أحدث اكتشافات "غوبكلي تيبه" التركية تظهر تقنية استخدام الأدوات الحجرية عبر التاريخ

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 29.06.2022 15:25
صورة من معرض Back to Realverse: Göbeklitepe اسطنبول، 6 يونيو 2022 الأناضول صورة من معرض Back to Realverse: Göbeklitepe اسطنبول، 6 يونيو 2022 (الأناضول)

لا تزال "غوبكلي تيبه" Göbeklitepe التركية التي تعد نقطة بداية الإنسانية وبداية التاريخ، تحمل العديد من الألغاز وسط أعمدتها المزخرفة والتي تتخذ شكل حرف T.

وتقع المنطقة التاريخية على تلة مشمسة جنوب شرق تركيا، وهي أقدم ملاذٍ ديني في العالم ولا تزال تقدم معلومات جديدة كل يوم تقريباً، ما يسمح للعلماء بالتعمق في تاريخ البشرية أكثر.

ويظهر أحدث اكتشاف في "غوبكلي تيبه" آثاراً لتقنية استخدام أدوات حجرية أنتجتها طريقة الطباعة المنقولة من سيبيريا إليها.

وتوصف المنطقة بأنها "نقطة الصفر في التاريخ" بتاريخها الذي يبلغ 12000 عام، حيث اكتُشفت فيها العديد من القطع الأثرية الهامة من العصر الحجري الحديث.

ويشهد الموقع على العديد من الفترات الأولى في التاريخ، مثل فترة الصيد والجمع حين عاش الناس في مجموعات مؤلفة من 40 شخصاً في المتوسط. ولم تكن هناك نقوش أو عجلات أو حتى خزف، لكن الناس في ذلك الوقت اجتمعوا لبناء معبد ومركز للاجتماعات. كما كشفت الحفريات أن الناس أقاموا ملاجئ ضخمة من الحجر الجيري في حدثٍ غير مسبوق في ذلك العصر.

نجمي كارول مدير فريق التنقيب في "غوبكلي تيبه" صرح أن الحفريات في بعض المناطق قد تستغرق حتى 100 عام، وأنهم يخططون لمواصلة أعمال التنقيب في الموقع هذا العام والتي بدأوها في نطاق مشروع "ستون هيلز" المقرر استمراره حتى منتصف أكتوبر/تشرين الأول.

وأضاف: "ركزنا حتى الآن بشكل أساسي على المحافظة على كل الآثار المكتشفة، وأنشأنا هذا العام مناطق حفر جديدة، وتتواصل أعمال البحث والتنقيب على بقايا الطبقة الثانية في الموقع. وفي نفس الوقت، تستمر أعمال الحفر في هيكل يسمى المعبد D الموجود في منطقة تمت حمايتها بوضع سقف فوقها" لافتاً الانتباه إلى ضرورة إجراء الحفريات بدقة.

وشدد كارول على أن علم الآثار هو علم متطور يستخدم تكنولوجيا جديدة: "نعتقد أن بعض المواقع الأثرية يجب أن تكون مناطق محمية ويجب أن يسير التنقيب والحماية بالتوازي معاً لأن كل ما يُكتشف من آثار يكون معرضاً للتدمير، فيجب تحديد كيفية الحفريات في السنوات القادمة من خلال تحقيق هذا التوازن".

تجدر الإشارة إلى أن مشروع "ستون هيلز" يكشف أن المكان كان بداية عصر الاستقرار حين تحول المأوى إلى مساكن وقرى حقيقية ظهرت منذ 12000 عام. وتتكون المنطقة من 12 موقعاً رئيسياً تقع في مناطق الأناضول وأعلى بلاد ما بين النهرين. ومن المتوقع أن تلقي النتائج التي تم الحصول عليها في هذه الحفريات، الضوء على بدء تشكل معالم المجتمع الإنساني، بدءاً من الحياة اليومية للناس إلى حياتهم الدينية في فترة ما قبل التاريخ.

من جانبه صرح سميح غونيري مدير مركز أبحاث آثار آسيا الوسطى في القوقاز في جامعة دوكوز ايلول في إزمير، أنه صار بإمكانهم الوصول إلى القطع الأثرية الجديدة المنقولة من سيبيريا إلى "غوبكلي تيبه"، مضيفاً أنهم عثروا على أدوات حجرية أنتجتها طريقة الطباعة كدليل على التكنولوجيا.

وأضاف: "نرى منتجات تقنية الطباعة ذات الشفرات الدقيقة التي طورتها شعوب شمال آسيا القديمة عام 30.000 قبل الميلاد، في منطقة جبال زاغروس في فترة الهولوسين المبكرة. وتم نقل التكنولوجيا بأدوات دقيقة تستخدم في أدق الأعمال مصنوعة من مادة العظام. ومن الواضح أن تكنولوجيا إنتاج الأدوات الحجرية قد تم نقلها من الشرق إلى الغرب عبر حوالي 7000 كيلومتر".

يذكر أن "غوبكلي تيبه" التي تجاوزت شهرتها نطاق حدودها، تستضيف آلاف السياح كل عام.