رحلة بين أبراج اسطنبول.. تلك الروائع المتسامية نحو السماء

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 23.05.2023 19:52
آخر تحديث في 23.05.2023 20:09
برج الفتاة في اسكودار Getty Images برج الفتاة في اسكودار (Getty Images)

تضيف أبراج إسطنبول معنى مختلفاً تماماً إلى شوارع المدينة القديمة بما تحمله من قصص مخفية، في انتظار اكتشاف الزوار والسياح لكامل عظمتها وأمجادها.

وفيما يلي أهم أبراج إسطنبول التي تبرز بكل جلالتها في نقاط مختلفة من المدينة بحكاياتها المشوقة وهندستها المعمارية الرائعة.

برج الفتاة

من أهم المباني التي تتبادر إلى الذهن عند ذكر إسطنبول، ويلفت برج الفتاة الانتباه بقصصه الخفية حيث يقع وسط البحر في أوسكودار على الجانب الأناضولي من إسطنبول، ويراقب الشاطئ مثل حارس يقظ. وبالرغم من موقعه وحيداً وسط البحر الشاسع يضيف جواً حزيناً إليه، إلا أن برج الفتاة يكاد يكون رمزاً لكل من منطقة أوسكودار وإسطنبول.

بني برج الفتاة الذي بني لأغراض دفاعية في القرن الثاني عشر في عهد الإمبراطور البيزنطي ألكسيوس الأول كومنينوس، واستخدم لأغراضٍ مختلفة عبر التاريخ، فكان مركزا جمركيا ومنفى ومنارة وهو اليوم متحف.

وتحيط ببرج الفتاة الذي يمكن الوصول إليه بالقارب، أساطير رائعة منها حكاية ابنة الملك وهي الأبرز والأكثر لفتاً للنظر وهي تروي أن عرافاً أخبر الملك أن أفعى ستلدغ ابنته وتتسبب بموتها. فقام الملك ببناء هذا البرج لحماية ابنته من ثعابين اليابسة، وأرسل ابنته للعيش هناك. ولكن ثعباناً ظهر من سلة طعامٍ أُرسلت إلى البرج، ولدغ ابنة الملك فماتت، وتحققت النبوءة.

وتقول أسطورة أخرى إن برج الفتاة وبرج غلاطة يقفان كرمز لحبهما الأبدي، حيث يحدق برج غلاطة بلطف في برج العذراء، في انتظار اليوم الذي يمكن أن يجتمعا فيه.

ومؤخراً، أعاد برج الفتاة فتح أبوابه للزوار بعد عامين من الترميم، حيث أزيلت جميع الإضافات غير الأضيلة لإظهاره بشكله الأصلي كما كان في عهد السلطان محمود الثاني.

برج غلاطة

يحيّي برج غلاطة برج العذراء وشبه الجزيرة التاريخية على الجانب الأوروبي من إسطنبول، كأحد المعالم الهامة التي يطوف بها السياح المحليون والأجانب كل يوم.

ويقف برج غلاطة أحد المباني الرمزية في إسطنبول، حتى يومنا هذا شاهداً على التاريخ إذ بني بين عامي 1335 و 1349، واستخدم لأغراض مختلفة في فترات مختلفة. فعلى سبيل المثال، استخدم البرج الذي بناه سكان جنوة في العهد العثمانية، كبرج مراقبة للحريق ومكانٍ للاحتفاظ بأسرى الحرب.

وخضع البرج لعمليات ترميم عدة مرات على مر السنين وإلى يومنا هذا. وتم إدراجه في القائمة المؤقتة للتراث العالمي لليونسكو عام 2013. ومن المثير حقاً أن كل شارع تقريباً في منطقة غلاطة يأخذ الزائر إلى البرج الذي تلفه العديد من الأساطير، أولها أسطورة لمن يحلمون بالزواج حيث يسود اعتقاد أن من يصعد إلى قمة برج غلاطة لأول مرة سوف يتزوج قريباً.

وبصرف النظر عن هذه الأسطورة، فإن أحد أهم الأحداث في تاريخ الطيران وقع في عهد الإمبراطورية العثمانية في برج غلاطة، بعد أن قفز هزارفن أحمد جلبي، الذي يُعتقد أنه عاش في الإمبراطورية العثمانية بين عامي 1609 و 1640، من البرج مرتدياً الأجنحة التي أعدها من خلال دراسة تحليق الطيور، وتمكن من الطيران عبر مضيق البوسفور وهبط في أوسكودار.

ووفقاً لما قاله الرحالة التركي الشهير أولياء جلبي في كتابه "سفرنامه"، كانت هذه الرحلة أول رحلةٍ عابرةٍ للقارات في تاريخ العالم.

برج الساعة في دولمة بهتشة

وهو أحد أبراج إسطنبول الرائعة ويقع في قصر دولمة بهتشة بين مسجد "بيزيم آلم والدة سلطان" وبوابة القصر الجنوبية.

ويجذب البرج الذي بناه السلطان العثماني عبد الحميد الثاني بين عامي 1890 و1895، انتباه جميع السياح المحليين والأجانب بهندسته المعمارية الأنيقة.

وبهدف الترحيب بالضيوف الذين يأتون إلى قصر دولمة بهجة الوافر الأناقة والجمال، تم بناء برج الساعة بارتفاع يبلغ 27 متراً، من قبل المهندس المعماري سركيس باليان.

برج الساعة في قصر يلدز

يقع برج يلدز في منطقة بشيكطاش في الجانب الأوروبي من إسطنبول، وهو تابع لقصر يلدز. ويوجد داخل مجمع القصر برج يلدز الذي يحمل بارومتر وساعة وهو يقع جنوب غرب مسجد يلدز. ويستحق البرج المميز الزيارات التي لا تنقطع من السياح والزوار بفضل هندسته المعمارية الأنيقة والمميزة بين أبراج إسطنبول كافةً.

برج بيازيد

ويقع على الجانب الأوروبي من إسطنبول النابض بالحياة في منطقة الفاتح. وبُني البرج عام 1828 في عهد السلطان محمود الثاني. وبعد الزلزال الكبير في إسطنبول عام 1509، ركز الناس على تشييد المباني الخشبية لخوفهم من تساقط الحجارة، ولكن مع زيادة عدد المباني الخشبية، زادت الحرائق. لذلك، تم بناء أبراج مراقبة الحريق في أجزاء مختلفة من المدينة لاكتشاف انبعاث الدخان مبكراً ومن هذه الأبراج برج بيازيد.

ويقف البرج على ارتفاع مذهل يبلغ 85 متراً ويقع في ساحة فناء الحرم الجامعي الرئيسي لجامعة إسطنبول.

وفي حين تعتبر الأبراج أهم محطات الرحلات السياحية إلى إسطنبول، فإن الأساطير التي قيلت عن هذه المباني على مدى قرون من شأنها أن تأخذ السائح في رحلة مثيرة وغامضة.

بقلم" ÖZGE ŞENGELEN