أحفاد فقيه عثماني يقتفون آثار جدهم في تركيا بعد 160 عاما

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 11.04.2017 00:00
آخر تحديث في 11.04.2017 21:30
أحفاد فقيه عثماني يقتفون آثار جدهم في تركيا بعد 160 عاما

امتدت الإمبراطورية العثمانية على مساحات واسعة من العالم القديم، وكان لها نفوذ كبير في كافة أصقاع الأرض. وكان السلطان يرسل الرسل إلى كثير من المناطق غير الخاضعة له مباشرة. وكثير من الموظفين العثمانيين استقروا في تلك البلاد وعاشوا فيها. واليوم، يأتي الجيل الثالث أو الرابع للبحث عن تاريخ أجداده العثمانيين، مهما طال الزمن أو المسافة.

وبالفعل، لم يقف تعاقب الأجيال ومرور السنين، حائلاً أمام عائلة جنوب إفريقية جاءت إلى تركيا بغية اقتفاء آثار جدها الأكبر "أبو بكر أفندي" الذي ابتعث إلى جنوب إفريقيا في عهد السلطان العثماني عبد العزيز الأول.

وقد وصلت السيدة وسيلة محمد إلى العاصمة التركية أنقرة، قادمة من جنوب إفريقيا برفقة زوجها، للبدء برحلة إلى الماضي والوصول إلى الأرض التي وطأتها أقدام جدها العثماني. وقد التقاها مراسل الأناضول في محطة قطارات أنقرة، فقالت له إن الدولة العثمانية ابتعثت جدها الأكبر قبل 160 عاما إلى جنوب إفريقيا، في مهمة رسمية لحل خلافات فقهية للمسلمين هناك. وأوضحت أن "أبو بكر أفندي" بقي في جنوب إفريقيا حتى وافته المنية في مدينة كيب تاون (ثالث أكبر مدن جنوب إفريقيا).

"أنا هنا اليوم لكي أرى الأرض التي عاش فيها أجدادي وهذه زيارتي الأولى لتركيا"، هكذا بدأت محمد بالحديث عن رحلتها الاستكشافية. وأضافت: "أنوي الذهاب إلى مدينة أرضروم، مسقط رأس جدي الأكبر بواسطة القطار، للتعرف أكثر على تركيا وشعبها". وأعربت وسيلة محمد عن لهفتها لرؤية أرضروم، قائلة "قرأنا الكثير عن هذه المدينة، وأنا فخورة جدا لأن أهلها ما زالوا يذكرون الشيخ أبو بكر أفندي، ومتشوقة جدا لرؤيتها".

وأشارت إلى أنّ أختها وزوجها وابن عمها، سيتوجهون إلى أرضروم للقاء رئيس البلدية وللتعرف أكثر على سيرة جدهم.

وتوجهت السيدة وسيلة بالشكر إلى الباحث التركي والخبير في العلاقات العثمانية الإفريقية، حالم غانتش أوغلو، الذي أجرى بحثا قبل عدة سنوات في مدينة كيب تاون، حول رجل الدين العالم أبو بكر أفندي.

تجدر الإشارة أنّ الوثائق العثمانية تؤكد ابتعاث عالم الدين أبو بكر أفندي إلى رأس الرجاء الصالح (جنوب غرب دولة جنوب إفريقيا)، من أجل حلّ القضايا الفقهية للمسلمين القاطنين فيها عام 1863، وذلك في زمن السلطان عبد العزيز الأول.

وبقي أبو بكر أفندي في مهمته 17 عاما من أجل توضيح التعاليم الإسلامية الصحيحة، وحلّ الخلافات الفقهية للمسلمين فيها. وتوفي في 29 أغسطس/آب 1880 في مدينة كيب تاون، ليترك وراءه إرثا كبيرا من المساجد والمدارس التي بناها، إلى جانب تعاليمه الدينية التي حفظها عنه طلابه.