نحن متأثرون بعمق بخزف جناق قلعة التقليدي، لذلك نجد صعوبة في التخلي عن الأواني والأطباق والأكواب. لقد أحرزنا تقدماً سريعاً في إعادة إحياء هذه الحرفة وهو أمر مشجع حقاً، ولدينا اليوم العديد من العملاء المحليين والدوليين، وكلهم يستخدمون منتجاتنا بسعادة ونتلقى منهم ردود فعل لطيفة للغاية".