تشهد أنطاليا جوهرة السياحة التركية أفضل بداية لها لهذا العام على الإطلاق، حيث أظهرت البيانات أن المدينة الواقعة جنوب تركيا استقبلت عدداً قياسياً من السياح الأجانب الوافدين عن طريق الجو.
وأظهرت بيانات مديرية الثقافة والسياحة في الولاية أن أكثر من 2.1 مليون سائح هبطوا في جوهرة البحر الأبيض المتوسط بين اليوم الأول من يناير/كانون الثاني و 7 مايو/أيار.
ويمثل الرقم زيادة بنسبة 45% عن 1.65 مليون سائح وصلوا في نفس الفترة قبل عام. كما أنه يمثل قفزة بنسبة 10% عن الفترة نفسها من عام 2019، والتي يطلق عليها اسم أحد أفضل الأعوام على الإطلاق في صناعة السياحة التركية. حيث وصل حوالي 1.91 مليون سائح في الفترة من يناير/كانون الثاني حتى 7 مايو/أيار من ذلك العام.
وصنع سياح أوروبا زخماً مميزاً هذا العام وخاصة سياح ألمانيا والمملكة المتحدة، إلى جانب الوافدين من روسيا، ويرجع ذلك جزئياً إلى قيود الرحلات الجوية التي فرضتها الدول الغربية بعد اجتياح موسكو لأوكرانيا.
وبشكل عام، ارتفع عدد السياح الأجانب في تركيا في الربع الأول بأكثر من 26.7% على أساس سنوي إلى 6.2 مليون، وفقاً لبيانات وزارة الثقافة والسياحة.
ويجعل النقد الأجنبي قطاع السياحة حيوياً للاقتصاد التركي إذ تركز الحكومة على خفض عجز الحساب الجاري لمعالجة التضخم المرتفع وأسعار الفائدة من خلال برنامجها الاقتصادي الجديد الذي يعمل على تحويل عجز الحساب الجاري إلى فائض، وإعطاء الأولوية للصادرات والإنتاج وزيادة الاستثمارات مع كبح تضخم الأسعار.
وارتفع دخل السياحة بنسبة 32.3% على أساس سنوي إلى 8.69 مليار دولار في الفترة من يناير/كانون الثاني إلى مارس/آذار، وفقاً لبيانات معهد الإحصاء التركي.
وشهد الانتعاش الكامل في العام الماضي من تداعيات الوباء، اقتراب عدد السياح الأجانب من الرقم القياسي، ما أدى إلى تحقيق إيرادات عالية ودفع الحكومة إلى رفع تقديراتها السياحية السنوية.
من جانبها قالت الحكومة إنه من المتوقع أن يصل عدد الوافدين الأجانب إلى 60 مليوناً عام 2023 قبل أن يصل إلى 90 مليوناً عام 2028. وبالنسبة للدخل، فإنها ترى أنه يرتفع إلى 56 مليار دولار هذا العام و 100 مليار دولار بعد 5 سنوات من الآن.
هذا وقد ارتفع عدد الزوار الأجانب بنسبة 80.33% على أساس سنوي إلى 44.6 مليون عام 2022، وهو ما يقل قليلاً عن ذروة 45.1 مليون عام 2019. ويقارن هذا الرقم بـ 24.71 مليون زائر عام 2021 و 12.73 مليون عام 2020.
وزادت الإيرادات بنسبة 53.4% مقارنة بالعام السابق لتصل إلى مستوى قياسي بلغ نحو 46.3 مليار دولار، حيث تبددت آثار الوباء وأدت تداعيات حرب أوكرانيا إلى زيادة عدد الوافدين الروس.
يذكر أن السياحة تساهم بنحو 10% في الناتج المحلي الإجمالي لتركيا. وبالإضافة إلى ذلك، عمل حوالي 1.7 مليون شخص في خدمات الإقامة والطعام عام 2022 ما يمثل 5% تقريباً من إجمالي العمالة.
