إحياءً للتراث اليهودي في تركيا.. افتتاح 9 معابد يهودية كمتاحف

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 28.01.2022 11:28
آخر تحديث في 28.01.2022 11:35
كنيس شالوم في إزمير الأناضول كنيس شالوم في إزمير (الأناضول)

تحت حماية مشروع التراث الثقافي اليهودي في إزمير، تستعد المعابد الموجودة في منطقة "كيميرالتي" اعتباراً من يونيو/حزيران لاستقبال الزوار والسياح بعد أن تم تحويلها إلى متاحف تشهد على أحداث وعصور تاريخية مضت.

وكان اليهود السفارديم الذين هاجروا من إسبانيا إلى الأناضول، بنوا 9 معابد يهودية في حي "كيميرالتي" بولاية إزمير المطلة على بحر إيجة، واليوم سيتمكن أحفادهم وكثير من السياح والزوار أيضاً من زيارة المعابد التي حولتها الحكومة التركية إلى متاحف في الهواء الطلق لإحياء التراث اليهودي في البلاد.

وإزمير واحدة من العديد من المدن التركية التي استضافت ثقافات ومعتقدات مختلفة عبر التاريخ. ولا يزال نسيج إزمير السكاني، حيث عاش اليهود واليونانيون والأرمن والأتراك جميعاً، يحمل آثار هذه التعددية الثقافية.

ومما لا شك فيه أن اليهود جاؤوا في المرتبة الأولى بين الشعوب المساهمة في البناء الثقافي لإزمير عبر التاريخ. وبدعم من الإمبراطورية العثمانية التي احتضنت اليهود الفارين من محاكم التفتيش، جاء اليهود من إسبانيا والبرتغال عام 1492 واستقروا، وقاموا ببناء ثروات ثقافية هامة على أراضي الأناضول منذ وصولهم. وفي إزمير التي تضم أطلال كنيس يهودي يعود تاريخه إلى العصور القديمة، لعبت الجالية اليهودية أيضاً، دوراً رئيسياً في تشكيل هوية المدينة المتعددة الثقافات وشيدت معابد يهودية رائعة أيضاً.

وبحسب مصادر تاريخية يُعتقد أن الشعب اليهودي شيد 34 كنيساً يهودياً في إزمير على مدار التاريخ، وما يزال 9 منها موجودة بمنطقة "كيميرالتي" حيث ستكون هذه المعابد قريباً مراكز ثقافية تستضيف الزوار بعد أعمال الحفظ والترميم. ومن بين هذه المعابد معابد بيكور حوليم وبيت هيلل وبورتيكيز وإيتز حاييم وهيفرا وألوم والغازي وفوراستروس وسينيورا.

وبينما ظلت بعض هذه المعابد مفتوحة للعبادة دون انقطاع لمدة 300-400 عام، أصبح البعض الآخر غير صالح للاستخدام بسبب الزلازل والحرائق والإهمال. وقد شرعت الجالية اليهودية في إزمير في العمل على حماية أماكن العبادة الخاصة بهم، حيث يتم تنفيذ عمليات الحفظ والترميم في إطار مشروع التراث اليهودي في إزمير، بالتعاون مع الحكومات المحلية والمنظمات الوطنية والدولية والعديد من المنظمات غير الحكومية.

ومن المقرر الانتهاء من المرحلة الأولى من ترميم المعابد في يونيو/حزيران من هذا العام، وسيتم فتح المنطقة للزيارة مع حزم من الجولات السياحية والثقافية في إطار السياحة الدينية، كما تستضيف بعض هذه المعابد أيضاً أنشطة وفعاليات مثل المعارض والحفلات الموسيقية لجذب المزيد من الاهتمام، مع التركيز على السياحة الثقافية.

الأولوية في أعمال الترميم

في حديثه مع الصحافة المحلية قال "نسيم بنكويا" منسق مشروع التراث اليهودي في إزمير، إنهم شرعوا بالعمل على إنشاء متحف في الهواء الطلق ومركز زوار في المنطقة التي تضم المعابد اليهودية.

وفي إشارة إلى أن 9 معابد يهودية ومبنى رئيس الحاخامات يقع ضمن المشروع، أوضح "بنكويا" بالقول: "نحن الآن في مرحلة أعمال الترميم. فإلى جانب المعابد اليهودية التي تتمنع بأبنية جيدة، هناك أيضاً معابد يهودية منهارة في هذه المنطقة. لقد قمنا بترميم كنيس بيت هيلل ومنزل حاييم بلاجي التذكاري بدعم من بلدية إزمير. كما تم ترميم كنيس إيتز حاييم لأول مرة بمساعدة السفارة الأمريكية، ثم وكالة التنمية والجالية اليهودية في إزمير. لقد انهار الكنيسان هيفرا وفوراستروس تماماً، لذلك وضعنا أحدهما تحت الحماية العام الماضي، ونواصل أعمال الترميم على الآخر ".

وأضاف منسق المشروع أنهم يخططون لعرض المعابد كمتحف في الهواء الطلق، سيفتح للزوار في منتصف العام. مؤكداً أنه بحلول ذلك التاريخ لن تنتهي كافة أعمال الترميم هناك، ولكن الزوار والسياح سيتمكنون من زيارة هذه المراكز الثقافية والشعور بروح التاريخ.

وأشار "بنكويا" إلى أن المتاحف اليهودية في برلين وبراغ تستضيف ما يقرب من 750 ألف زائر من جميع الأديان والجنسيات على مدار العام، قائلاً أنهم يخططون لاستقبال 300 ألف زائر إلى معابد "كيميرالتي" في المرحلة الأولى.

وأكد أن هذا الهدف يمكن تحقيقه لأن المعابد اليهودية التي تم بناؤها بالقرب من بعضها البعض في منطقة "كيميرالتي"، لا يوجد لها مثيل في أي جزء آخر من العالم، إلى جانب إنشاء هذه المعابد اتصالاً مباشراً بين إسبانيا وإزمير.

وفي معرض توضيحه للجوانب العديدة للتراث اليهودي، قال "بنكويا" إن طعام وموسيقى اليهود السفارديم يمكن أن يخدم أيضاً كميزة سياحية فريدة. وشدد على أنه يجب الترويج للمنطقة بشكل نشط وتقديمها إلى الخارج بأضواء جذابة سياحياً، مضيفاً: "نعتقد أن التراث الثقافي اليهودي سيكون مصدراً مهماً للدخل القومي، وستستفيد المنطقة بأكملها من هذا النشاط السياحي من خلال الإقامة وفن الطهي وفرص التسوق".